تعرضت طفلة مصرية عمرها خمس سنوات، للتعذيب بطريقة وحشية على يد جدتها لأمها، ولفظت أنفاسها الأخيرة في المستشفى، متأثرة بالجروح التي أصابتها، ومنها بتر الساق وكي الأعضاء التناسلية. وتحقق النيابة العامة في مصر في اتهامات تفيد بأن "جنة" تعرضت للاغتصاب من خالها، وتولت الجدة تعذيبها لإجبارها على الصمت.

إيلاف من القاهرة: على سرير في مستشفى بمدينة شربين محافظة الدقهلية، لفظت الطفلة "جنة" أنفاسها الأخيرة محتضنة لعبتها الصغيرة على هيئة "عروسة". ماتت "جنة" متأثرة بإصابات خطرة جدًا، جراء التعذيب على يد جدتها لأمها.

دخلت "جنة" المستشفى أمس السبت، وكانت تعاني من إصابات خطرة في أنحاء جسدها الهزيل، عبارة على كي بالنار في مختلف مناطق الجسم، وبخاصة الأعضاء التناسلية، وضرب بالعصي، وكانت في حالة غيبوبة.

على الفور أبلغت إدارة المستشفى الشرطة، وحضر فريق أمني من مركز شربين إلى المستشفى، وبدأت تنكشف أبعاد الجريمة التي هزت الرأي العام في مصر، وأصابت المصريين بالكثير من السخط الممزوج بالحزن.

ولدت "جنة" وشقيقتها الكبرى "أماني"، لأبوين كفيفين، وعاش والداها معًا في منزل والدة زوجته، ولكن كثرت الخلافات بين الزوجين، ووقع الطلاق، وعاشت "جنة" و"أماني" مع جدتهما لأمهما.

لم تتحمل الجدة أعباء تربية الطفلتين "جنة" و"أماني"، وكانت تمارس بحقهما أقسى درجات التعذيب، من ضرب وكي بالنار، بسبب "التبول اللارادي" حسب ادعاءاتها"، لكن الشرطة تحقق في ادعاءات بعض الجيران، التي تفيد بأن الطفلة "جنة" تعرضت للاغتصاب على يد خالها، وأن الجدة تولت تعذيب الطفلة، من أجل إجبارها على الصمت، وعدم الحديث عن الجريمة.

ووفقا&لما ورد في محضر الشرطة، فإن اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارا من اللواء، السيد سلطان مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود إشارة لمركز شرطة شربين من مستشفى شربين &المركزي، يفيد بوصول الطفلة جنة محمد، عمرها خمسة أعوام، مقيمة بساط كريم الدين التابعة للمركز، مصابة بحروق فى مناطق حساسة بجسدها "أعضائها التناسلية" وكدمات وتورم شديد، وآثار حروق بالظهر وبمناطق متفرقة من الجسم.

ووفقًا للتقرير الطبي الخاص بحالة "جنة، فإنها كانت تعاني من غرغرينا بالأعضاء التناسلية الخارجية واشتباه جلطة بالطرف السفلي الأيسر، وتم بتر الساق لاحقا، في محاولة لإنقاذها، ولكنها لم تجد نفعًا، وماتت الطفلة.

وأضاف التقرير أن الطفلة كانت تعاني أيضًا من "آثار حريق في مناطق حساسة (العضو التناسلي)، وتبين أن غشاء البكارة سليم تماما، ويلزم عرضها على الطب الشرعي للبت في الأمر".

وتقدم محمد سمير حافظ، والد الطفلتين جنة وأماني، بـ بلاغ، مساء أمس السبت، إلى مركز شرطة شربين، بمحافظة الدقهلية، اتهم فيه كل من "والدة الطفلتين وجدتهما وجدهما من الأم" بتعذيبهما، كما اتهم 3 من أشقاء والدتهما (أخوالهما) بهتك عرضهما.

وبسؤال جدها لوالدها "سمير. م" اتهم جدتها لوالدتها "صفاء. ع"، بالقيام بذلك، والتعدي عليها وتسخين آلة حادة وكيها بمنطقة حساسة لتبولها اللاإرادي.

قرر قاضى المعارضات حبس جدة الطفلة جنة ضحية التعذيب 15 يوما على ذمة التحقيقات حول الاتهامات المنسوبة لها، بالتعذيب واستخدام القسوة مع الطفلة جنة.

