دعا السيستاني الى اناطة مهمة تحقيق الاصلاح ومكافحة الفساد في العراق الى شخصيات من خارج السلطة تتمتع بالمصداقية والكفاءة العالية والنزاهة وتجتمع مع ممثلي المتظاهرين للاستماع الى مطالبهم، رافضا استخدام العنف ضد المتظاهرين، محمّلًا الحكومة والبرلمان والقضاء مسؤولية سوء اوضاع البلاد. بينما دعت الامم المتحدة الى حوار وطني يمهد لتفاهم ومصالحة.&

إيلاف: تلا&أحمد الصافي خطيب جمعة كربلاء معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) بيانا لمكتب المرجعية تابعته "إيلاف"، حيث اكد رفض وادانة الاعتداءات الاخيرة على المتظاهرين السلميين والقوات الامنية والممتلكات العامة والخاصة في بغداد وعدد من المحافظات، والتي قال انها "انساقت في بعض الحالات الى اعمال شغب وصدامات خلفت عشرات الضحايا واضرار في مباني المؤسسات الحكومية".

وطالب السيستاني بتشكيل لجنة من شخصيات معروفة من اصحاب الاختصاص من خارج السلطة ممن يتصفون بالمصداقية ويتمتعون بالكفاءة العالية والنزاهة لتقرير خطوات لمكافحة الفساد وتحقيق الاصلاح على ان يسمح لهم بالاطلاع على مجريات الاحداث بشكل حقيقي والاجتماع مع ممثلي المتظاهرين في مختلف المحافظات للاستماع الى مطالبهم ووجهات نظرهم".

واوضح الصافي "فاذا اكملت اللجنة عملها وحددت الخطوات المطلوبة، تشريعية كانت او تنفيذية او قضائية، يتم العمل على تفعيلها من خلال مجاله القانوني ولو بالاستعانة بالدعم المرجعي والشعبي". واشار الى ان الاخذ بهذا المقترح في هذا الوقت ربما يكون مدخلا مناسبا لتجاوز المحنة الراهنة".

المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني

وعبّر عن "الامل في ان يغلب العقل والمنطق ومصلحة البلد لمن هم في مواقع المسؤولية وبيدهم القرار ليتداركوا الامور قبل فوات الاوان، كما نأمل ان يعي الجميع التداعيات الخطيرة في استخدام العنف والعنف المضاد في الحركة الاحتجاجية الجارية".

واشار الى ان المرجعية "سبق وان طالبت القوى السياسية التي تمسك بزمام السلطة بأن تراجع اداءها وتقوم بإصلاحات ومحاربة الفساد وتجاوز المحاصصة في الاداء السياسي، واوضحت أن الاصلاح لا محيص عنه.. ونوهت بانه اذا خفت هذه المطالب الجماهيرية، فإنه سرعان ما ستعود بشكل اوسع واخطر، وهذا ما تشهده البلاد الان".

ودعا السيستاني الرئاسات الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان الى اتخاذ خطوات عملية للاصلاح.. وطالب مجلس النواب بتحمل المسؤولية الاكبر في هذا المجال.. وحذر انه اذا لم تغيّر كتله الكبيرة التي انبثقت منها الحكومة من سلوكياتها وسياساتها ولم تستجب لمطالبات الاصلاح بشكل حقيقي فلن يتحقق شيء&على ارض الواقع.

وحمّل القضاء العراقي والاجهزة الرقابية مسؤولية كبيرة في مكافحة الفساد وملاحقة الفاسدين واسترجاع اموال الشعب منهم.. منوها بأن هذه الجهات لم تقم بواجبها هذا في السابق، فظل الفساد مستشريًا.

وشدد على الحكومة بضرورة التخفيف من معاناة المواطنين من خلال تحسين الخدمات العامة وتوفير فرص العمل للعاطلين والابتعاد عن المحسوبية في التعيينات وملاحقة المتلاعبين بالاموال العامة تمهيدا لتقديمهم الى العدالة.

دعوة أممية الى حوار في العراق يمهد للتفاهم والمصالحة &
من جهتها، دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في العراق الى حوار وطني يمهد الطريق إلى التفاهم والمصالحة والتقدم &مستبعدة إصلاحات سريعة أو معجزات في التعامل مع إرث الماضي والتحديات الكثيرة في الوقت الحاضر حيث لا يمكن للحكومة أن تمارس الأمر بمفردها، فهي مسؤولية مشتركة.&

ورحّبت جانين هينيس بلاسخارت بخطاب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي فجر اليوم، الذي أكد فيه على الحاجة إلى الوحدة والحوار والعمل. وقالت في بيان صحافي الجمعة تسلمت "إيلاف" نسخة منه "لقد تغلب العراقيون في الماضي على تحديات لا يمكن التغلب عليها، وانتصر عزمهم وروح الوحدة في القتال ضد داعش، العدو الوحشي، الذي هدد وجود البلاد نفسه، وإذا أرادوا إعادة بناء دولة مزدهرة وشاملة ومرنة تتمتع سيادتها بالقوة الكافية لمقاومة الكيانات التي تسعى بنشاط إلى عرقلة استقرار العراق أو تأخيره أو تقويضه فيجب أن تستمر هذه الوحدة نفسها، وحيث ان هناك فرصة الان للمضي قدما من خلال إعطاء الأولوية لمصالح البلد قبل كل شيء".

وشددت على ضرورة تكاتف الشعب العراقي وقواته للدفاع عن الانتصارات التي تحققت بشق الأنفس".. منوهة بأنه "يجب أن يمهد الحوار الطريق إلى التفاهم والمصالحة والتقدم".

اضافت ان "المطالب طويلة الأمد مشروعة والنتائج الملموسة الفورية ذات أهمية كبيرة لإنعاش ثقة الجمهور، وفي الوقت نفسه لا يمكن للمرء أن يتوقع إصلاحات سريعة أو معجزات في التعامل مع إرث الماضي والتحديات الكثيرة في الوقت الحاضر، وعلاوة على ذلك لا يمكن للحكومة أن تمارس الأمر بمفردها: إنها مسؤولية مشتركة".&

صدامات بين محتجين وقوات مكافحة الشغب في بغداد

واشارت الممثلة الاممية في الختام الى "أن التحديات الهائلة التي يواجهها العراق لم تنشأ بين عشية وضحاها، ولا هي نتاج أعمال عراقية فقط، والحقيقة القاسية هي أن الأمر يحتاج وقتا، ويجب على العراقيين أن يمضوا قدماً ووحدة مع الأمم المتحدة المنخرطة إلى جانبهم".&

جاء ذلك في وقت ارتفع عدد ضحايا الاحتجاجات في العراق إلى 44 قتيلا ومئات المصابين بحسب تقارير من داخل العراق نقلا عن مصادر طبية وأمنية الجمعة.

وتجددت الاحتجاجات اليوم ضد الفساد مع توسع رقعة المظاهرات التي باتت تشمل عددا كبيرا من المدن رغم مطالبة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بالتهدئة وتقديمه وعودا بتحسين مداخيل العائلات الفقيرة.

وعاشت محافظات العراق امس الخميس يومًا وُصف بالأكثر دموية منذ اندلاع الاحتجاجات الثلاثاء الماضي حيث ارتفع عدد القتلى خلال المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.