لوحظ أن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو من أكثر السياسيين الأتراك حماسة لعملية الغزو العسكري للأراضي السورية، متبجّحًا بتاريخ "أجداده العثمانيين"، ومهاجمًا الدول التي انتقدت العمليات العسكرية، بما في ذلك الدول التي دعت إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن.&

إيلاف: ظهر جاويش أوغلو في صورة بالزيّ العسكري، حيث خلع زيّه المدني، وأخلاقه الدبلوماسية تزامنًا مع الغزو. ولوحظ أنه أرفق صورته على "إنستغرام" بمقطع حماسي من قصيدة للشاعر التركي المعروف نامق كمال، يقول: "هيبة أجدادنا معروفة من قبل العالم كله، لا تعتقد أن الفطرة تتغيّر، فهذه الدماء هي تلك الدماء نفسها".

وكان رئيس تركيا، رجب طيب أردوغان، أعلن أمس الأربعاء، عن إطلاق الجيش التركي وفصائل الجيش السوري الحر عملية عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم "داعش" (المحظور في روسيا) في شمال شرق سوريا، مؤكدًا أن هدف العملية هو القضاء على الممر الإرهابي في شمال شرق سوريا.

في تصريحات لقنوات تلفزيونية تركية، قال جاويش أوغلو إن الهدف من عملية "نبع السلام" هو القضاء على الإرهاب وإحلال السلام والاستقرار، وليس أكثر من ذلك، "لذلك لا يعارضها أحد من خلال التستر وراء موضوعات أخرى".

حساسية مفرطة
وقال الوزير التركي إن بلاده تعتبر أكثر دولة لديها حساسية مفرطة تجاه المدنيين وكيفية حمايتهم، مضيفًا "ولقد اتضح هذا بشكل جلي للعالم بأسره في عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات".

تابع قائلًا إن الهدف الرئيس لتنظيم "ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابي هو تقسيم سوريا، مشيرًا إلى "الجهود التي تبذلها فرنسا على وجه الخصوص من أجل تأسيس دولة منفصلة في هذه المنطقة، فالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يستقبل عناصر "ي ب ك" في قصر الإليزيه في باريس".

موقف فرنسا
وأعرب جاويش أوغلو كذلك عن رفضه للتصريحات التي أدلت بها فرنسا، وبعض الدول الأخرى بخصوص عدم تقديمهم أي دعم مادي لإنشاء المنطقة الآمنة المخطط لها في الشمال السوري، مضيفًا "سنعتمد على أنفسنا في هذا الأمر، وبنجاح كبير سننهي هذه العملية الحيوية بالنسبة إلينا".

ونوه بأن تهديد الإرهاب يمثل مشكلة أمنية وقومية لتركيا، وأنهم سيواصلون اتخاذ الخطوات اللازمة للحفاظ مصالحهم القومية، واستقرار المنطقة.

تطرق الوزير كذلك إلى الاجتماع الذي يعتزم مجلس الأمن الدولي عقده حول الموضوع. وقال في هذا الشأن "نحن نناضل من أجل البقاء، وسنواصل هذا النضال حتى إخراج آخر إرهابي من المنطقة".

في الأخير، لفت وزير الخارجية التركي إلى أن أنقرة تقوم بتحرك دبلوماسي على نطاق واسع مع الدول الأخرى، وكذلك المؤسسات الدولية لإحاطتها بمجريات الأحداث.
&