بهية مارديني: يأخذ أكراد سوريا التهديدات الأخيرة التي صدرت عن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بحملة عسكرية وشيكة في مناطق شرق الفرات، على محمل الجدّ.

ويعتبرونها "وجودية" حيث يؤكدون أنهم ليسوا وحدهم المستهدفين من هذه الحملة "بل كل الشعب السوري بمكوناته ومشروعه المتنوع".

ورأى ابراهيم ابراهيم المنسق الاعلامي باسم مجلس سوريا الديمقراطية في حديث مع "إيلاف" أن صمت العالم على "أردوغان من دعمه للتنظيمات الارهابية وتدخله في شؤون الدول من ليبيا ومصر والسودان والسعودية والإمارات وتهديداته المتكررة لاوروبا وتماديه في التدخل بالشأن السوري، حيث كان آخرها التدخل في شأن تشكيل لجنة صياغة الدستور السوري وإبعاد المكونات الأساسية في المعادلة السورية وفرض أجندات على هذه اللجنة، &كل ذلك فتح شهية أردوغان بالهجوم على منطقة تسكنها العديد من المكونات القومية والدينية المختلفة".

وأكد "أن الأقليات ووجودها وتواجدها هو ما لايقبله الفكر والمنظومة التي يتبع لها الرئيس التركي أردوغان وحزبه وهي منظومة مذهبية وقومية"..

حرب إبادة&

قال ابراهيم إن هذا "من شأنه أن يشكل فعلا حرب إبادة لهذه المكونات سيما وأن الكتائب السورية المتحالفة معه تحمل في أغلبها ان لم نقل كلها أفكارا سلفية وظلامية".

واعتبر ابراهيم" أن الادعاء ووصف الحالة في شمال شرق سوريا بالكردية هو خطأ وغير منطقي، لان المنطقة ليست كردية بل هي آشورية وسريانية وأرمنية ومسيحية وآيزيدية وفيها مكونات كثيرة وتعتبر هجوم اردوغان مع الكتائب السورية السلفية الجهادية معركة وجود لهذه المكونات وعفرين خير دليل وبرهان، حيث بلغت نسبة الجريمة في عفرين اكثر من ٧٠٪؜ قياساً بفترة ادارة قسد لها"،&على حد تعبيره.

انتصار

وأضاف ابراهيم "أن انتصار أردوغان في سوريا هو انتصار للمشروع الإخواني الذي سيمتد الى العراق والسعودية والخليج العربي وشمال أفريقيا، وخاصة ان هناك مساحات خصبة لهذه الأفكار السلفية الارهابية".

وعبّر ابراهيم عن أمله في اتخاذ العالم لموقف جدي من تهديدات اردوغان لمنطقة كانت ومازالت مكانا للتنوع الثقافي والقومي والديني.

وشدد بالقول: "حتما لن تقبل مكونات شمال سوريا الهجوم على مناطقهم وسيقاومون وسيحاربون وربما تنتقل المعارك الى وسط انقرة ودمشق لذلك نأمل من الجميع التصدي لهذا الهجوم".

أقرب وقت

وقال أردوغان في خطاب أمس السبت إن قواته أنهت استعداداتها لشن عملية على الأرض ومن الجو ستبدأ "في أقرب وقت اليوم أو غداً" في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.

وطالبت الإدارة الذاتية الكردية في بيان "المجتمع الدولي بكل مؤسساته بالضغط على تركيا لمنعها من القيام بأي عدوان".

وقالت رغم "التزامنا بكافة بنود الآلية الأمنية التي تم الاتفاق عليها مع الولايات المتحدة الأميركية وذلك لسحب المبررات لأي احتلال تركي جديد".

منطقة آمنة

جاءت تهديدات أردوغان رغم الحديث عن توصل أنقرة وواشنطن في أغسطس إلى اتفاق على انشاء منطقة آمنة تفصل بين مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد والحدود التركية.

وبدأ تنفيذ الاتفاق بتسيير دوريات تركية أميركية مشتركة.

إلا أن أردوغان قال في تصريحات إن صبر تركيا ينفد، وهدّد بشنّ هجوم ضد المقاتلين الأكراد الذين يصنفهم "إرهابيين"، معتبراً أنّه لم يحرز تقدماً مع الولايات المتحدة بخصوص المنطقة المطلوبة.

وترغب أنقرة بإقامة هذه المنطقة بشكل عاجل لإعادة ما يصل إلى مليوني لاجىء سوري وإبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها.