إيلاف من لندن: قال رئيس الوزراء العراقي ان بلاده بأمس الحاجة الى الصين في عمليات التنمية واعادة البنى التحتية متعهدا بتذليل العقبات امام استثماراتها معلنا عن وصول التبادل التجاري بين البلدين الى 30 مليار دولار مؤكدا انهما مصممان على المساهمة بأنجاز مبادرة الحزام والطريق والربط الوثيق بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط.

وأضاف رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في كلمة له بمؤتمر التصنيع العالمي 2019 الذي بدأ أعماله الجمعة في مدينة خيفي الصينية "ان حاجة العراق اليوم اكثر من اي وقت مضى الى زخم علاقاته الآسيوية المؤثرة والصينية بوجه خاص بالاتجاه الذي يعيد للعراق دوره الحيوي الفاعل والمؤثر والى شعبه ألقه وحياته الكريم ".&

ودعا الشركات الصينية والعالمية الى الإسهام بنهضة العراق واعادة بناه التحتية وتعهد بضمان تذليل العقبات من خلال لجنة مركزية لتأمين الظروف والفرص.

شراكة استراتيجية

وأشار إلى أنّ العلاقات العراقية الصينية مهمة بماتعكسه المرحلة الراهنة من تطلعات اكيدة الى الشراكة الاستراتيجية المثمرة والى السعي لتجسيد اواصر التأريخ والتلاحم بتعاون يقوم على الثقة البنّاءة، والرغبة الأكيدة في تحقيق مايليق بتلاقي مجد حضارة وادي الرافدين التي قدمت للانسانية الكتابة مع الحضارة الصينية بكل علومها ومعارفها.&

وشدد على ان حاجة العراق الان اكثر من اي وقت مضى الى زخم علاقاته الآسيوية المؤثرة والصينية بوجه خاص بالاتجاه الذي يعيد للعراق دوره الحيوي ،الفاعل والمؤثر والى شعبه ألقه وحياته الكريمة آخذين بنظر الاعتبار ان الظروف القاسية وما أدت اليه من انهيار اغلب البنى التحتية وتأخر ميادين التنمية مدعاة الى تلاقي بلدينا في حملة النهوض التي نتبناها بقوة.&

الربط بين الشرقين الادنى والاوسط

وأضاف أن "العراق يأمل ويطمح ان تنجز قيادتا البلدين في هذه المناسبة اكثر آمالهما تعلقا بمنجزات حقيقية تمكث في الارض بماينفع بلدينا وشعبينا حيث ان المسيرة الكبرى ، هذه المرة سننجزها سوية عبر مبادرة الحزام والطريق والربط الوثيق بين الشرق الأدنى والشرق الأوسط ".

وأشار إلى أنّه سيلتقي خلال زيارته الحالية الى الصين رئيسها شي جين بينغ ورئيس مجلس الدولة لي كي شيانغ وقيادات صينية اخرى للعمل بقوة على إرساء قاعدة انطلاق قوية من اجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين ، مستفيدين من رصانة ومتانة قطاعات صناعية وتكنولوجيا صينية ، اثبتت في العقود الاخيرة حضورا راسخا في جميع ميادين التنمية والتطور، ومن رغبة العراق الصميمة بفتح ابواب الاستثمار والشراكة في مجالات عديدة.

وأشار إلى أنّ العراقيين قد بدأوا "عهدا جديدا من الاستقرار، والبلاد تتوجه اليوم نحو الإعمار والإستثمار الأمثل للطاقات والموارد البشرية والطبيعية ، وتعمل على ارض العراق آلاف الشركات، وتتنافس على الفرص الاستثمارية الواسعة في جميع المحافظات.&

تعهد ببيئة تشريعية مشجعة وظروف آمنة للشركات الصينية

ودعا عبد المهدي الشركات الصينية والعالمية الكبرى للعمل والاستثمار في العراق في قطاعات الطاقة والاتصالات والطرق والسدود والمياه والزراعة والصناعة والبنى التحتية وغيرها من المجالات المدعومة ببيئة تشريعية مشجعة وظروف آمنة وتطلع لتوفير فرص عمل لآلاف المواطنين.

وناشد الشركات الصينية الى الاسهام والعمل بقوة وفاعلية بنهضة العراق واعادة بناه التحتية "وسنضمن من جهتنا تسهيل وتذليل الصعاب التي تعترض هذا الدور وتفاصيله من خلال لجنة مركزية تتولى تأمين مايناسب هذه الشركات من الظروف والفرص وغايتنا في ذلك ايصال رغبة بلدينا في العمل المشترك الى مستوى عالٍ من الجاهزية والانطلاق.

30 مليار دولار قيمة التبادل التجاري

واوضح ان العلاقات العراقية مع الصين واسعة وحجم التبادل التجاري بلغ 30 مليار دولار سنويا لصالح العراق".. وقال ان العراق الذي عانى طويلا من الحروب والارهاب ، هو جزء من الشرق المزدهر وكانت له عبر التأريخ علاقات متميزة مع الصين والهند ايضا ، مشيرا الى لقائه بالمسؤولين الهنود الذي أثمر عن اتفاق لتفعيل عمل اللجنة العراقية الهندية.

وأضاف أن زيارتنا الى الصين ناجحة بتحقيق اتفاق شراكة مدروسة ومجدولة وتمويل واضح وبما هو متحقق من تصدير العراق اكثر من 700 الف برميل نفط يوميا والصندوق المشترك مع الصين اللذان يشكلان ضمانة وقاعدة متينة لهذه الشراكة والمضي بتطوير مشاريع البنى التحتية وجميع القطاعات الحيوية الاخرى ، وان يأخذ العراق موقعه في مشروع طريق الحرير والربط بين الشرق الأقصى والأدنى.

يشار إلى أنّ زيارة عبد المهدي هذه الى الصين التي وصلها امس ستستغرق اسبوعا وتهدف الى التوقيع على اتفاقيات للتعاون في قطاعات الامن والصناعة والزراعة وبناء المدارس والمستشفيات والإسكان والطرق والقطارات والجسور.&

ويؤكد مسؤولون عراقيون ان الزيارة ستؤسس ايضا لمشاريع كبرى مع لصين تكون انطلاقة لما وصفوها بثورة اقتصادية مرتقبة في العراق من خلال تنفيذ شركاتها لمشاريع طرق وسكك حديد وأنشاء طرق دولية جديدة تربط العراق بدول الجوار فضلاً عن انشاء مدن صناعية وسكنية كبرى في محافظات عراقية عدة.

ويرأس عبد المهدي خلال زيارته هذه وفدا رسميا يضم 31 مسؤولا بينهم 9 وزراء منهم للدفاع والداخلية والنفط، و16 محافظًا إضافة إلى مستشارين لرئاسة الحكومة.