إيلاف من لندن: أعلن الرئيس العراقي أن بلاده تتجه لدعوة الدول المجاورة لها للاجتماع في بغداد لإجراء محادثات ترسم خارطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكاً مشددا على أن العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية وينوي حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بأن يتم استخدامه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو كساحة معركة لوكلائهم.

وأشار الرئيس العراقي برهم صالح إلى أن رسالته التي يحملها خلال مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة تشدد على أن "العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية، وينوي حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بأن يتم استخدامه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو كساحة معركة لوكلائهم".

ولفت في مقال له نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية ووزعته الرئاسة العراقية اليوم إلى أن "من مصلحتنا أن نعمل كقوة لتحقيق الاستقرار وان نوظف موقفنا الاستراتيجي الرئيسي وعلاقاتنا الجيدة مع جيراننا للقضاء على التطرف، وأن العراق يسعى إلى أن يكون تلك القوة القادرة على تحقيق الاستقرار، وجسراً للتكامل الاقتصادي في الشرق الأوسط".

وكشف عن اتجاه العراق لدعوة جيرانه للاجتماع في بغداد لإجراء محادثات "تبدأ بضرورة دعم استقرار العراق وتجديد اقتصاده، والعمل بجد لتحديد مجالات العمل التعاوني العاجل ورسم خارطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكاً".

التزاعات في المنطقة مصدر قلق في الشرق الاوسط

وأوضح أن "الهجمات الأخيرة التي شنت على المنشآت النفطية في السعودية وكذلك النزاعات المروعة في اليمن وسوريا هي مصدر قلق للشرق الأوسط ولبقية دول العالم وليس هناك بلد بإمكانه إدراك ويلات الحروب والعقوبات والعنف والاقتتال الداخلي بشكل أفضل من العراق"، مشيراً إلى أن "الشعب العراقي أكثر دراية بحجم التكاليف البشرية والمادية التي قد تفرضها السياسات العدوانية ولا توجد دولة تتوق للاستقرار أكثر من العراق".

وأضاف صالح "إننا نقف اليوم على عتبة حقبة جديدة، بعدما استطاع العراقيون بغض النظر عن قومياتهم أو عقيدتهم هزيمة داعش وبمساعدة الحلفاء الدوليين".&

وبيّن أن "انتصارنا لا يزال هشاً، وأمامنا مهام أصعب، لأننا بحاجة إلى توفير فرص العمل والتعليم والتدريب لبناء قوى عاملة من أجل تقديم خدمات أفضل وإعادة تأهيل وتوسيع بنيتنا التحتية وإصلاح قطاعنا العام المتضخم إلى جانب تعزيز مؤسساتنا لإبعاد أنفسنا عن الاعتماد على النفط وذلك من خلال خلق قطاع خاص نشيط، ولمعالجة الفساد، ولبناء الأطر التنظيمية والقانونية لجذب المستثمرين الأجانب".

الاصلاح في العراق سيتلاشى اذا استمرت دول المنطقة في سجالها

وقال إن "هذه هي المهام الهائلة التي تواجه حكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي الذي يشاطرني الحماس في تحقيق الإصلاح، حيث تواصل العراق مع جيرانه والمجتمع الدولي للحصول على المساعدة المالية والتقنية، إلا أن الطموح قد يتلاشى إذا كان جيراننا وحلفاؤنا في حالة سجال شديد"، مردفا بالقول إن "العراق يقدم تشريعات تاريخية لإنشاء هيأة لإعادة الإعمار، بهدف تشجيع الشركات الخاصة والمستثمرين الأجانب على تكوين شراكات واسعة النطاق مع الحكومة في مشاريع البنية التحتية، حيث يمكن أن تشكل هذه المبادرة الأساس للمبادرات الإقليمية العابرة للحدود والتي بدورها ستخلق مصلحة مشتركة بين المقاطعات المحلية وتشجع النمو الاقتصادي المشترك وتوفر فرصاً للعمل".

وأوضح الرئيس العراقي إن "التجربة المريرة ضد تنظيم داعش علمتنا كعراقيين أن هناك ما يربطنا ببعضنا أكثر مما يفرقنا، ولدينا أحلام مشتركة ومصالح متبادلة نتعاون من أجل تحقيقها".

واختتم صالح بالقول "هذا درس لجيراننا وحلفائنا أيضاً، حيث أن الازدهار يعتمد على بناء الجسور، وليس بصفق الأبواب. نعتزم لأسبابنا الأنانية الخاصة أن نأخذ بزمام المبادرة، فمن واجبنا أن نفعل ذلك لأنفسنا وللأجيال المقبلة. وتعتمد آمالنا ومستقبلنا بإقناع الآخرين على أن يحذوا حذونا".

وكان الرئيس العراقي قد وصل الى نيويورك السبت الماضي على رأس وفد عالي المستوى يضم وزيري الخارجية محمد علي الحكيم والتخطيط نوري صباح الدليمي ورئيسة اللجنة العليا الدائمة للنهوض بواقع المرأة ذكرى علوش للمشاركة في اجتماعات الدورة 74 &للجمعية العامة للأمم المتحدة التي بدأـ اعمالها اليوم الثلاثاء.
&