لا شك في أن زيارة الرئيس الروسي إلى السعودية ستضبط الإيقاع السياسي – الإقتصادي إقليميًا ودوليًا، لأنها ستعزز القوة التي يتمتع بها البلدان في ميدان الطاقة العالمية.

&إيلاف من الرياض: يصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإثنين إلى الرياض، في زيارة للمملكة العربية السعودية تستمر حتى الثلاثاء، يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، شاهدًا توقيع اتفاقيات عدة، وباحثًا توثيق التعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة والتعاون العسكري.

وذكرت تقارير إخبارية أن الملك السعودي والرئيس الروسي سيبحثان في القضايا الدولية الملحة، مركزين على منطقة الشرق الأوسط، وتحديدًا سورية والخليج واليمن والقضية الفلسطينية، كما سيشهدان توقيع نحو 30 اتفاقية اقتصادية وتجارية، تصل قيمتها إلى نحو ملياري دولار.

ويذكر أن هذه الزيارة هي الأولى لبوتين إلى السعودية منذ 12 عامًا، فآخر زيارة قام بها الرئيس الروسي إلى الممكة كانت في فبراير 2007، بينما زار الملك سلمان بن عبد العزيز موسكو في عام 2017.

أهلًا وسهلًا بالرئيس بوتين

بحسب وكالة روسيا اليوم، اهتمت الصحافة الخليجية بالزيارة، فكتب اللواء عبد الله القحطاني في صحيفة "الرأي" مقالة بعنوان "أهلًا وسهلًا بالرئيس بوتين"، كتب فيها: "بلادنا ترحب بكم سيادة الرئيس فلاديمير بوتين وبقدومكم الصديق المحترم".

أضاف: "فخامتكم بلا أدنى شك يعلم مدى الاحترام الذي يكنّه لكم مليكنا سلمان بن عبد العزيز وأميرنا محمد بن سلمان، وكذلك مدى التقدير الذي نحمله لكم نحن الشعب السعودي".

تابع: "نرحب بمقدمكم سيادة الرئيس ونتذكر كمواطنين وبكل اعتزاز استقبالكم التاريخي الشخصي والرسمي المشرف لقائدنا الملك سلمان في موسكو وما حظي به من استقبال فريد خارج البروتوكول المعتاد في اتحادكم الصديق. ضيفنا الكبير الرئيس بوتين ليتكم تعلمون مدى الاحترام الذي حملناه لسيادتكم كمواطنين وأنت تقدم بنفسك الشاي لمليكنا سلمان بن عبد العزيز في رسالة تقدير استثنائي يحمل تاريخ العلاقات السعودية الروسية وأهميتها".

أضاف: "سيادة الرئيس بوتين نتمنى أيضًا أن يعلم فخامتكم أن المواطنين السعوديين يقدرون أيضا وبثقة عالية تبادلكم للأحاديث المعبرة والمثمرة مع أميرنا الشجاع محمد بن سلمان في فترة عصيبة كان بعض الإعلام والمؤسسات السياسية الدولية تحاول عبثا إعاقة انطلاقة المملكة نحو المستقبل برؤية عصرية. ولن ننسي تلك المصافحة الفريدة لفخامتكم مع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وما تحمله من مضامين قالت لنا مباشرة أن للسعوديين أصدقاء وشركاء موثوقين في الاتحاد الروسي، وأن العلاقات يجب أن تتنامى وتزدهر بين الدولتين".

إنهاء مأساة الشعب السوري المقهور

رحب القحطاني بالزائر الكبير قائلًا: "نرحب بكم فخامة الرئيس بوتين في المملكة التي كانت بلادكم أول من اعترف بها كدولة ذات سيادة. وكم نتمنى على سيادتكم المساعدة على إنهاء مأساة الشعب السوري المقهور".

تابع: "هناك آلاف الشباب سيادة الرئيس يتطلعون لدراسة لغة بلادكم العريقة وقد يرى فخامتكم تشجيعهم من خلال التسهيلات وهذا سيعزز العلاقات الثقافية والمعرفية والتقنية بين الشعبين الصديقين".

ختم القحطاني مقالته: "أخيرًا وعلى المستوى الشخصي أُبدي لسيادتكم مدى الإعجاب بشعبكم العظيم، فقد تشرفت بزيارة بلدكم الكبير قبل عدة أشهر ورأيت موسكو مدينة مبتسمة جميلة حالمة تحب كل الشعوب وخاصة العرب. وكم كنت فخورا بذلك المواطن الروسي الوفي الأمين الذي وجد على قارعة الطريق بموسكو محفظة البطاقات وبعض المال فاتصل هاتفيا يقول إنها محفوظة لدي فكيف أحضرها لكم".