وقال محمد سمير، والد الطفلة "جنة" في التحقيقات، إنه كفيف ولم يرَ&التعذيب الذي تعرضت له طفلته، مشيرًا إلى أنه فوجئ باتصال هاتفي من شخص يقول له إن ابنته محتجزة في المستشفى لتلقى العلاج، مشيرًا إلى أنه ارتبط بزوجته منذ فترة وأنجب طفلتين أماني 6 سنوات وجنة 5 سنوات، وبعد فترة وقعت مشاكل مع زوجته وأسرتها قررا الانفصال.

وأضاف أن أسرة زوجته اعتدوا عليه بالضرب، واستولوا على المشغولات الذهبية التي اشتراها لها، مشيرًا إلى أن الخلافات تصاعدت ووصلت إلى القضاء، وأصدرت محكمة الأسرة حكمًا بضم الطفلتين لجدتهما للأم منذ عدة أشهر.

وأصابت مأساة الطفلة "جنة" المصريين بالكثير من السخط الممزوج بالغصب، وطالبوا بإعدام خال وجدة الطفلة، وأبدى الكثير من الفنانين والسياسين تفاعلًا واضحًا معها. وكتب الفنان أحمد السقا، تغريدة في هاشتاج #الإعدام_لخال_وجدة_الطفلة_جنة". وقال السقا: "تخيل إن الإعدام الحكم القاسي ده بمثابة راحة للمجرمين، دول اللي المفروض يتعدموا كل يوم".

وكتب الفنان محمود البزاوي: "رحم الله جنة ضحية الجهل وقلة الوعي و قلة الإنسانية.. ويا ريت يبقى فيه متابعة دايما من خلال الدولة على حضانة وحقوق الطفل لأن أكيد في زي جنة كتير ومش هانسمع عنهم إلا بعد فوات الأوان.. ربنا يرحمك ويفرحك بالجنه و نعيمها".

وتفاعلت الفنانة شيرين رضا، مع الهشتاغ، وغردت عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر،قائلة: "جنة ماتت بعد ما إتعذبت على أيد اقرب الناس ليها، بس يا تري في كام جنة غيرها منعرفش عنهم اَي حاجة؟؟".

وأضافت موجهة الحديث لمتابعيها: "لو شكيت ولو للحظة إن في حد بيعذب طفل، بلغ عنه فورا". وطالبت شيرين رضا بتوقيع عقوبة الإعدام على معذبي الطفلة جنة.

ونعى المجلس القومي للطفولة والأمومة، ببالغ الحزن والأسى وفاة الطفلة "جنة" ذات الـ5 أعوام والتي وافتها المنية اليوم، إثر تعذيب جدتها لها لفترة طويلة.

وطالبت عزة العشماوي الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة باعتبار الجريمة قتلا عمدا مع سبق الإصرار، وفقاً لحكم المادة 230، 231 من قانون العقوبات المصري وهي الإعدام.

وأكّدت الأمينة العامة للمجلس القومي للطفولة والأمومة أنَّ المجلس يتابع التحقيقات والإجراءات مع النيابة العامة، مشيرة إلى تواجد فريق النيابة بالمستشفي لحضور إجراء تشريح الجثمان بمعرفة مصلحة الطب الشرعي لبيان سبب الوفاة وما بها من إصابات.

وأشارت "العشماوي"، إلى أنَّ المجلس يتخذ حاليا كل الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة "جنة"، فضلًا عن تقديم كل سبل الدعم النفسي لها، وسيجرى تقديم تقرير بحث حالة للنيابة العامة للنظر في إخراج الطفلة من المكان الذي تتعرض فيه للخطر وفقًا لحكم المادة 99 مكرر من قانون الطفل.

وتابعت أنه يجرى العمل على تسليمها لعائل مؤتمن أو إيداعها إحدى دور الرعاية الآمنة لحين زوال تعريضها للخطر، مشددة على أنَّ المجلس لا يتهاون أبدًا في تقديم كل سبل الحماية للأطفال وتحقيق المصلحة الفضلى لهم، والتي نص عليها القانون والمواثيق الدولية، منوهة بأنَّ هذا هو دور المجلس الأصيل من خلال آلياته وهي خط نجدة الطفل 16000 ولجان الحماية بالمحافظات.

وذكر أنَّ المجلس القومي للطفولة والأمومة رصد الواقعة منذ اليوم الأول عبر خط نجدة الطفل 16000، واتخذ الإجراءات اللازمة من خلال لجنة حماية الطفولة بالمحافظة، وإحدى الجمعيات الأهلية الشريكة له، وجرت&متابعة الحالة الصحية للطفلة بالمستشفى للتأكّد من تلقيها الرعاية الطبية اللازمة، وكانت تعاني من آثار تعذيب في أماكن متفرقة وحساسة بالجسم.