يميل مسلمو الولايات المتحدة إلى اليسار الأميركي، بعد ما عانوه من جرائم كراهية وخوف إثر هجمات 11 سبتمبر، وبعد تبني الجيل الجديد منهم أفكارًا أكثر ليبرالية.

باتت ظاهرة تحول المسلمين الأميركيين نحو اليسار واضحة للعيان. فبعد مساندتهم جورج بوش في عام 2000، تحولوا "يسارًا" في مفارقة دفعت البعض إلى التساؤل عما إذا كان تحولهم هذا هو ردة فعل على سياسات الإدارة الأميركية تجاههم.

كان التغير الكبير في مشاعر المسلمين واضحًا في السباق الرئاسي في عام 2004، وعاد مجددًا ليظهر بوضوح في عام 2008 حين فاز باراك أوباما بالرئاسة.

بحلول عام 2007، وجدت استطلاعات الرأي أن نحو 63 في المئة من المسلمين الأميركيين يميلون نحو الديمقراطيين، في مقابل 11 في المئة فقط للجمهوريين. ولم تتغير هذه الأرقام كثيرًا منذ ذلك الحين، حيث أشارت استطلاعات الرأي في عام 2016 الى أن 8 في المئة فقط منهم اختاروا دونالد ترمب رئيسًا، مقابل 78 في المئة اختاروا هيلاري كلينتون.

أسباب التبدل

انشغل المحللون في الولايات المتحدة، على مدى السنوات الماضية، بتحليل الأسباب الرئيسة لهذا التحول في مواقف المسلمين الأميركيين. فبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية، كانت هناك سلسلة من جرائم الكراهية ضد أتباع الإسلام، وظهر العداء الصريح تجاه المسلمين بين شريحة من الناخبين الأميركيين.

وضعت تلك التطورات الناخبين المسلمين في موقف دفاعي، وشكل الديمقراطيون، بتبنيهم التنوع الثقافي، الملاذ الأكثر أمانًا لهم. كما كان هناك عامل&آخر يتمحور حول تحول المسلمين الأميركيين الأصغر سنًا ليصبحوا أكثر ليبرالية في المسائل الثقافية مثل حقوق المثليين، وبالتالي كانوا أقل تأثرًا بحجج "القيم العائلية" التي يسوق لها الجمهوريون.

شراكة الخوف

يشير يوسف شهود، الخبير السياسي في جامعة كريستوفر نيوبورت، إلى أن المسلمين ليسوا يساريين بقدر ما هم يبحثون عن أي شخص يستمع إليهم، وقد وجدوا مطلبهم من الاهتمام والاحترام عند اليسار. لكن هذا لا ينفي حقيقة مفادها أنهم كانوا يشعرون بتقلص هذا الحب والاهتمام أخيرًا.

من جهته، يقول شادي حامد، الباحث في معهد بروكينغز، إن تعميق الشراكة بين المسلمين والديمقراطيين لم يكن مبنيًا على مسائل في السياسة الخارجية، بل كان معتمدًا أكثر على المحن.

أضاف أن هناك توترًا معينًا بين النزعة الاجتماعية المحافظة لبعض المسلمين والأخلاق العلمانية للديمقراطيين. لكن في الوقت الحالي، تتم&السيطرة على مثل هذا التوتر من خلال شعور مشترك بالتعرض للخطر في عهد ترمب.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "إكونوميست". الأصل منشور على الرابط التالي:
https://www.economist.com/erasmus/2019/09/22/why-american-muslims-lean-leftwards-for-2020