إيلاف من دبي: نظم نادي دبي للصحافة زيارة لوفد اعلامي اماراتي إلى مصر، من أجل بحث مسارات التعاون وتطوير الاعلام العربي.

وأكدت منى غانم المري، المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي رئيسة نادي دبي للصحافة أن الزيارة التي نظمها النادي للوفد الإعلامي الإماراتي إلى القاهرة خلال اليومين الماضيين وما شملته من لقاءات رسمية وإعلامية كانت ناجحة بكل المقاييس في ضوء النقاشات البناءة والمثمرة التي جاءت في إطارها وهدفت في مجملها إلى استكشاف مسارات جديدة للتعاون الإعلامي بين الجانبين الإماراتي والمصري في ضوء العلاقات الأخوية والروابط الوثيقة التي تجمع الدولتين الشقيقتين.

وأعربت منى المرّي في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه، عن تقديرها للإعلام المصري بما يشكله من ثقل نوعي اتساقاً مع المكانة الاستراتيجية والتاريخية لجمهورية مصر العربية، مثمنة حرص الإعلاميين المصريين على مشاركة أشقائهم الإماراتيين في حوار مهني رفيع المستوى ونقاشات اتسمت بالوضوح والشفافية من أجل تحقيق هدف مشترك هو الارتقاء بأطر التعاون في هذا المجال، على المستويين الثنائي والعربي الأشمل، منوهةً بأهمية ما تم طرحه خلال النقاشات من أفكار ورؤى ستكون محل دراسة خلال المرحلة المقبلة للاستفادة منها في إطلاق مشاريع ومبادرات ذات مردود إيجابي على المشهد الإعلامي العربي.

وكان الوفد الإعلامي الإماراتي برئاسة منى المري قد التقى في القاهرة حسين زين، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، حيث رحب في بداية اللقاء الذي جرى بمقر الهيئة في "ماسبيرو" بزيارة القيادات الإعلامية الإماراتية إلى القاهرة منوهاً بالدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في تعزيز العمل العربي المشترك عموماً وحرصها على إيجاد مسارات جديدة تعزز التعاون الإعلامي بين الجانبين، خاصة على صعيد التبادل البرامجي والإخباري وتفعيل فرص التدريب المشترك لإعداد أجيال جديدة من الإعلاميين المؤهلين.

وأكد زين أهمية التنسيق والتواصل مع الأشقاء في الإمارات حول مختلف القضايا الإعلامية والعمل على تطوير رسالة الإعلام العربي وتعزيز قدراته بما يواكب التحولات المختلفة التي يشهدها العالم، مثمّناً دور الإمارات في تعزيز فرص الإعلام العربي وتأكيد سلامه خطابه الإعلامي وخلوه من أية مغالاة أو انحياز أو تجميل للحقائق، حيث نجحت دبي في إيجاد مكانة متميزة لها كمركز إعلامي دولي، ساهمت بشكل فاعل خلال العشرين عاماً الماضية في دفع مسيرة تطوير الإعلام العربي في المنطقة.

وأضاف، خلال جولة اصطحب فيها الوفد في عدد من استوديوهات ماسبيرو، أن الهيئة تبذل جهوداً حثيثة في سبيل تحديث وتطوير العمل الإعلامي المرئي والمسموع، مشيراً إلى عملية التطوير الجارية في الوقت الراهن بهدف رفع كفاءة استوديوهات الإذاعة والتلفزيون المصرية داخل المبنى العريق الذي يعود تاريخ إنشاءه إلى ستينيات القرن الماضي، مع تبني توجه جديد يتم فيه التركيز على الاعلام الأرضي، ومواكبة التغيرات السريعة في المجال الإعلامي سواء إقليمياً أو عالمياً.&

وتطرق زين خلال اللقاء لأدوار الهيئة الوطنية للإعلام التي تعد الجهة المسؤولة عن قطاعات الإعلام المرئي والمسموع في مصر، وتتبعها مجموعة من الشركات المتخصصة مثل: شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، والشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، والشركة المصرية للأقمار الصناعية "نايل سات"، وشركة "راديو النيل.

تعاون مثمر

من جانبها اثنت منى غانم المرّي على التعاون الدائم والمثمر بين إعلام البلدين الشقيقين، معربة عن تقديرها للجهود التي تبذلها الهيئة في سبيل تحديث وتطوير العمل الإعلامي المصري، والارتقاء بمخرجات هذا الجهاز الإعلامي العريق الذي خرّج أجيالاً من الإعلاميين البارزين على مر تاريخه الطويل.&

وتطرقت خلال اللقاء إلى المسؤولية الكبيرة التي يحملها الإعلام العربي كمرآة تعكس تطلعات الشعوب العربية نحو مستقبل أفضل من خلال التمسك بعرض الحقائق دون تجميلها، والتصدي بكافة الوسائل المتاحة للأخبار المضللة التي تسعى إلى النيل من الفرص التنموية المأمولة للشعوب العربية وتقويض إرادة الإنسان العربي وهدم قدرته على البناء والتطوير، بما يستدعيه ذلك من مضافرة الجهود الإعلامية على امتداد العالم العربي للوقوف بقوة في وجه تلك الأجندات وتحجيمها وتفويت الفرصة على أصحابها.

