أسامة مهدي: فيما خف زخم الاحتجاجات في العراق فقد تعرضت مجموعة من ضباط وعناصر القوات العراقية الى هجوم مسلح بمدينة الصدر بضواحي بغداد ما أدى إلى مقتل واصابة خمسة منهم فيما تمت اعادة فتح المنطقة الخضراء بعد اغلاقها بسبب التظاهرات، بينما رفضت وزارة العمل مراجعة المقدمين على منحة العاطلين لها وانما الاتصال بها هاتفيا في حين اكد السفير البريطاني دعمه لمطالب المتظاهرين المشروعة.

وقالت خلية الإعلام الأمني العراقية التابعة لقيادة العمليات المشتركة الثلاثاء إن عنصر أمن قتل واصيب 4 آخرون بينهم ضابطان قرب مقار حكومية في مدينة الصدر بضواحي العاصمة الشرقية اثر تعرضهم الى هجوم مسلح.

واشارت الخلية في بيان صحافي اليوم تابعته "إيلاف" الى انه خلال تأمين الحماية للمجلس البلدي والمحكمة والمتظاهرين قرب ساحة المظفر بمدينة الصدر من خلال قوة غير مسلحة تابعة لحماية المنشآت وأثناء تواجدها قرب المتظاهرين تعرضت الى إطلاق نار كثيف.

وأضافت ان الهجوم "أدى الى استشهاد احد المنتسبين من عناصر القوة وجرح اربعة اخرين بينهم ضابطان".

وأكدت أن القوة "لم ترد على النار بالمثل منعا من التصعيد الذي قد يقود إلى مزيد من الضحايا". وعليه نؤكد على أهمية الحفاظ على سلمية التظاهر وتأمين حماية المتظاهرين والمؤسسات والمصالح العامة والخاصة".&

وحذرت من ان القوات الامنية ستتعامل مع اي مسلح يستهدفها&ويعرض حياة المتظاهرين للخطر وفق القانون".
وتشهد مدينة الصدر وهي معقل انصار الزعيم الشيعي رئيس التيار الصدري مقتدى الصدر تجمعات احتجاجية ليلية ومواجهات مع القوات على مدى اليومين الماضيين ادت الى مقتل 15 متظاهرا فيما قدمت المدينة 57 قتيلا والفا ومائة مصاب خلال ايام الاحتجاجات الستة.

لندن تنتصر للمتظاهرين وترفض نظرية المؤامرة

واليوم أكدت لندن دعمها للمطالب الاساسية للمتظاهرين التي وصفتها بالمشروعة رافضة نظرية المؤامرة في ما يخص الاحتجاجات.&

وكتب السفير البريطاني في بغداد جون ويلكس اليوم تغريدة على حساب السفارة في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" وتابعتها "إيلاف" قائلا "لا حاجة لنظريات المؤامرة، أن المطالب الأساسية للمتظاهرين باتت تنتظر منذ زمن طويل كما انها مطالب مشروعة. على العراق أن يحمي العراقيين من خلال قوات الأمن الوطني. تعاطفنا ودعاؤنا بالرحمة للشهداء والجرحى ولعوائلهم".

وكان السفير قال في تغريدة سابقة نشرها الاحد الماضي "لقد تحدثت مع السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والسيد رئيس الجمهورية برهم صالح حول التظاهرات الحالية والحاجة الى التحرك السريع من اجل تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين ان المظاهرات الحالية في العراق تستحق الاحترام تجسيداً لحق التظاهر السلمي ويتطلب ذلك ابداء ضبط النفس من قبل القوات الأمنية العراقية. انه لمن المهم تلبية المطالب المشروعة للمتظاهرين في الاصلاح وتوفير المزيد من فرص العمل وتحسين واقع الخدمات ومحاربة الفساد. تطور حكومة المملكة المتحدة برامج جديدة للتعاون مع حكومة العراق من اجل دعم هذه الاصلاحات. كما اعربت المملكة المتحدة عن قلقها البالغ ازاء العنف المستخدم ضد المتظاهرين وخصوصاً أعمال القنص حيث يجب أن يخضع جميع مرتكبي جرائم العنف على كافة الاصعدة للعدالة. تعاطفنا ودعاؤنا بالرحمة للشهداء والجرحى ولعوائلهم".

