باريس: أفادت نيابة مكافحة الارهاب الفرنسية الجمعة انها تسلمت التحقيق في هجوم على مركز للشرطة في باريس الخميس أوقع اربعة قتلى، في اعتداء غير مسبوق ضرب في الصميم مؤسسة تمر بازمة.

وقالت النيابة في بيان إنها تسلمت التحقيق في هذا الهجوم ذي الدوافع الغامضة بوصفه اغتيالا ومحاولة اغتيال نفذته "عصابة اشرار إرهابية وإجرامية"، ما يعزز فرضية تطرف المهاجم الذي اعتنق الاسلام قبل ثمانية عشر شهرا.

وادت عناصر عدة جمعها المحققون الى تعزيز فرضية التطرف لدى ميكايل ه. (45 عاما) خبير المعلوماتية المولود في المارتينيك بجزر الانتيل الفرنسية، وقتل ظهر الخميس اربعة عناصر شرطة بينهم امرأة، طعناً بالسكين داخل مقر الشرطة الذي يضم مديريات عديدة في الوسط التاريخي للعاصمة بالقرب من كاتدرائية نوتردام.

وقالت مصادر قريبة من الملف ان رصد الاتصالات الهاتفية التي اجراها عززت اعتقاد المحققين انه كان يعد لعمل عنيف، وخصوصا انه اشترى السكين التي استخدمها في اليوم نفسه للهجوم، بحسب مصادر متطابقة.

وقال قائد شرطة باريس ديدييه لالمان لوسائل الاعلام الجمعة ان "عملنا المهني يدفعنا الى عدم استبعاد اي فرضية".

وعلقت متحدثة باسم الحكومة ان الفرضية الجهادية "ليست مستبعدة بالتأكيد".&

"مأساة"

قتل المهاجم الذي كان مسلحا بسكين مطبخ شرطيين اثنين وموظفا إداريا في مكتبين في الطابق الأول من المبنى، حسبما ذكر مصدر قريب من التحقيق.

وبعد ذلك هاجم امرأتين على سلم هما شرطية وموظفة في إدارة شؤون الموظفين. وقد أصيبت الأولى بجروح قاتلة بينما نقلت الثانية إلى المستشفى ولم تعد حالتها الصحية تثير قلقا.

وبعد ذلك نزل ميكايل هـ. إلى باحة المبنى حيث تم قتله.

وجرح موظف آخر ونقل إلى المستشفى. وقال مصدر قضائي صباح الجمعة أن حياته ليست مهددة.

ووصف الرئيس إيمانويل ماكرون الهجوم بأنه "ماساة حقيقية".

وكان عناصر الأمن وقد بدا عليهم التأثر، يتمركزون أمام مبنى قيادة الشرطة صباح الجمعة. وقال موظف إن الهجوم "هزنا بعمق ولم نتوقع حدوث ذلك هنا". ويعمل هذا الموظف مع سيدة جرحت في الهجوم.

وعنونت صحيفة "لوباريزيان" الجمعة "الشرطة تلقت ضربة في الصميم".

ويأتي هذا الاعتداء غداة مشاركة آلاف من عناصر الشرطة في باريس ب"مسيرة غضب"، في تحرّك غير مسبوق منذ نحو عشرين عاماً.

ويأتي هذا التحرك بسبب زيادة أعباء الخدمة والتوتر المتصل بحراك "السترات الصفر" ضدّ السياسة الاجتماعية والاقتصادية للرئيس ماكرون، بالإضافة إلى ارتفاع حالات الانتحار داخل الشرطة (52 منذ كانون الثاني/يناير).

وذكرت منظمات نقابية أن 26 ألف شخص شاركوا في التحرّك. ويبلغ عدد أفراد الشرطة نحو 150 ألفا.
&