دبي: انضمت الإمارات والسعودية لقوة بحرية تقودها الولايات المتّحدة لتأمين الملاحة في منطقة الخليج، في خطوة تأتي في ظل التوتر المتصاعد مع إيران المتّهمة من قبل واشنطن بمهاجمة منشآت نفطية تابعة لشركة أرامكو.

وأطلقت الولايات المتحدة فكرة تشكيل هذه القوة البحرية الدولية في يونيو إثر هجمات استهدفت سفن شحن عدة وناقلات نفط في منطقة الخليج ، وحمّلت واشنطن مسؤوليتها إلى طهران، التي نفت أي ضلوع لها في تلك الهجمات.

قالت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان الخميس "قررت دولة الإمارات العربية المتحدة الانضمام إلى التحالف الدولي لأمن وحماية الملاحة البحرية وضمان سلامة الممرات البحرية".

قال مدير إدارة التعاون الأمني في وزارة الخارجية، سالم الزعابي، إن انضمام الإمارات لهذا التحالف الدولي يهدف إلى مساندة الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية وضمان أمن الطاقة العالمي واستمرار تدفق إمدادات الطاقة للاقتصاد العالمي والإسهام في حفظ السلم والأمن الدوليين.

بدورها أصدرت وزارة الدفاع السعودية بيانًا مماثلًا الأربعاء، مشددة على أن مشاركتها في القوة البحرية تهدف إلى "مساندة الجهود الإقليمية والدولية لردع ومواجهة تهديدات الملاحة البحرية والتجارة العالمية".

وتسعى واشنطن إلى تشكيل هذا التحالف الدولي لمواكبة السفن التجارية في الخليج، لكنها لم تتمكن على ما يبدو من جذب الكثير من الدول، لا سيّما أنّ الكثير من حلفائها يتوجّسون من جرّهم إلى نزاع مفتوح في هذه المنطقة، التي يعبر منها ثلث النفط العالمي المنقول بحرًا.

رفض الأوروبيون العرض، لأنهم لا يريدون المشاركة في سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المتمثلة في ممارسة "الضغوط القصوى" على إيران، كما إنهم يحاولون الحفاظ على الاتفاق حول النووي الإيراني، الذي انسحب منه ترمب في العام الماضي.

في المقابل أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون في الشهر الماضي أنّ بلاده ستنضمّ إلى القوة البحرية. وتقضي فكرة واشنطن بأن تتولّى كل دولة مواكبة سفنها التجارية مع دعم من الجيش الأميركي الذي يؤمّن المراقبة الجوية وقيادة العمليات.

لا ينفك التوتر يتصاعد في المنطقة منذ انسحاب ترمب في مايو 2018 من الاتفاق النووي وإعادة فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية في إطار حملة "الضغوط القصوى" ضدّها. وردّت إيران على خطوة ترمب بتعليق تنفيذ بعض التزاماتها في الاتفاق.&

وكاد الوضع يخرج عن السيطرة في الأشهر الأخيرة مع وقوع هجمات ضدّ سفن شحن في منطقة الخليج، وإسقاط إيران طائرة مسيّرة أميركية، واحتجاز ناقلات نفطية.&

بلغ التوتر مستويات غير مسبوقة السبت، مع تعرّض أكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم في بقيق، وحقل خريص النفطي في شرق السعودية، لهجوم، تسبب بخفض الإنتاج السعودي.

وأعلن الحوثيون في اليمن، الذين تدعمهم طهران، مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنّهم نفّذوه بطائرات من دون طيار، لكن واشنطن أفادت بأنها مقتنعة بأن العملية انطلقت من إيران، التي نفت ذلك.

وأكّد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مستهلّ زيارة إلى السعودية الأربعاء أن الهجوم هو "عمل حربي" شنّته إيران، وليس الحوثيين.
&

&&