ووجهت منى المري خلال اللقاء، دعوة للمؤسسات الإعلامية المصرية للمشاركة في جائزة الصحافة العربية، ومتابعة التطورات المتلاحقة التي تدخلها الأمانة العامة على الجائزة، وذلك مواكبة لرؤية راعي الجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتماشياً مع متغيرات المشهد الإعلامي العربي والعالمي، مؤكدة حرص الأمانة العامة للجائزة على إحداث نقلة نوعية في مسيرة الجائزة قُبيل دخولها عقدها الثالث.

وأكد اللقاء على أهمية مواجهة "الاخبار الكاذبة" بما يستدعيه ذلك من مبادرة وسائل الإعلام النزيهة للتعامل معها وتفنيدها، والانتباه إلى خطورة أن تتحول مشاركات الأفراد من غير المتخصصين على منصات التواصل الاجتماعي إلى مصادر بديلة للأخبار الموثوقة، كما اتفق الجانبان على أهمية تفعيل التدريب بين المؤسسات الإعلامية المصرية والإماراتية لما لهذا التعاون من انعكاس إيجابي على تطوير كوادر مؤهلة لضخ دماء جديدة في البدن الإعلامي العربي والاهتمام بتحفيز الإعلاميين على الإبداع والابتكار ليكون لدينا إعلام قوي يمتلك من الأدوات ما يؤهله للاضطلاع بصورة مؤثرة في بناء مستقبل المنطقة، فضلاً عن الاهتمام بتوظيف منصات التواصل الاجتماعي وإمدادها بالمؤثرين أصحاب الفكر الإيجابي البناء المحفز على التطوير والنجاح والتميز، في مواجهة دعاوى الخطاب التحريضي للقضاء على فرص وصوله إلى عقول شبابنا العربي.

لقاء الأشقاء

وفي مقر نقابة الصحافيين المصرية، عقد الوفد الإعلامي الإماراتي لقاءً موسعاً ضم مجموعة كبيرة من قيادات العمل الإعلامي والصحفي المصري وفي مقدمتهم ضياء رشوان، نقيب الصحافيين المصريين ورئيس الهيئة العامة للاستعلامات في مصر، حيث استهلت منى المري اللقاء بتوجيه الشكر والتحية للحضور، معربة عن كامل تقديرها للإعلام المصري العريق واعتزازها بالتعاون المثمر الذي طالما جمع الجانبين عبر العديد من المناسبات والمحافل ومن أهمها "منتدى الإعلام العربي" و"جائزة الصحافة العربية" اللذان انطلاقا قبل نحو عشرين عاماً بفضل رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حرصاً من سموه على إيجاد منصات أمام الإعلاميين للتحاور والنقاش حول واقع ومستقبل مهنتهم والتبصّر في سبل الارتقاء بتأثيرها الإيجابي على المجتمعات العربية، والاحتفاء بالتميز في خدمة المجتمع من خلال الرسالة الإعلامية الراقية والنزيهة التي تعلي مصلحة الأوطان وتصون مستقبل الشعوب.

وأكدت المري أن هذا اللقاء يأتي في ضوء الحرص على الاستماع إلى آراء ووجهات نظر القائمين على العمل الإعلامي في مصر، ورصد الفرص لتعزيز التعاون القائم وأخذه إلى مستويات أرقى لاسيما من خلال جائزة الصحافة العربية، التي يشرف نادي دبي للصحافة بتنظيمها وتحظى سنوياً بمشاركة مصرية لها دائماً النصيب الأكبر بين آلاف المشاركات التي تصل الجائزة من مختلف انحاء العالم العربي ومن خارجه، وكذلك المقترحات بشأن تطوير الجائزة والموضوعات التي يتطلع إعلاميو مصر للتطرق إليها خلال منتدى الإعلام العربي القادم المزمع تنظيمه في مارس 2020 وهو العام الذي تم اختيار دبي من قبل وزراء الإعلام العرب &لتكون فيه عاصمة للإعلام العربي.

وقالت المري إن خطة العمل التي يتم العمل عليها حالياً في ضوء هذا الاختيار والتي تم التطرق لمناقشتها خلال الاجتماع الذي عقده نادي دبي للصحافة والوفد الإعلامي مع معالي أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية في مستهل الزيارة، ستتضمن العديد من الفعاليات والمبادرات التي نسعى لتضمينها ما يمكن تنفيذه من أفكار ومقترحات القائمين على قطاعات الإعلام في مختلف الدول العربية الشقيقة، تأكيداً على مبدأ التعاون والأهداف المشتركة. &

وتطرقت إلى العديد من الموضوعات الملحة التي تمثل أهمية نوعية للإعلام في المرحلة الراهنة والمستقبل القريب بما في ذلك التطور التكنولوجي والتحول إلى الإعلام الرقمي وضرورة استعداد المؤسسات الإعلامية العربية لمواكبة هذا التحول، وكيفية التوظيف النموذجي لمنصات التواصل الاجتماعي، وأهمية برامج التدريب وإعداد الكوادر الجديدة وتبادل الخبرات، &والمحتوى العربي والحاجة لإعادة النظر فيه لتطويره بما يخدم الأهداف الاستراتيجية للمنطقة، وكذلك أهمية تطوير الخطاب الإعلامي واعتماد وسائل جديدة لتأكيد دوره في نقل الصوت العربي إلى العالم، والإسهام في تغيير الصور النمطية التي يُنظر بها إلى المنطقة ودولها إلى الأفضل.

