أسامة مهدي: قرر الزعيم الشيعي العراقي الصدر تعليق عضوية نوابه في البرلمان حتى صدور برنامج حكومي يرضي الشعب، فيما حذر نيجيرفان بارزاني من تحول الاحتجاجات الى عنف وصدامات وفوضى داعيا جميع الاطراف الى التهدئة وضبط النفس وحماية القانون والحفاظ على المصلحة العليا للوطن.

ودعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر نواب تحالفه سائرون الذي يضم التيار الصدري والحزب الشيوعي وفاز في الانتخابات العامة التي جرت منتصف العام الماضي الى تعليق عضويتهم في البرلمان فورا.

وقال الصدر في بيان صحافي تابعته "إيلاف" الجمعة مخاطبا نواب سائرون البالغ عددهم 54 عضوا في برلمان البلاد "سارعوا فوراً إلى تعليق عضويتكم وبلا تواني فهذا أملي بكم وعدم حضور جلسات البرلمان إلى حين صدور برنامج حكومي يرضي الشعب والمرجعية الدينية"، في اشارة الى مطالب الاف المحتجين الذين خرجوا في محافظات بغداد وذي قار والبصرة والنجف والديوانية وذي قار وديالى وواسط مطالبين بتوفير الخدمات وفرص عمل والقضاء على البطالة والفساد المالي والإداري في مؤسسات الدولة.

وعلى الفور بدأ نواب الصدر بالاستجابة الى دعوته وتعليق عضويتهم قائلين "استجابة لدعوة الصدر ودعما لحقوق المتظاهرين السلميين المشروعة في العيش المشترك" فإنهم يعلنون تعليق عضويتهم في البرلمان ولحين تقديم الحكومة برنامجا وطنيا واقعيا ترضية للشعب والمرجعية فضلا عن ضرب المفسدين بيد من حديد". وذلك قبل انعقاد جلسة برلمانية خاصة غدا السبت لمناقشة مطالب المحتجين.

وفي وقت سابق اليوم دعا المرجع الشيعي الاعلى في البلاد السيد على السيستاني بعد ان وجه انتقادات الى الحكومة والبرلمان والقضاء لعدم قدرتهم على تنفيذ الاصلاح الى تشكيل لجنة من شخصيات معروفة من اصحاب الاختصاص من خارج السلطة ممن يتصفون بالمصداقية ويتمتعون بالكفاءة العالية والنزاهة لتقرير خطوات لمكافحة الفساد وتحقيق الاصلاح على ان يسمح لهم بالاطلاع على مجريات الاحداث بشكل حقيقي والاجتماع مع ممثلي المتظاهرين في مختلف المحافظات للاستماع الى مطاليبهم ووجهات نظرهم".

رئيسا الجمهورية والبرلمان لخطة عمل صارمة تكافح الفساد

ومن جهتهما، بحث الرئيس العراقي برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي بإجتماع في بغداد الجمعة الاوضاع في البلاد حيث اكدا على ضرورة حفظ الامن المجتمعي ونبذ العنف وسلامة المتظاهرين والقوات الامنية.

وقال بيان رئاسي عقب الاجتماع انه تم التأكيد على وجوب المباشرة بخطة عمل صارمة لمكافحة الفساد وتحقيق الاصلاحات.

وفي وقت شهدت العاصمة اليوم هدوءا حذرا، فيما أطلقت الشرطة النار على مجموعة صغيرة من المحتجين وصلت الى ساحة التحرير المؤدية الى المنطقة الخضراء وسط بغداد وذلك بعد ثلاثة أيام من الاحتجاجات الدامية المناهضة للحكومة التي أدت إلى مقتل 44 شخصا وإصابة المئات واعتقال العشرات من المتظاهرين.

الامم المتحدة تدعو للحوار

وبالترافق مع ذلك فقد دعت الممثلة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في العراق جانين هينيس بلاسخارت في بيان تسلمت "إيلاف" نصه الى حوار وطني يمهد الطريق إلى التفاهم والمصالحة والتقدم &مستبعدة إصلاحات سريعة أو معجزات في التعامل مع إرث الماضي والتحديات الكثيرة في الوقت الحاضر حيث .. مشيرة الى انه لا يمكن للحكومة أن تمارس الأمر بمفردها فهي مسؤولية مشتركة.

واشارت الممثلة الاممية في الختام الى "إن التحديات الهائلة التي يواجهها العراق لم تنشأ بين عشية وضحاها ولا هي نتاج أعمال عراقية فقط والحقيقة القاسية هي أن الأمر يحتاج إلى وقت ويجب على العراقيين أن يمضوا قدماً ووحدة مع الأمم المتحدة المنخرطة إلى جانبهم ".&

رئيس اقليم كردستان يحذر من تحول الاحتجاجات الى فوضى

وعلى الصعيد نفسه، فقد حذر رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني من تحول الاحتجاجات الى عنف وصدامات وفوضى وخروج عن القانون داعيا جميع الاطراف الى التهدئة وضبط النفس وحماية القانون والحفاظ على المصلحة العليا للوطن.

وقالت رئاسة الاقليم في بيان الجمعة تابعته "إيلاف" انها تنظر بقلق الی الأحداث وأجواء العنف التي سادت بغداد وعدد من المحافظات الأخرى في الأيام الأخيرة.. مشددة على ان "التظاهرات المدنية والسلمية حق ضمنه الدستوربيد أنه لا ينبغي أن تتحول إلى عنف وصدامات وفوضى وخروج عن القانون وتهديد الأمن العام وتخريب وتفكيك مؤسسات الدولة".

واشارت الى ان "مشاكل العراق المتراكمة ليست وليدة اللحظة بل هي نتاج للممارسات والسياسات الخاطئة للحكومات العراقية المتعاقبة على مدى عشرات السنين وليس بمقدور أية حكومة أن تحلها بين ليلة وضحاها".&

وقالت إن "تحقيق رغبات ومطالب الشعب يتطلب تعاون وتكاتف كل القوى والأطراف وان حماية الأمن والاستقرار وحاضر ومستقبل البلد واجب ومسؤولية الجميع ويستدعي الحذر والحكمة من الجميع".

ودعا بارزاني الى التهدئة والاستقرار السياسي والأمني .. محذرا من ان الأجواء المتوترة والإخلال بالوضع الأمني وخروج الأحداث عن السيطرة سيزيد الوضع سوءاً وصعوبة &ولن يحل المشاكل وسيتضرر منه كل شعوب العراق". داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس وحماية القانون والحفاظ على المصلحة العليا للوطن.

يشار الى ان الالاف من العراقيين يواصلون الخروج الى ساحة التحرير وسط بغداد منذ الثلاثاء الماضي اضافة الى 9 محافظات خارجها في تظاهرات احتجاجية مطالبين بتوفير الخدمات وتحسين الواقع المعيشي وتوفير عمل للعاطلين والقضاء على البطالة المتفشية في المجتمع والفساد المالي والاداري المستشري في مؤسسات الدولة.

وأعلنت الحكومة العراقية حظر التجول في بغداد ومحافظتي ذي قار وميسان ابتداء من امس وحتى اشعار اخر.