على توقيت واحد

في جريدة "عكاظ"، كتب فهيم الحامد بعنوان "قمة سلمان - بوتين.. ضبط الساعة على توقيت واحد": "لن تكون زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المرتقبة إلى السعودية غدًا (الإثنين) عادية بكل المعايير، سواء من حيث التوقيت الحساس الذي تمر به المنطقة، أو من حيث المستجدات الطارئة الأكثر خطورة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط، إذ يتوقع أن تحدد القمة السعودية الروسية التي ستعقد بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس بوتين ملامح الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وموسكو لعقود طويلة، فضلا عن إرساء قواعد الأمن والسلام في الشرق الأوسط، والحيلولة دون توسيع أزمات المنطقة، وسرعة إيجاد حلول عادلة لها، إلى جانب تعزيز الأمن والسلم العالميين".

أضاف: "عندما يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز مع الرئيس بوتين في الرياض، في قمة سعودية روسية، فإن هذا اللقاء سيتابعه المراقبون ومهندسو مراكز صناعة القرار في العالم، وسيكون اللقاء فرصة لمناقشة مجالات واسعة للتعاون الاقتصادي بين الدولتين، ودفع عجلة الاستثمارات والمشاريع المشتركة، خصوصًا أن روسيا قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية مؤثرة في العالم، ولها أدوار مهمة تلعبها في التطورات الإقليمية والشرق أوسطية وفي محيط الأمم المتحدة، ولا يمكن تجاهل الدور الروسي المتنامي في شؤون المنطقة سياسيًا وعسكريًا ودبلوماسيًا".

ختم: "في لقاء صناع القرار في الرياض؛ إنهاء توترات المنطقة ومناقشة الأزمات في الأولويات، إنها قمة سلمان - بوتين، لضبط الساعة على توقيت واحد".

تطور العلاقات الروسية – السعودية

نشر موقع سكاي نيوز عربية تقريرًا عن تطور العلاقات الروسية – السعودية، قالت فيه إن العلاقات الاقتصادية وخاصة الاستثمارية بين السعودية وروسيا تطورت خلال العامين الماضيين بشكل ملحوظ، خصوصًا بعد زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن &عبد العزيز إلى روسيا &في 2017.

وتستعد روسيا لتوقيع 30 وثيقة، بينها 10 عقود كبرى تزيد قيمتها الإجمالية على ملياري دولار، مع الجانب السعودي، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى المملكة.

وتتركز هذه الاتفاقيات على خدمات حقول النفط والمصافي والنقل الجوي والبحري، وكذلك الخدمات اللوجستية للسكك الحديدية، وقطاع تكنولوجيا المعلومات.

بحسب التقرير، تتجه السعودية وروسيا إلى بناء علاقة استراتيجية في جميع المجالات، خلال السنوات الأخيرة، وهو ما ساعد في استقرار أسواق النفط العالمية، إضافة إلى زيادة التبادل الاستثماري بين البلدين.

وتتربع السعودية وروسيا على رأس قائمة منتجي النفط عالميًا، ما جعل البلدين الأكثر تأثيرًا في أسواق النفط، وهذا التأثير ظهر بشكل لافت، بعد الدور الكبير الذي لعبته الرياض وموسكو في اتفاق أوبك لخفض الإنتاج.

في قطاع النفط

من اتفاق محدود لخفض إنتاج النفط، إلى ميثاق للتعاون طويل الأجل، بين هاتين المحطتين تتطور العلاقات بين السعودية وروسيا في مجال النفط لتصل إلى مستويات غير مسبوقة.

في أواخر ديسمبر 2016، دخل الطرفان ومعهما أوبك والمنتجون المستقلون في اتفاق لخفض الإنتاج بغية إعادة التوازن إلى أسواق النفط التي كانت تعاني وقتها من تخمة في المعروض وهبوط حاد في مستويات الأسعار. في ذلك الوقت، كان من المفترض أن يستمر هذا الاتفاق لستة أشهر فقط، لكن ما حصل هو أن الاتفاق قد تم تمديده لمرات عدة وبقي ساريًا إلى يومنا هذا.

نابع التقرير: "من هنا، وجدت السعودية وروسيا في إيجاد ميثاق يعطي صبغة رسمية للتعاون بين الدول المشمولة بالاتفاق الحل الأمثل للحفاظ على استقرار أسواق النفط على المدى الطويل والتحوط ضد الاضطرابات المستقبلية في هذه الأسواق.

هذا الاتفاق لم يكن لينجح لولا الدور الكبير الذي تلعبه السعودية وروسيا في أسواق النفط، فالبلدان لوحدهما ينتجان في الوقت الراهن أكثر من 21 مليون برميل يوميًا، أي ما يشكل خمس الإنتاج العالمي من الخام الأسود.

ليس هذا فحسب، فالاحتياطيات النفطية المجمعة للبلدين تتجاوز الأربعمئة مليار برميل، أي ما يقارب 23 بالمئة من احتياطيات النفط الموجودة في العالم. وتشكل الرياض وموسكو حاليا معظم الطاقة الإنتاجية الاحتياطية من النفط عالميًا، فالسعودية وحدها تمتلك نحو مليونين و300 ألف برميل يوميًا من الطاقة الاحتياطية، فيما تمتلك روسيا نحو 500 ألف برميل يوميًا من هذه الطاقة، ما يجعل البلدين الأكثر قدرة على ضبط إيقاع الأسواق.