جسور التواصل

وقد أعرب رؤساء تحرير الصحف المصرية والقيادات الإعلامية المصرية عن سعادتهم بهذا اللقاء الذي يعكس مدى حرص الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة على مد المزيد من جسور التواصل والتعاون، بما يضيف بعداً جديداً للعلاقات المصرية الإماراتية التاريخية، وتقديرهم لمبادرة نادي دبي للصحافة بتنظيم هذا اللقاء، امتداداً لجهوده الدائمة في تعزيز التعاون الإعلامي العربي-العربي وفي مقدمتها تنظيم التجمع الإعلامي السنوي "منتدى الإعلام العربي".

وأشاد الإعلاميون المصريون بإسهامات دبي ودولة الإمارات في دفع مسيرة تطوير الإعلام العربي، لاسيما من خلال نادي دبي للصحافة بما يقدمه من مبادرات من أبرزها "تقرير نظرة على الإعلام العربي" بما يضمه من تحليل مهني دقيق لحال قطاع الإعلام في المنطقة وأبرز النقاط المرتبطة بمستقبله في ضوء توجهات التطوير الإعلامي العالمي، مؤكدين على أن مسألة المحتوى الإعلامي العربي والنظر فيه بهدف إعادة صياغته بما يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والعالمية ويضمن التعامل معها إعلامياً بكفاءة عالية باتت مطلباً بالغ الأهمية فضلاً عن ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي العربي حول القضايا المصيرية محل الاهتمام المشترك والعناية بالحفاظ على الهوية العربية والانتماء لاسيما بين الشباب بما يكفل حماية المنطقة العربية ودعم قدرتها على التصدي لكل ما يحيق بها من مخاطر وتحديات. &

واتفق الجميع على أهمية مواصلة الحوار والنقاش بين المؤسسات والهيئات الإعلامية الإماراتية والمصرية عبر مختلف القنوات بما يضمن الوصول إلى الأهداف المنشودة من وراء هذا التعاون المثالي بين الطرفين والذي يقدم نموذجاً للتعاون العربي-العربي، كما اتفق الجانبان على ضرورة مواصلة العمل المشترك على تشجيع الإبداع في المجال الإعلامي واستحداث المزيد من الأطر التدريبية للشباب الإعلاميين وتوسيع دائرة تبادل الخبرات والتجارب المميزة، وطرح تلك الموضوعات للنقاش من خلال منتدى الإعلام العربي في دوراته القادمة. &

حضر اللقاء من الجانب المصري ياسر رزق، رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم، ومحمد البهنساوي، رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم، وعبد الرازق توفيق، رئيس تحرير جريدة الجمهورية، والكاتب الصحفي علي حسن، رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ومحمد الباز، رئيس تحرير ورئيس مجلس إدارة صحيفة الدستور، وعماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة الشروق، ومحمود مسلم، رئيس تحرير جريدة الوطن، وعبدالصادق الشوربجي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة روز &اليوسف، وجمال الكشكي، رئيس تحرير مجلة الأهرام العربي، والإعلاميون وائل الابراشي، وفريدة الشوباشي، وياسر عبدالعزيز، وخالد البرماوي، وعدد من أعضاء من مجلس نقابة الصحفيين المصرية.

ضم الوفد الإماراتي إلى القاهرة سعادة ضرار بالهول الفلاسي، المدير التنفيذي لمؤسسة وطني الإمارات، وأحمد الحمادي، المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، وميثاء أبو حميد، مديرة نادي دبي للصحافة، والكاتبة والإعلامية الدكتورة حصة لوتاه، وعدد من رؤساء تحرير الصحف المحلية من بينهم منى بوسمرة، رئيس التحرير المسؤول لصحيفة "البيان"، وسامي الريامي، رئيس تحرير صحيفة "الإمارات اليوم"، وخديجة المرزوقي، رئيس تحرير "دبي بوست"، ورائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة "الخليج"، وسارة الجرمن، مدير القنوات العامة في قطاع الإذاعة والتلفزيون بمؤسسة دبي للإعلام.

يُذكر أن نشاط الوفد الإعلامي الإماراتي إلى القاهرة شمل مجموعة من اللقاءات المهمة في مقدمتها لقاء معالي رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون الإعلامي المصري الإماراتي خلال المرحلة المقبلة، ولقاء معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حيث تم بحث خطة العمل المرتبطة باختيار دبي عاصمة للإعلام العربي للعام 2020 والترتيبات الخاصة بها وما ستتضمنه من فعاليات ومبادرات على مدار العام القادم.&