إيلاف من لندن: أعلن رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي إنه متفائل من نتائج مباحثاته في جدة مع الملك سلمان والامير محمد باتجاه حلحلة الاوضاع ومنع حدوث اي صدام او احتمالات لنشوب اقتتال او حرب في المنطقة محذرا من الاوضاع فيها صعبة ومعقدة داعيا إلى الصبر والسعي لإيجاد مفاتيح وأبواب وحلول مقبولة لكل الاطراف.

وقال رئيس الوزراء العراقي في تصريح صحافي الخميس عقب زيارة إلى السعودية اجتمع خلالها مساء امس مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الامير محمد بن سلمان انه حضر إلى المملكة للتبريك بالعيد الوطني السعودي.

وأضاف "التقينا خادم الحرمين الشريفين وولي العهد لمتابعة العلاقات بين البلدين التي تشهد نموا متزايدا ولبحث الاوضاع الاقليمية والسعي إلى تهدئة الاوضاع ودرء أخطار نشوب اي صراع او حرب وتلافي مضاعفات كل ذلك".

وأكد في تصريح صحافي وزعه مكتبه الاعلامي وتابعته "إيلاف" قائلا "كانت اللقاءات مكثفة وعميقة وصريحة ومباشرة، ووضعنا بعض التصورات في كيفية ايجاد حلول تساعد البلدين بالتقدم في علاقاتهما خصوصا في مجالي النفط والتبادل التجاري وكذلك للتهدئة في اوضاع المنطقة ومنع شرور الحرب فيها".

وأضاف مؤكدا "لقينا استجابة طيبة جدا في لقاءاتنا المكثفة مع خادم الحرمين وولي العهد ونحن اقرب إلى التفاؤل للمضي قدما باتجاهات حلحلة الاوضاع ومنع حدوث اي صدام او احتمالات لنشوب اقتتال او حرب في المنطقة والكل لايريد الحرب ويريد التهدئة ، ولكن الاوضاع صعبة ومعقدة ، ويحب ان نكون صبورين ونسعى لإيجاد مفاتيح وابواب وحلول مقبولة لكل الاطراف".

&

عبد المهدي والملك سلمان خلال اجتماعهما في جدة

&

وخلال زيارته القصيرة إلى السعودية فقد اجرى عبد المهدي مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز الذي نوه بما يجمع البلدين والشعبين الشقيقين من أواصر متينة وروابط راسخة.&

وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية إنه تم خلال المباحثات "استعراض مستجدات الأحداث في المنطقة بما في ذلك الاعتداء التخريبي الذي تعرضت له منشآت نفطية في بقيق وخريص مؤخراً".

ومن جهته أكد عبد المهدي تضامن العراق مع المملكة وحرصها على أمن المملكة واستقرارها فيما ثمن الملك سلمان "ما أبداه عبدالمهدي".. مؤكدا ادانة واستنكار المملكة "للتفجير الآثم في محافظة كربلاء قبل ايام وقدم تعازيه ومواساته لدولته ولذوي الضحايا وللشعب العراقي الشقيق، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل".

وقد أكد الطرفان على "تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات ومواصلة التشاور والتنسيق في كل ما يخدم أمنهما ومصالحهما المشتركة".

كما اجرى عبد المهدي مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تركّزت حول الهجمات التي استهدفت المنشآت النفطية للمملكة، والتي حمّلت واشنطن إيران مسؤوليتها.

وتناول الاجتماع بحسب الوكالة السعودية "تطورات الأوضاع الإقليمية، وفي مقدمتها الهجمات التخريبية التي تعرّضت لها معامل أرامكو السعودية في بقيق وخريص".. وأكد عبدالمهدي "حرص جمهورية العراق على أمن المملكة واستقرارها".&

وجاءت مباحثات عبد المهدي في جدة وسط تقارير اشارت إلى أنّ عبد المهدي حمل إلى السعودية مبادرة للوساطة بينها وبين إيران تقترح عقد لقاء يجمع قادة البلدين في بغداد غير ان هذه التقارير لم تؤكد رسميا من قبل سلطات البلدين.

دعوة الدول المجاورة لاجتماع في بغداد

وكان الرئيس العراقي برهم صالح كشف الاثنين عن ان بلاده تتجه لدعوة الدول المجاورة لها للاجتماع في بغداد لإجراء محادثات ترسم خارطة طريق لتحالف إقليمي أكثر تماسكاً مشددا على أن العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية وينوي حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بأن يتم استخدامه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو كساحة معركة لوكلائهم.

واشار الرئيس صالح إلى أنّ رسالته التي يحملها خلال مشاركته في أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة تشدد على أن "العراق ليس لديه نية للانجرار إلى صراعات إقليمية، وينوي حماية مصالحه الخاصة ولن يسمح لنفسه بأن يتم استخدامه كقاعدة لمهاجمة جيرانه أو كساحة معركة لوكلائهم".&

&يشار إلى أنّ هجمات 14 من الشهر الحالي التي استهدفت شركة النفط الحكومية أرامكو، قد ادت إلى خفض إنتاج المملكة من النفط الخام إلى النصف في البداية، ما أثار البلبلة في أسواق الطاقة العالمية، وزاد من التوترات الإقليمية.

وتبنى الحوثيون، المدعومون من إيران، المسؤولية عن هذه الهجمات، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك، واعتبرت الهجمات "عملًا حربيًا" شنّته إيران.

أما بغداد العالقة بين حليفيها الرئيسيين طهران وواشنطن فقد نفت أي صلة لها بالهجمات، وسط تقارير تزعم بأن الهجوم شن من العراق. وأكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأنه لا يوجد أي دليل على أن الهجمات مصدرها العراق.

وكانت هذه هي الزيارة الثانية التي يقوم بها عبد المهدي للسعودية منذ توليه لمنصبه الحالي في 24 تشرين الاول اكتوبر عام 2018 حيث كان قد زارها في 17 نيسان ابريل الماضي واسفرت مباحثاته فيها عن توقيع 13 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم بين البلدين، شملت المجالات السياسية والاستثمارية والزراعية والصناعية والنفط والغاز، والربط الكهربائي، بالإضافة إلى التعاون في المجال الثقافي.


&