في ظروف غامضة، لقيت هفرين خلف، الأمينة العامة لحزب سوريا&المستقبل الكردي، مصرعها في شمال سوريا. وقد شاعت في مواقع التواصل الاجتماعي روايات عديدة لمقتل هذه السياسية الكردية، بينما وجه الأكراد الاتهام إلى جماعات مسلحة موالية لتركيا.

&إيلاف من دبي: نعى حزب سوريا&المستقبل أمينته العامة هفرين خلف، مؤكدًا أنها قتلت باستهداف سيارتها على طريق القامشلي شمال سوريا، حيث تدور معارك عنيفة بين الوحدات العسكرية الكردية والقوات التركية التي تقدمت في الأراضي السورية بعملية عسكرية سمتها "نبع السلام".

وهفرين خلف من مواليد المالكية في عام 1984. درست الهندسة الزراعية بجامعة حلب وتخرجت في عام 2009. شغلت عدة مناصب منها نائب رئيس هيئة الطاقة في إقليم الجزيرة وتولت رئاسة هيئة الطاقة في عام 2016.

سياسيًا، تم انتخابها أمينًا عامًا لحزب سوريا&المستقبل خلال المؤتمر التأسيسي للحزب الذي أسسته قوات سوريا&الديمقراطية.

وانتخبت في المؤتمر التأسيسي لحزب سوريا&المستقبل المنعقد في الرقة 27 مارس 2018 لمنصب الأمين العام للحزب.

لم نتقدم

أصدر مجلس سوريا&الديموقراطية بيانًا قال فيه: "بعد استهداف سيارة المسؤولة الحزبية هفرين خلف، تم إعدامها برفقة سائق السيارة في كمين على طريق بشمال سوريا يوم السبت 12 اكتوبر". وبادرت القوات السورية المدعومة من تركيا إلى نفي مسؤوليتها عن مقتل خلف قائلة إنها لم تتقدم بعد إلى الطريق التي قتلت عليها.

ونسبت رويترز إلى يوسف حمود، المتحدث باسم الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا والذي يضم فصائل سورية معارضة مسلحة، قوله إن الجيش الوطني لم يتقدم بعد إلى هذا الطريق المسمى إم فور.

لكن حسين عمر، منسق حزب مستقبل سوريا&في أوروبا، قال: "كانت خلف عائدة من اجتماع في الحسكة عندما وقع الهجوم عليها، والذي قٌتل فيه أيضًا سائقها وأحد مساعديها".

حمّلت شبكة "روداو" الكردية الجيش التركي مسؤولية استهداف خلف، بينما ذكرت وكالة "هاوار" أنها قتلت في كمين لمرتزقة تنظيم "داعش" على الطريق الدولي المودي لمدينة القامشلي.

قالت مصادر أخرى إن عملية الاغتيال تمت من خلال تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة السياسية الكردية على الطريق الدولي الرابط بين حلب والقامشلي شمالي سورية. وقال آخرون إن خلف أنزلت من السيارة وأطلق عليها الرصاص فور التعرف على هويتها.

رواية دموية

انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي رواية تتحدث عن "قتل عناصر موالية لتركيا سائق خلف، ثم اغتصابها مرات عدة قبل رجمها بالحجارة حتى الموت".

يتداول نشطاء على "تويتر" شريط فيديو لما ذكر أنها عملية إعدام السائق، تظهر فيه جثة إمرأة يظن أنها خلف تغطيها الأتربة.

فقد انتشر فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي ظهر فيه مسلحون سوريون موالون لتركيا يتباهون بقتل خلف ويصفونها بألفاظ مهينة.

قال ناشطون إن الفيديو بُث على قناة خاصة في تطبيق تلغرام، يقول فيه مسلح إن "لواء السلطان" المدعوم من الجيش التركي والمشارك في معارك "نبع السلام" هو المسؤول عن اغتيال خلف.

ولا شك في أن وصف صحيفة "يني شفق" التركية المقربة من حزب العدالة والتنمية عملية "قتل" السياسية الكردية هفرين خلف بأنها "عملية ناجحة"، لأنها كانت عضوًا في منظمة "إرهابية"، ساهم في توجيه اصبع الاتهام إلى تركيا والقوات السورية الموالية لها.

مثار قلق بالغ

أعلن متحدث باسم الخارجية الأميركية أن "بلاده تابعت بقلق بالغ تقارير عن مقتل السياسية الكردية هفرين خلف، واعتقال عدة مقاتلين من قوات سوريا&الديمقراطية".

أضاف المتحدث باسم الوزارة لوكالة "رويترز" الأحد أن "الولايات المتحدة اطلعت على تقارير عن مقتل هفرين ومقاتلين أكراد أسرى".

قال: "نعتبر تلك التقارير مثار قلق بالغ، وتعكس زعزعة الوضع بشكل عام في شمال شرق سوريا&منذ بدء الأعمال القتالية".

كما أكد أن "بلاده تدين بأقوى العبارات أي انتهاكات أو عمليات إعدام خارج نطاق القانون للمدنيين والأسرى، وأنها تبحث في أمر تلك الملابسات".