جلال اباد: فجّر انتحاري نفسه داخل مبنى حكومي في شرق أفغانستان، وفق ما أفاد مسؤول محلّي الأربعاء، وسط مخاوف من سقوط ضحايا في آخر حلقة من سلسلة العنف الذي يسبق الانتخابات الرئاسية المقررة خلال هذا الشهر.

وأفاد شهود عيان ومراسل فرانس برس عن سماع أصوات إطلاق رصاص مباشرة بعد الانفجار الذي وقع في مركز تسجيل للهويات الإلكترونية في جلال أباد، عاصمة ولاية ننغرهار، حيث ينشط عناصر طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء.

قال استاذ في مدرسة قريبة من موقع الانفجار يدعى محمد الله "كنت في الصف عندما سمعت صوت انفجار كبير تلاه إطلاق كثيف للنار". أضاف "بدأ الطلبة بالبكاء فاضطررنا لإخلاء المدرسة. قفزنا فوق الجدران لنقلهم إلى مكان أكثر أمانًا".

وأكّد المتحدث باسم حاكم الولاية عطاء الله خوغياني أن "قوات الأمن توجّهت إلى المكان لإنقاذ الموظفين". ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الهجوم، ولم يتضح بعد عدد الأشخاص الذين كانوا داخل المركز، حيث يمكن للمواطنين الأفغان التسجيل للحصول على بطاقات الهوية الإلكترونية.

يأتي التفجير بعد يوم من مقتل نحو 50 شخصًا وإصابة العشرات في هجومين منفصلين، وقع أحدهما قرب تجمّع انتخابي للرئيس أشرف غني في ولاية باروان (وسط) والآخر في كابول.

وتعهّد عناصر طالبان بعرقلة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 28 سبتمبر، والتي يواجه غني فيها الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية عبدالله عبدالله وأكثر من عشرة مرشحين آخرين.

يأمل الفائز في الانتخابات أن يشكّل ذلك تفويضًا للرئيس المقبل لإجراء محادثات مع طالبان تهدف الى إحلال السلام الدائم في البلد الذي عاش عقوداً من العنف. لكن المتمردين يرغبون في تقويض شرعية العملية وإبقاء الرئيس في موقف ضعيف.

ويتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات ضئيلة في ظل المخاوف من تصاعد حدة العنف والإحباط الذي يشعر به الناخبون بعد الاتهامات الواسعة بالتزوير التي شهدتها انتخابات 2014.

الأبواب مفتوحة
وقال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان بعد هجومي الثلاثاء "سبق وحذّرنا الناس بألا يحضروا التجمعات الانتخابية. إذا تعرّضوا لأي خسائر فهم يتحمّلون مسؤولية ذلك".

وتعهّد المتمردون كذلك بالتصعيد عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلغاء المفاوضات في وقت سابق هذا الشهر التي كانت تسعى الى التوصل إلى اتفاق يمهّد الى سحب القوات الأميركية من أفغانستان لإنهاء حرب مستمرة منذ 18 عامًا. لكن عناصر طالبان أعربوا مراراً عن اعتقادهم بأن الولايات المتحدة ستعود في نهاية المطاف إلى طاولة المفاوضات.

وشدد كبير مفاوضي الحركة شير محمد عباس ستانيكزاي على هذا الموقف في مقابلة أجرتها معه شبكة "بي بي سي" بعد ساعات من هجمات الثلاثاء إذ أكد على أن "الأبواب مفتوحة" لاستئناف المحادثات مع واشنطن.

دافع كذلك عن دور طالبان في أعمال العنف الدامية الأخيرة، مشيراً إلى أن الأميركيين أقرّوا كذلك بقتل الآلاف من عناصر طالبان بينما كانت المحادثات جارية، وأن المتمردين لم يرتكبوا أي خطأ عبر مواصلة القتال تزامنًا مع المحادثات.

ودفع إعلان ترمب أن المفاوضات باتت بحكم "الميتة" طالبان للإعلان في الأسبوع الماضي أن الخيار الوحيد المتبقي هو مواصلة القتال.

وقال مجاهد لوكالة فرانس برس في الأسبوع الماضي "كان لدينا طريقان لإنهاء الاحتلال في أفغانستان، أحدهما الجهاد والقتال، والآخر المحادثات والمفاوضات". وأضاف "إن أراد ترمب وقف المحادثات، سنسلك الطريق الأول وسيندمون قريبا".
&