دبي: تعالت هتافات الترحيب مصحوبة بالتصفيق في دبي مساء الأربعاء لحظة انطلاق أول رائد فضاء من مواطني دولة الإمارات إلى المحطة الدولية في مدار الأرض، في إنجاز تاريخي تحوّل معه هزاع المنصوري من طيار في القوات الجوية، إلى بطل قومي.

وفي مركز محمد بن راشد للفضاء، جلس مواطنون إماراتيون وطلاب مدارس لمتابعة المنصوري وهو ينطلق على متن مركبة سويوز من محطة بايكانور الفضائية في كازاخستان، ضمن بعثة فضاء روسية.

وحمل بعض المشاركين الاعلام الاماراتية بينما ارتدى أطفال ملابس رواد فضاء زرقاء، تحمل كلمة "رائد فضاء مستقبلي" بالإنكليزية.&

&وقالت بدرية الحمادي (38 عاما) لوكالة فرانس برس "أنا فخورة. اشعر كأنني أنا التي سأذهب الى الفضاء وكأن كل الإمارات ذاهبة الى الفضاء وأبونا (مؤسس الدولة الراحل) الشيخ زايد (آل نهيان) ذاهب معنا الى الفضاء".

وبالنسبة لعامر الغافري، مدير إدارة الهندسة الفضائية في مركز محمد بن راشد للفضاء، فإن هذه "بداية لارسال دولة الامارات أكثر من مهمة الى الفضاء. هناك طموحات كثيرة وعمل كبير".&

انجاز تاريخي

&وستستغرق رحلة هزاع المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية ست ساعات، على أن يقضي بعدها ثمانية أيام في هذه المحطة للقيام يتجارب علمية.

والمنصوي البالغ الخامسة والثلاثين من العمر طيار سابق في القوات الجوية الإماراتية.

وخلال مهمته، يحمل رائد الفضاء الإماراتي معه علم بلاده، ونسخة القرآن الكريم، بالإضافة إلى كتاب لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصورا لعائلته، وصورة تجمع مؤسس دولة الإمارات الشيخ زايد مع طاقم مركبة "ابولو" بالإضافة إلى 30 بذرة لشجرة الغاف وأطعمة إماراتية.

وقد احتفت وسائل الاعلام الإماراتية بما وصفته بالانجاز "التاريخي". وكتبت صحيفة "الاتحاد" على صفحتها الأولى "الإمارات تعانق الفضاء".

وسيكون هناك عرض ضوئي على برج خليفة، الأعلى في العالم، بالتزامن مع انطلاق هزاع المنصوري إلى المحطة.

وأعلن بريد الإمارات أنه سيصدر طوابع تذكارية مؤلفة من ستة تصاميم، تضم صورا للمنصوري وأيضا رائد الفضاء البديل سلطان النيادي، بالإضافة إلى مركبة الفضاء التي ستنقله ومحطة الفضاء الدولية، وشعار المهمة الذي اطلق عليه اسم "طموح زايد" نسبة إلى مؤسس دولة الإمارات.

وتتولى الطبيبة الإماراتية حنان السويدي مسؤولية التأكد من صحة رواد الفضاء خلال فترة العزل الصحي، وستتابع الحالة الصحية لرائد الفضاء الإماراتي خلال وجوده على متن المحطة.

موهوبون

وفي ديسمبر 2017، أطلق نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد برنامج "الإمارات لروّاد الفضاء" لاختيار أربعة رواد إماراتيين وإعدادهم وتدريبهم وإرسالهم في مهمات مختلفة إلى محطة الفضاء الدولية خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتأمل الإمارات صاحبة الطموحات الكبيرة في مجال الفضاء أن تصبح من الدول الرائدة عالميا والأولى عربيا في تحقيق برنامج لاستكشاف كوكب المريخ.

وفي 2014، أعلنت الإمارات أنها تعتزم أن تطلق بحلول العام 2021 مسبار "الأمل" إلى كوكب المريخ ليكون أول مسبار آلي عربي.

وكتب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في تويتر بعيد انطلاق رائد الفضاء في رحلته "رسالة لكل الشباب العربي بأننا يمكن أن نتقدم ونتحرك للأمام ونلحق بالآخرين".

والأمير السعودي سلطان بن سلمان آل سعود هو أول رائد فضاء عربي عندما استقل مكوكا فضائيا أميركيا عام 1985. وبعدها بعامين، أمضى الطيار السوري محمد فارس أسبوعا على متن محطة "مير" الفضائية التابعة للاتحاد السوفياتي.

وفي مركز محمد بن راشد، جاءت فاطمة الغرير مع طفليها الاثنين لمشاهدة الحدث.

وقالت لوكالة فرانس برس "لدينا هنا كوادر في الامارات والآن سيرى العالم أن لدينا أناسا موهوبين وأصحاب كفاءة".


&