قتل مواطن مصري في الصعيد ابنة عمّه في الشارع رميًا بالرصاص "في عز الظهيرة"، في جريمة هزت الرأي العام.

إيلاف من القاهرة: وقعت جريمة قتل بشعة في الشارع نهارًا، حيث أقدم مواطن مصري، يقيم في قرية العركي مركز فرشوط محافظة قنا، في جنوب مصر، على قتل ابنة عمه رميًا بالرصاص، بسبب رفضها الزواج به.

محاولات&فاشلة عدة
"فاطمة" معلمة في العقد الثالث من العمر، تقيم في قريتها في الصعيد، وسبق لها الزواج، إلا أنها تعرّضت لمشاكل جمة في حياتها الزوجية، وقررت الحصول على الطلاق، فكان لها ما أردت، لكنها لم تكن تدري أنها سوف تصبح مطمعًا للكثيرين في قريتها، بمن فيهم ابن عمها "العامل الزراعي".

طرق الكثير من الرجال باب "فاطمة"، طالبين الزواج بها، لكنها أصرّت على العيش باقي أيامها في الدنيا بدون زواج، بعدما ذاقته من معاناة في زيجتها الأولى. وقررت أن تعيش حرة بعيدًا عن قيود الزواج، لاسيما أنها حققت نفسها مهنيًا، وتعمل معلمة في المدرسة، ويغمرها تلاميذها بالحب والتقدير.

تقدم ابن عمها "مخلف" إليها، وطلب الزواج بها، وكله ثقة بأنها لن ترفضه، فهو الأحق بها باعتبارها "من لحمه ومن دمه"، حسب العادات والتقاليد، لكنها رفضته، كما رفضت الآخرين، إلا أنه لم ييأس، وكرر الطلب مرات عديدة، وبدأ في ممارسة ضغوط عليها، لكنها واجهته بإصرار شديد.

إهانة تستحق الموت؟
لم يطيق "مخلف" الرفض، وشعر بإهانة في رجولته، فتوجّه إليها ذات يوم في مقر عملها في المدرسة، محاولًا إقناعها بضرورة التخلي عن رفضها، وقبوله زوجًا، واصطدم من جديد برفضها القاطع، لكنه هذه المرة، كان قد عقد العزم على عقابها بطريقة قاسية جدًا، فإما أن تكون له أو أن تموت.

انتظر "مخلف" ابنة عمه بعد خروجها من المدرسة ظهرًا، وحاول الحديث معها في الشارع، إلا أنها تجاهلته تمامًا، ومضت في طريقها، من دون أن تعيره أدنى اهتمام.

في تلك اللحظة، شعر بأنها وجّهت إليه إهانة جديدة تستحق الموت عقابًا عليها، فأخرج مسدسًا من ملابسه، وأطلق الرصاص عليها في الشارع ظهرًا، وسط ذهول المارة، ثم فرّ هاربًا.

أنا الأحق!
نقل المارة "فاطمة" إلى المستشفى، لكنها لفظت أنفاسها الأخيرة، متأثرة بإصابتها بطلقات نارية نافذة في أنحاء الجسد. واستطاعت الشرطة القبض على "ابن العم"، بعدما هرب من مسرح الجريمة.

قال المتهم في الاعترافات التي أدلى بها أمام ضباط الشرطة إنه يعتبر نفسه الأحق بالزواج بابنة عمه، وإنه لا مجال للرفض، مشيرًا إلى أنه استطاع إقناع والديها وبقية العائلة كلها، لكنها لم تغيّر موقفها، ولو للحظة، محتفظة بحقها في الرفض.

ولفت إلى أنه قرر أن يقابلها في الشارع عقب خروجها من المدرسة التي تعمل فيها، في محاولة لإقناعها للعدول عن قرارها بالرفض، وتصحيح ما يتم تداوله عنه من شائعات، من أنه يتعاطى المخدرات.

أضاف إنه مع نهاية اليوم الدراسي انتظرها أمام المدرسة، وما أن شاهدها تخرج، حتى سارع الخطى نحوها، محاولًا الحديث معها، لكنها سارت في طريقها، وكأنه لا وجود له، مشيرًا إلى أن هذا التجاهل أشعل غضبه ضدها، وجعله يشعر بالإهانة والإحراج أمام الناس في الشارع، فحاول مرة أخيرة إقناعها بالرد عليه حفظًا لماء وجهه، لكنها واصلت سيرها، من دون أدنى اهتمام.

احتجاز على ذمة التحقيق
وقال إنه في تلك اللحظة انتابه الغضب الشديد منها، وشعر بأنها تصرّ على إهانته في الشارع أمام الناس، فأخرج مسدسًا من جيبه، وأطلق عليها أربع رصاصات متتالية، اخترقت جسدها، وسقطت غارقة في دمائها، وسط ذهول المارة، ثم فرّ هاربًا.

حضرت الشرطة وسيارة الإسعاف، ونقلت جثمان "فاطمة" إلى المستشفى العام، وألقت الشرطة القبض على المتهم بعد ساعات من هروبه.

وفقًا لمحضر الشرطة، فإن اللواء مجدي القاضي، مدير أمن قنا، تلقى إخطارًا من مركز شرطة فرشوط، بمصرع "فاطمة.م" بطلقات نارية في قرية العركي، وتبيّن أن وراء ارتكاب الجريمة ابن عمها "مخلف.م"، عامل يبلغ من العمر 35 سنة، وأن سبب القتل يرجع إلى رفضها الزواج به، فتم القبض عليه، وإحالته على النيابة العامة التي قررت حبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.