دبي: وسط اهتمام عربي وعالمي لافت انطلق هزاع المنصوري صوب محطة الفضاء الدولية التي تبعد عن الأرض 400 كم، ليكون أول رائد فضاء إماراتي يدخل هذا العالم المثير، وأول رائد فضاء عربي يصل إلى محطة الفضاء الدولية، وقد دخلت مركبة الفضاء سويوز"ام اس-15"، المدار وتوجهت إلى محطة الفضاء الدولية، ويرافق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري على متن المركبة &التي انطلقت من مدينة بايكونور، كل من رائدي الفضاء الروسي أوليغ سكريبوتشكا والأمريكية جيسيكا مير.

100 مليار يورو

ووفقاً للمعلومات المتوفرة سوف يمضي المنصوري 8 أيام في محطة الفضاء الدولية، للقيام ببعض الأبحاث مع عدد من رواد الفضاء، ومن المعروف أن محطة الفضاء الدولية هي المشروع العلمي والتقني الأكثر تعقيداً وتطوراً في عالم الفضاء، بل إنه المشروع الأعلى تكلفة من الناحية المالية، والتي تصل إلى 100 مليار يورو، حيث شاركت الولايات المتحدة الأميركية و روسيا، في بناء المحطة، &وقامت دول أخرى بتمويل هذا المشروع الكبير، ومن بين هذه الدول كندا واليابان.

&

&

حلم زايد منذ 46 عاماً

في عام 1973 استقبل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس و رئيس دولة الإمارات عدداً من علماء و رواد الفضاء، وكان بصحبتهم العالم المصري الدكتور فاروق الباز، ومنذ هذا الوقت كان لدى الشيخ زايد حلماً كبيراً، وطموحاً هائلاً بأن تكون دولة الإمارات من بين الدول التي تصعد إلى الفضاء، وفي عام 1975 وتحديداً في 8 من نوفمبر بدأت أولى خطوات الإمارات في قطاع الفضاء، وذلك بافتتاح المحطة الأرضية للاتصال بالأقمار الصناعية في منطقة جبل علي في دبي.

22 مليار درهم

ومع انطلاق هزاع المنصوري أصبح للإمارات موطأ قدم في الفضاء، وهي لحظة تاريخية جعلت دولة الإمارات على موعد مع التاريخ بعد إنتظار دام 46 عاماً، ومكان هذا الموعد يبعد عن الأرض بـ 400 كم، وأصبحت الإمارات من بين الدول المؤثرة في قطاع الفضاء باستثمارات تفوق 22 مليار درهم، وبأكثر من 9 أقمار صناعية.

تفاعل قيادة وشعب

حرص الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي على متابعة لحظات إنطلاق هزاع المنصوري صوب الفضاء أولاً بأول، كما تفاعل الشارع الإماراتي باهتمام كبير مع الحدث التاريخي، وسط إجماع بأن الجميع يشعرون بالفخر لأنهم جزء من دولة الإمارات التي انطلقت إلى الفضاء، كما عبر الآلاف عن فخرهم برائد الفضاء هزاع المنصوري، خاصة أن طموح زايد عانق الفضاء، وتحقق حلم كبير طال إنتظاره، واللافت في الأمر أن أبناء دولة الإمارات يدركون جيداً أن هذه الخطوة تتعلق بالقيام بأبحاث علمية تعزز مكانة الإمارات حضارياً وعملياً، حيث يتجاوز الشعور بالفخر لمجرد الصعود إلى محطة الفضاء الدولية.