إعادة افتتاح المنطقة الخضراء بعد إغلاقها بسبب الاحتجاجات

وقد افتتحت السلطات الامنية اليوم المنطقة الخضراء بوسط بغداد بعد ستة ايام على اغلاقها اثر محاولات المحتجين اقتحامها.

واعادت السلطات العراقية الثلاثاء، افتتاح المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مقار الرئاسات العراقية الثلاث للجمهورية والحكومة والبرلمان وبعض الوزارات، اضافة الى عدد من السفارات الاجنبية بينها الاميركية والبريطانية وبعثتا الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي. وجاء اغلاق المنطقة الاربعاء الماضي اثر محاولات المحتجين لاختراق تحصينات القوات الامنية على جسر الجمهورية المؤدي اليها قبل ان تصدهم القوات.

واوضحت وكالة الأنباء العراقية الرسمية أن إعادة افتتاح المنطقة الخضراء "جاءت بعد نجاح المفاوضات بين مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والمتظاهرين والشروع بتلبية المطالب المشروعة، اضافة الى ما اسمتها بالتحركات المثمرة من قبل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي واللجان النيابية وكلمة الرئيس العراقي برهم صالح والتي اثمرت عن المزيد من التهدئة واستقرار الأوضاع.

وزارة العمل تفاجئ المقدمين على منحة العاطلين بعدم مراجعتها

وبدأ المئات من العراقيين منذ ساعات الصباح الاولى ليوم الثلاثاء بالتجمع امام مقر وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في بغداد للتقديم على منحة اعلنتها الحكومة للعاطلين عن العمل. ضمن قرارات اخرى لترضية المتظاهرين.&

وجاء ذلك بعدما اصدر مجلس&الوزراء عدة قرارات بشأن التظاهرات التي شهدتها بغداد وعدد من المحافظات ومن بينها منح 150 ألف شخص من العاطلين ممن لا يملكون القدرة على العمل منحة شهرية قدرها 175 ألف دينار (حوالي 150 دولارا) لمدة 3 أشهر.

لكن الوزارة فاجأتهم بدعوتها لهم بعدم مراجعتها في الوقت الحالي وانما الاتصال بارقام هواتف اعلنتها بعدم مراجعة الوزارة في الوقت الحالي، كما قالت وكالة "شفق نيوز" العراقية في تقرير من امام الوزارة تابعته "إيلاف"، موضحة ان الوزارة طلبت منهم الاكتفاء بالاتصال بالارقام الموضحة في صورة اعلان عن المنحة.

فبعد تظاهرات دامية أصدر مجلس الوزراء العراقي حزمة قرارات وصفت "بالمهمة" خلال جلسة استثنائية دعا إليها رئيس الوزراء عادل عبد المهدي. ومن بين القرارات منح 150 ألف شخص من العاطلين، ممن لا يملكون القدرة على العمل منحة شهرية قدرها 175 ألف دينار لكل شخص لمدة 3 أشهر.

وشملت القرارات اعتبار الضحايا من المتظاهرين والأجهزة الأمنية شهداء وشمولهم بالقوانين النافذة ومنح عوائلهم الحقوق والامتيازات المترتبة على ذلك.

وشهدت بغداد ومحافظات جنوبية منذ الثلاثاء الماضي تظاهرات تطالب بمحاربة الفساد والبطالة وتحسين الخدمات تطورت فيما بعد إلى الدعوة لإسقاط نظام الحكم واسفرت عن مقتل 111 متظاهرا ورجل امن و6115 مصابا من الطرفين حتى مساء الاحد الماضي.