إيلاف من القاهرة: قال أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية يوم السبت إن العملية العسكرية التركية في شمال شرق سوريا ”غزو لأراضي دولة عربية وعدوان على سيادتها“.

ودعا أبو الغيط خلال اجتماع الجامعة العربية اليوم في القاهرة إلى العمل من أجل التوصل إلى موقف موحد من العدوان التركي، مطالباً أنقرة بوقف عدوانها في سوريا وسحب قواتها منها.

وقال أبو الغيط في كلمته: "إن أهل سوريا، عرباً وكرداً، هم أهلنا، نتألم لألمهم ونهتم بمصيرهم، قد يكون للبعض منا تحفظاته المشروعة على أجندات وأهداف وتصرفات بعض الجماعات والتنظيمات الكردية، التي لا تصب في صالح وحدة التراب السوري ولكن يظل الأكراد جزءاً من نسيج الدولة والمجتمع السوري بل ونُشيد بما تحملوه من تكلفة - بالدم والعرق - من أجل إزاحة كابوس الحكم الداعشي من مناطق شرق سوريا، ولا يُمكن أن نُقر أبداً أن يتعرضوا للإبادة أو التطهير العرقي، أو أن يهجروا من بيوتهم التي جاءها الكثير منهم نازحاً من مواطن أخرى هاجمهتها تركيا في وقت سابق".

وأوضح أن هذا العدوان التركي يُفضي إلى أزمات جديدة ولاجئين ونازحين جدداً، وعذابات إنسانية بلا حصر، وربما كان الأثر الأخطر متعلقاً بتهديد الإنجازات التي تحققت في الحرب على داعش، لافتًا الانتباه إلى أن هناك 12 ألف عنصر إرهابي محتجزين في سبع سجون، ينتمون إلى تنظيم الدولة الإسلامية في المناطق التي تسعى تركيا إلى احتلالها من بين هؤلاء أربعة آلاف من المقاتلين الأجانب.

وشدد على أن العدوان التركي في ضوء هذه المعطيات لا يُمثل فقط تهديداً للاستقرار الإقليمي، وإنما يُعد خطراً حقيقياً على الأمن والسلم الدوليين، داعيًا المجتمع الدولي لتحمل مسئولياته حيال هذا التهديد الحال والداهم لأمن العالم.

وأعرب &عن أسفه أن مجلس الأمن قد صادف فشلاً واضحاً، حتى الآن، في التعامل مع العدوان التركي بسبب بعض الاختلافات داخله، وبالأخص ما يتعلق بمواقف بعض الدول دائمة العضوية فيه، داعيًا مجلس الأمن بما يمثله من مرجعية للشرعية الدولية لتحمل مسئولياته حيال هذا الموضوع الخطير، والعمل بجدية أكبر من أجل التوصل لموقف دولي موحد بإدانة هذا العدوان ووقفه، وإزالة الآثار المترتبة عليه.

وأدان الأمين العام للجامعة العربية العدواني التركي على الأراضي السورية، مطالبًا تركيا بالوقف الفوري والكامل لكافة العمليات العسكرية وسحب قواتها التي توغلت داخل الأراضي السورية، محملاً إياها المسئولية كاملة عن التبعات الإنسانية والأمنية التي قد تترتب على هذا العدوان الخطير.

وأدان وزير الخارجية العراقي محمد علي الحكيم، والذي ترأس بلاده الجلسة الحالية للجامعة العربية، الهجوم التركي على سوريا وذلك خلال اجتماع طارئ للجامعة بدعوة من مصر.

وطالب الوزير العراقي الجامعة بإعادة عضوية سوريا فيها.

من جانبه، قال وزير الدولة السعودي عادل الجبير إن الرياض تدعم الحل السلمي للأزمة السورية وفق قرارات المجتمع الدولي، معتبراً أن الاعتداء التركي شمال سوريا يهدد بتقويض جهود الحرب على داعش، مطالبا المجتمع الدولي بمضاعفة الجهود لوقف العمليات العسكرية شمال سوريا.

وقال الجبير: "بغض النظر عن الذرائع التي تسوقها تركيا، فإن خطورة هذا العدوان ينعكس سلبًا على أمن المنطقة واستقرارها، كما أن من شأنه تقويض الجهود الدولية القائمة في مكافحة إرهاب تنظيم داعش في تلك المناطق، علاوة على ما يشكله هذا الاعتداء من خطورة على تعميق المآسي الإنسانية للشعب السوري".

وشدد على وقوف السعودية إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وعلى موقفها الداعي إلى الحفاظ على استقلال وسيادة سوريا، في ظل وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، منوّهًا إلى دعم المملكة للحل السياسي للأزمة السورية استنادًا إلى إعلان جنيف (1) وقرار مجلس الأمن رقم (2254)، مع ضرورة تهيئة الأجواء للحل السياسي بما في ذلك خروج كافة الميليشيات المسلحة الأجنبية من سوريا.

وبيّن "أنه في سياق دعم الحل السياسي للأزمة السورية، فقد رحبت المملكة بإنشاء اللجنة الدستورية في سوريا، وستستمر في دعمها لكافة الجهود السياسية الأممية الرامية إلى حل الأزمة السورية سلميًا وفقًا للمبادئ والقرارات المتفق عليها".

وطالب وزير الخارجية المصري سامح شكري المجتمع الدولي باتخاذ كافة التدابير لوقف العدوان التركي على سوريا مشيرا إلى أن تركيا تحاول استغلال الوضع في سوريا لتبرير احتلالها، محملاً تركيا المسؤولية الكاملة عن تبعات عدوانها السافر في سوريا.

وأدانت الإمارات العدوان التركي على الأراضي السورية، حيث دعا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش للتركيز على الحل السياسي للأزمة السورية ودعم مهمة المبعوث الأممي.

والسبت، قال مقاتلون سوريون تدعمهم تركيا إنهم قطعوا طريقا يربط بين مدن وقرى في قطاع من الحدود يستهدفه هجوم الجيش التركي على قوات بقيادة الأكراد فيما يمثل تقدما على الأرض.