القاهرة: دان وزراء الخارجية العرب خلال اجتماع طارئ عُقد السبت في القاهرة ما وصفوه بـ"العدوان التركي" على الأراضي السورية وطالبوا بوقفه والانسحاب الفوري للقوات التركية.

وحسب البيان الختامي للاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية على خلفية التدخل العسكري التركي في سوريا، فقد تقرر "ادانة العدوان التركي على الأراضي السورية" واعتباره "تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي".

وقرر وزراء الخارجية الذين عقدوا اجتماعا طارئا لمجلس جامعة الدول العربية على خلفية التدخل العسكري التركي في سوريا، "إدانة العدوان التركي على الأراضي السورية (..) ويعتبره تهديدا مباشرا للأمن القومي العربي".

كذلك طالب الوزراء العرب في بيانهم "بوقف العدوان وانسحاب تركيا الفوري وغير المشروط من كافة الأراضي السورية"، فضلا عن "تحميل تركيا المسؤولية الكاملة عن أي تداعيات لعدوانها على تفشي الارهاب أو عودة التنظيمات الارهابية -بما فيها تنظيم داعش الارهابي- لممارسة نشاطها في المنطقة".&

وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قال في كلمته الافتتاحية للاجتماع إن"اجتماعنا الطارئ اليوم يجب أن يسمى الأشياء بأسمائها.. العملية العسكرية التي تقوم بها تركيا في شمال شرق سوريا ليس لها سوى اسم واحد هو الغزو والعدوان".

وأضاف "فالعدوان التركي، كما طُرحت خططه وحُددت أهدافه، يرمي إلى اقتطاع مساحة من الأراضي السورية بعمق يصل إلى 32 كلم .. وبطول يتجاوز 400 كلم.. ويسعى إلى اقتلاع السكان من هذه الأراضي ثم إحلال آخرين محلهم من اللاجئين لديه .. وإن لم يكن هذا احتلالاً وغزواً، فبماذا يُمكن تسميته؟".

وعقد الاجتماع الوزاري بمقر الجامعة بناء على طلب من مصر وتأييد عدد من الدول لبحث الهجوم التُركي على القوّات الكرديّة في شمال سوريا.

كذلك دعا وزير خارجية العراق محمد على الحكيم، والذي يرأس المجلس الوزاري للجامعة في دورته الحالية، إلى "الوقوف الى جانب الجمهورية العربية السورية، وتفعيل عضويتها في الجامعة العربية".

وقال "إن التوغل التركي في شمال سوريا يُعدّ تصعيداً خطيراً سيؤدي إلى تفاقم الازمات الانسانية، ويزيد من معاناة الشعب السوري، ويعزز قدرة دول الارهابيين على إعادة تنظيم فلولهم".

وبدأت تركيا الأربعاء عملية في شمال سوريا مستهدفة قوات سوريا الديموقراطية، حليفة الولايات المتحدة في المعارك التي استمرت خمس سنوات لدحر تنظيم الدولة الإسلامية. وخسرت قوات سوريا الديموقراطية التي يمثل الأكراد عمودها الفقري، 11 ألف مقاتل في الحملة بقيادة أميركية.

وهذه ثالث عملية من نوعها لتركيا منذ بدء النزاع في سوريا، وواجهت إدانات دولية.

ومنذ بدء النزاع السوري في 2011، أغلقت العديد من الدول الغربية والعربية سفاراتها في دمشق فيما خفضت أخرى تمثيلها الدبلوماسي، وتم تعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية في العام نفسه.

وتسبب النزاع في سوريا منذ اندلاعه في العام 2011 بمقتل أكثر من 360 ألف شخص وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وتسبب بنزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.