إيلاف من لندن: دقت منظمة الصحة العالمية اليوم ناقوس خطر مواجهة ربع مليون لاجئ سوري يعيشون في ثمانية مخيمات بمحافظات اقليم كردستان العراق الشمالي فقدان رعاية صحية عالية الجودة.. فيما تم الاعلان عن تزايد عدد مواقع العشوائيات في البلاد ليفوق نصف مليون سكن عشوائي تأوي ثلاثة ملايين مواطن.

وقالت منظمة الصحة العالمية إن توفير الرعاية الصحية لحوالي 250,000 لاجئ سوري في العراق يمثل حاليا تحدياً كبيراً للسلطات الصحية المحلية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات الإنسانية في العراق.&

وأشارت في تقرير لها الثلاثاء تسلمت "إيلاف" نصه الى ان النقص الحاد في الموارد والناتج عن أزمة النزوح الداخلي في عام 2014 إلى جانب النزاعات في مناطق كثيرة من البلاد ادى إلى إثقال كاهل النظام الصحي المستنزف أصلاً وأثر على الجهود المنسقة لضمان وصول مجموعة الخدمات الصحية إلى ثمانية مخيمات للاجئين السوريين استضافتها المجتمعات المحلية في محافظات إقليم كردستان العراق الشمالي ولا سيما محافظتي أربيل ودهوك.&

دعم صحي أميركي

وأوضحت المنظمة أنه في سبتمبر 2018 استأنفت منظمة الصحة العالمية برنامج دعم صحي واسع النطاق يغطي المرافق الصحية في مخيمات اللاجئين السوريين في العراق حيث استطاع البرنامج الذي موّله مكتب السكان واللاجئين والهجرة التابع لوزارة الخارجية الأميركية بمبلغ 2.5 مليون دولار في تحقيق نتائج بارزة حيث تم تجهيز تسعة مراكز للرعاية الصحية الأولية في مخيمات اللاجئين في أربيل ودهوك وتم تزويدها بمختلف الأجهزة الطبية والمعدات المخبرية لتعزيز الخدمات الصحية الأساسية على مستوى الرعاية الصحية الأولية.

وأوضحت المنظمة أن مخيم داراشكران للاجئين والذي يقع على بعد نحو 50 كيلومتراً إلى الشمال من أربيل يستضيف حاليا أكثر من 13,000 لاجئ سوري تم إجلاؤهم من مناطق النزاع المختلفة في سوريا.

دعم في مجالات العنف الجنسي والصحة النفسية

وأوضحت المنظمة ان دعمها شمل مجالات أخرى مثل مواجهة العنف الجنسي وتأمين خدمات الصحة النفسية والاجتماعية.&

&

سكن عشوائي حول بغداد

&

وقالت إنه اعتباراً من شهر& يوليو الماضي قد دربت أكثر من 250 مقدما للرعاية الصحية من مختلف المحافظات على إدارة حالات النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجنسي من قبل أزواجهن في مخيمات اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة.

كما غطت منظمة الصحة العالمية جميع مخيمات اللاجئين السوريين بشبكة الإنذار المبكر والاستجابة وقامت بتدريب أكثر من 128 موظفا في مواقع الإبلاغ في أربيل ودهوك على الاستخدام السليم للإبلاغ الموحد وتحديد الأمراض في شبكة الإنذار المبكر والاستجابة.

واكدت مديرة العيادة في المخيم خوناو ساروك قائلة "لا يزال الطلب هائلاً وعلينا معالجة مشاكل صحية أخرى مثل الحاجة إلى تكنولوجيات مساعدة لأولئك الذين يعانون من إعاقات جسدية وعليه فنحن ندعو السلطات المحلية والمانحين والشركاء في مجال المساعدات الإنسانية إلى توفير المزيد من الدعم لخفض تكلفة الرعاية الصحية لهذا المجتمع الضعيف".
&
نصف مليون سكن عشوائي يأوي ثلاثة ملايين عراقي

اعلنت المفوضية العليا لحقوق الانسان في العراق عن تزايد عدد مواقع العشوائيات في البلاد بعد عام 2003 حتى اصبح يفوق نصف مليون سكن عشوائي تأوي ثلاثة ملايين مواطن.

