إيلاف من الرياض: تستعد العاصمة السعودية الرياض لاستقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والوفد المرافق له، في إطار الزيارة الخليجية التي يقوم بها إلى السعودية والإمارات الاثنين والثلاثاء المقبلين.

بحسب مصادر روسية فإنه سيتم خلال القمة السعودية الروسية توقيع اتفاقيات اقتصادية، حيث سيوقع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي اتفاقيات بنحو ملياري دولار.

وكان مساعد الرئيس الروسي، يوري أوشاكوف، قد أكد في تصريحات صحافية أن الرئيس بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز سيناقشان في المقام الأول قضايا التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، حيث ستشمل المباحثات آفاق التعاون في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتعاون العسكري التقني والتبادلات الثقافية والإنسانية.

كما ستتناول القمة السعودية الروسية تبادل الآراء حول القضايا الدولية الملحّة، مع التركيز على الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحديدًا في سوريا والخليج واليمن، وتسوية القضية الفلسطينية.

وأكد مساعد الرئيس الروسي أن بوتين سيشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي الروسي - السعودي برئاسة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبعد الانتهاء من الاجتماع سيجري بوتين لقاء مع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.

كان مجلس الوزراء السعودي قد قرر خلال جلسته الماضية تفويض وزير الطاقة بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع بروتوكول للتعاون بين وزارة الطاقة في المملكة العربية السعودية ووزارة الطاقة في روسيا الاتحادية.

تتناول مذكرات التفاهم مشروعات في مجال تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة، وزيادة تصدير المنتجات الزراعية والغذائية، & ومجال الإدارة الضريبية، ومجال أمن الطيران المدني، وكذلك التعاون الإعلامي.

تطور ديناميكي

قبيل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي أعلن صندوق الثروة السيادي الروسي الثلاثاء عن فتح مكتب في السعودية ليكون الأول في الخارج، مما يعزز التعاون بين البلدين في المجال الاقتصادي وغيره من المجالات.

ويدرس الصندوق الروسي وشركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط القيام بمشاريع في قطاع خدمات النفط بقيمة تزيد على مليار دولار، بحسب الصندوق الروسي.

كما يشارك الجانب السعودي مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي في تنفيذ مشاريع مهمة جدًا، مثل إنشاء أكبر حديقة تكنولوجية في روسيا في موقع مطار توشينو السابق، وتطوير PLT أحد أبرز مشغلي الخدمات اللوجستية في روسيا، وإطلاق وتشغيل سكة حديد خفيفة في بطرسبورغ، وبناء الطريق الموازي لشارع كوتوزفسكي بروسبكت في موسكو.

توثقت العلاقات بين موسكو والرياض في السنوات الأخيرة، حيث قادت الدولتان المنتجتان للنفط اتفاقًا لمنع انهيار أسعار النفط التي تسبب انخفاضها بأضرار لاقتصاد البلدين.

وعلى مدار أربع سنوات من الشراكة بين صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، والصندوق السيادي السعودي PIF، تم إطلاق صندوق مشترك بقيمة 10 مليارات دولار لتمويل مشاريع مشتركة، ويجري تنفيذ أكثر من 30 مشروعًا مشتركًا، بقيمة إجمالية زادت على 2.5 مليار دولار.

زيارة تاريخية

قال كيريل ديمترييف رئيس صندوق الثروة السيادي صندوق الاستثمار المباشر الروسي للصحافيين الجمعة "هذه زيارة تاريخية، تؤكد أهمية دور روسيا كطرف فعال في تحقيق الاستقرار في المنطقة، وستتم مناقشة اتفاق أوبك أيضًا أثناء الاجتماعات".

أضاف ديمترييف إن الدولتين المصدرتين للنفط يخططان لتوقيع 10 إتفاقيات أثناء أول زيارة لبوتين إلى السعودية منذ عام 2007 في قطاعات تشمل الزراعة والسكك الحديدية والأسمدة والبتروكيميائيات، مشيرًا إلى أن صندوق الاستثمار المباشر الروسي سيعلن أيضًا عن استثمار مشترك مع شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية.

ختم ديمترييف بقوله إن العلاقات الاستراتيجية مع السعودية مهمة للغاية، لأننا "مهتمون باستقرار سوق النفط واستقرار المنطقة والدخول في استثمارات مشتركة كبيرة".