ماهاباليبورام: أعلن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي السبت أن قمته مع الزعيم الصيني شي جينبينغ سوف تؤذن بـ"حقبة جديدة" بين الجارين الساعين إلى تخطي خلافات تثير توترا بينهما.

تنزّه مودي وشي على شاطئ خلاب في خليج البنغال، وأجريا محادثات مباشرة في موقع يطل على المحيط، قبل أن يعقد وفداهما مفاوضات رسمية في مدينة ماهاباليبورام التاريخية الشهيرة بمعابدها ومنحوتاتها الحجرية في جنوب شيناي.

هذا ثاني لقاء بين الزعيمين في غضون عام ضمن جهود خفض التوتر حول خلافات حدودية ومنطقة كشمير المتنازع عليها وهيمنة الصين على التجارة بين اقتصاديهما العملاقين.

قال مودي إن القمة في مدينة ووهان الصينية في العام الماضي "أعطت مزيدًا من الاستقرار والدفع لعلاقتنا". أضاف لدى بدء المحادثات الرسمية "رؤيتنا في شيناي اليوم أطلقت حقبة جديدة من التعاون بين بلدينا". ولفت مودي إلى اتفاق الجانبين في العام الماضي على "إدارة خلافاتنا بحكمة، وعدم السماح لها أن تصبح نزاعات".

واتفقا على "مراعاة قلق بعضنا البعض" لتكون العلاقة "مصدرًا للسلام والاستقرار في العالم. هذه هي إنجازاتنا الكبيرة وتلهمنا لبذل مزيد من الجهود". ولم يذكر مودي المسائل التي تزعج الطرفين، مكتفيًا بالقول إنه ناقش مع شي "مسائل ثنائية ودولية مهمة".

تهديد إرهابي
هيمنت على الاستعدادات للقمة التدابير التي اتخذتها الهند في أغسطس لإنهاء الحكم الذاتي في ولاية جامو وكشمير.

تقربت الهند أكثر من الولايات المتحدة وحلفائها في مواجهة تنامي النفوذ العسكري الصيني المتزايد في منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وما أثار غضب الهند دعم الصين الدبلوماسي لباكستان، التي تسيطر على مساحة كبيرة من كشمير ذات الغالبية المسلمة. وطالما كانت المنطقة الواقعة في الهيمالايا سبب نزاع بين الهند وباكستان.

لكن في المحادثات التي أجريت الجمعة أقر الزعيمان بالحرب المشتركة ضد "الإرهاب"، وفق ما ذكر وزير الخارجية الهندي فيجاي غوخالي. ونقل عن مودي وشي القول إن "التطرف يثير قلقهما، وإنهما سيواصلان العمل معًا، حتى لا يؤثر التطرف والإرهاب على نسيج مجتمعاتنا التي تتسم بتعددية ثقافية وإثنية ودينية".

لم تدل الصين بتصريحات على الفور حول القمة. غير أن وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية، ذكرت صباح السبت أن شي لقي "استقبالًا حارًا" من مودي، وأنهما اتفقا على "تبادل الاحترام" بين بلديهما، وأن "يتعلما من بعضهما للتوصل معًا إلى تنمية وازدهار مشتركين".

تعود الخلافات بين الهند والصين - البالغ عدد سكان كل منهما أكثر من 1.3 مليار نسمة - إلى عقود. وخاضت الدولتان حربًا في 1962 على المنطقة المتنازع عليها في الهيمالايا، فيما لا تزال خلافات حدودية أخرى قائمة. والدالاي لاما الزعيم الروحي للتيبت الذي طالما أثار غضب الصين، يقيم في دارمسالا في شمال الهند.

واعتقلت الشرطة الهندية طلابا تيبتيين لمنع أي تظاهرات خلال زيارة شي. يذكر أن جزءًا من مشروع بكين الضخم للبنى التحتية والمعروف بـ"حزام وطريق"، مخطط له أن يمر في الجزء الخاضع لإدارة باكستان من كشمير. وعقد شي محادثات مع رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان في بكين قبل يومين فقط على قمته مع مودي.

عندما قال شي إنه يدعم "الحقوق المشروعة" لباكستان، عبّرت وزارة الخارجية الهندية عن الغضب، وقالت "لا يمكن لدول أخرى التعليق على الشؤون الداخلية للهند".

وفي ملف التجارة تواجه كل من الهند والصين حمائية أميركية، وتريدان وصولًا أكبر إلى أسواق بعضهما البعض. وتشعر الهند بشكل خاص بالقلق إزاء الفائض البالغ 57 مليار دولار لمصلحة الصين في مبادلاتهما التجارية. قال غوخالي إن الزعيمين ناقشا تعزيز التجارة والاستثمار "وهذا بالطبع يشمل مسألة العجز التجاري".

بدورها تريد الصين من الهند أن تتجاهل المخاوف الأمنية الغربية إزاء مجموعة الاتصالات العملاقة هواوي - هي بالفعل لاعب كبير في قطاع الهواتف النقالة في الهند - كي تتمكن من أن تصبح لاعبًا رئيسًا في تحوّل الهند إلى جيل الاتصالات الخامس.

قالت وزارة الخارجية الهندية في وقت سابق هذا الأسبوع إن "إسهام هواوي في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الهند واضحة للجميع"، داعية الهند إلى اتخاذ "قرارات وأحكام مستقلة وموضوعية".
&