نصر المجالي: قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن صفقة "بريكست" أصبحت مستحيلة الآن بعد مطالبة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بضرورة وجود أيرلندا الشمالية في الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي.

وقالت تقارير إن جونسون اشتبك بكلام غاضب عبر محادثة هاتفية مع ميركل صباح الثلاثاء، بينما هاجمه رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك واتهمه بمحاولة إلقاء اللوم على بروكسل في فشل مباحثات البريكست.

وقال تاسك، اليوم الثلاثاء، عبر تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" موجهاً الحديث فيها إلى بوريس جونسون: "الفوز في لعبة إلقاء اللوم الغبية ليس هو الأمر الذي على المحك، الأمر الذي على المحك هو مستقبل أوروبا والمملكة المتحدة وأمن ومصالح شعبنا".

وأضاف تاسك: "أنت لا تريد اتفاق، ولا تريد تمديد مهلة بريكست، ولا تريد انسحاب.. ماذا تريد أن نفعل".

وقدم جونسون مقترحه للاتحاد يوم الأربعاء الماضي، عارضا تسوية محتملة بشأن الحدود الأيرلندية التي تمثل أكثر قضايا الخروج إثارة للخلاف بين الجانبين.

رد فاتر

ويلاحظ مراقبون أنه قبل 24 يوما فقط من انسحاب بريطانيا المزمع يوم 31 أكتوبر الحالي، يتخذ كل من الطرفين موقفا يجنبه تحمل المسؤولية عن تأجيل الخروج أو الخروج دون اتفاق.

ورد قادة الاتحاد الأوروبي بفتور على اقتراحات اللحظة الأخيرة التي قدمها جونسون لكسر الجمود وأشاروا إلى مدى اتساع هوة الخلاف بين الجانبين حول أول انسحاب لدولة ذات سيادة من الاتحاد الأوروبي الذي قام على أنقاض أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية.

اجتماع أزمة

وبعد هذه التطورات المتسارعة والتصريحات المتعارضة والمواجهات الحادة، عقد جونسون "اجتماع أزمة" لمجلس وزرائه في 10 داونينغ ستريت لدراسة الموقف وبحث الخطوات التالية.

واعترف متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء بأن صفقة الاتحاد الأوروبي "بريكست" تنهار، وحذر من أن حزب المحافظين الحاكم قد لا يجد خيارا إلا الدعوة لانتخابات برلمانية إذا لم تتحقق الصفقة. وأكد أن التعاون في مجال الدفاع والأمن قد يتأثر، إذا استمر ضغط الاتحاد الأوروبي على بريطانيا في "صفقة الخروج".

وقالت مصادر داونينغ ستريت إن السيدة ميركل أبلغت رئيس الوزراء خلال المكالمة الهاتفية العاصفة التي استمرت 30 دقيقة بأنه يتعين بقاء ايرلندا الشمالية داخل الاتحاد الجمركي للاتحاد الأوروبي إلى أجل غير مسمى.

صفقة مستحيلة

لكن السيد جونسون رد بأن موقفه يعني أن الصفقة ستكون "مستحيلة بشكل أساسي، ليس فقط الآن ولكن أكثر من أي وقت مضى".

وأضاف المصدر: "إذا كان هذا يمثل موقفًا جديدًا ثابتًا من الجانب الأوروبي، فهذا يعني أن الصفقة مستحيلة بشكل أساسي ليس الآن فحسب بل وأيضًا". وتابع: "لقد أوضح أيضًا أنهم {الاتحاد الأوروبي} على استعداد لنسف اتفاقية الجمعة العظيمة التي قادت الى السلام في ايرلندا الشمالية".

وكان رئيس الوزراء البريطاني قال يوم الاثنين إن الكرة الآن في ملعب الاتحاد الأوروبي بشأن انسحاب بلاده منه وإن على التكتل أن يبحث على وجه السرعة اقتراحه الرامي لكسر جمود المحادثات قبل الانسحاب المقرر في 31 أكتوبر الحالي.

وقال جونسون للصحفيين ”ما نقوله لأصدقائنا هو (أن) ما قدمناه هو عرض سخي وعادل ومعقول للغاية. ما نود سماعه منكم الآن هو ما هي أفكاركم“.

وقال مشددا على أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر ”إذا كانت لديكم ملاحظات على أي من المقترحات التي تقدمنا بها دعونا حينئذ ندخل في التفاصيل ونناقشها“.
وتعهد جونسون مرارا بأن تغادر بريطانيا الاتحاد الأوروبي يوم 31 أكتوبر الحالي وأنه لن يسعى لأي تمديد آخر للانسحاب.

وكان معارضو جونسون في البرلمان أقروا قانونا يلزمه بالكتابة إلى الاتحاد الأوروبي طالبا تأجيل الانسحاب من التكتل إذا فشل في التوصل معه إلى اتفاق بحلول 19 أكتوبر الحالي، وهو اليوم التالي لانعقاد قمة للاتحاد الأوروبي.