وقال علي البياتي عضو المفوضية في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الثلاثاء ان مشكلة العشوائيات موجودة في العراق منذ عقود طويلة لكنها كانت محدودة غير انها تزايدت بعد عام 2003 الى ان وصلت عام 2014 لتشكل 7.3٪؜ من المساكن في العراق وتأوي 6.9٪؜ من السكان.

واشار الى ان الحكومات التي تعاقبت على السلطة منذ ذلك العام تعاملت مع ملف العشوائيات بعشوائية تامة وبدون مراعاة لحقوق الانسان. واوضح ان من اهم أسباب تنامي هذه الظاهرة تهاون الجهات ذات العلاقة وضعف الرقابة والفقر والوضع الأمني المتردي اضافة الى الاسباب الاجتماعية.

وأضاف أنّ "ثمّة ألف موقع عشوائي في بغداد وحدها لتتصدر بالتالي قائمة المحافظات تليها البصرة مع 700 موقع .. فيما تحلّ محافظة النجف ومحافظة كربلاء في أسفل القائمة مع 98 موقعاً عشوائياً .
وبين ان هذه المواقع العشوائية تضم حاليا 522 ألف وحدة سكنيّة تأوي الملايين الثلاثة الذين أجبرهم العوز وكذلك الظروف الأمنية على العيش فيها. وحذر من ان طرد أيّ من هؤلاء وإزالة مسكنه من دون توفير بديل له هو تجاوز على حقوق الإنسان باعتبار أنّ حقّ السكن مكفول في الدستور وتتحمّل الدولة مسؤولية توفيره لكلّ مواطن.

وأشار البياتي الى من اهم سبل المعالجة لهذه الظاهرة هو ايجاد تعاون وتنسيق بين جميع المؤسسات والوزارات المعنية وتأسيس قاعدة بيانات كاملة حول الساكنين في هذه المجمعات ومعرفة وضعهم الاقتصادي والاجتماعي والأمني وتشريع قانون الحق في السكن تنفيدا للمادة 30 من الدستور العراقي واتخاذ تدابير اقتصادية وأمنية وإشراك المجتمع في هذه المعالجات ايضا.&

يشار الى أن مسحا لوزارة التخطيط منتصف عام 2017 كان قد اظهر وجود اكثر من ثلاثة الاف تجمع سكن عشوائي في العراق وجاءت العاصمة بغداد في المرتبة الاولى من حيث عدد العشوائيات وسجلت اقل العشوائيات في محافظتي النجف وكربلاء.

وقال عبدالزهرة الهنداوي المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط في بيان ، ان المسح الذي اجري بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة للمستوطنات البشرية( هبيتات)، اظهر ان عدد تجمعات السكن العشوائي في محافظات العراق عدا اقليم كردستان ومحافظات نينوى، الانبار، صلاح الدين، يبلغ ( 3) الاف و (687) تجمعا عشوائيا، وجاءت العاصمة بغداد في المرتبة الاولى حيث ضمت اكثر من الف تجمع عشوائي تلتها البصرة بـ 700 عشوائية ، فيما كانت محافظتا النجف وكربلاء الاقل في عدد التجمعات العشوائية بوجود (89) عشوائية في كل منهما.

واشار المسح الى وجود 522 الف مسكن عشوائي في العراق يأوي 3 ملايين و300 الف نسمة يشكلون نسبته 13%من سكان العراق فيما ضمت بغداد النسبة الاعلى في عدد ساكني العشوائيات والبالغ 22‏ % تلتها البصرة بـ 13،5%.

واشار البيان الى ان 88% من التجمعات العشوائية توجد على اراضٍ تعود ملكيتها للدولة و 12% الاخرى بنيت على اراض تعود للقطاع الخاص ،كما بلغت نسبة استعمالات الارض في الجنس السكني 26%‏ وغير السكني 74% دون ان يذكر اية تفاصيل اخرى.

الجدير بالذكر ان العراق يعاني من ازمة سكن خانقة وتقدر بعض&المصادر ان البلد بحاجة لبناء اكثر من خمسة ملايين وحدة سكنية، فيما توجه كثير من السكان الى بناء وحدات سكنية بدون ترخيص في مناطق تعرف بالعشوائيات.
&