انقسم لبنان أمس مع اندلاع الحرائق فيه إلى مشهدين، مشهد المواطنين وهم يتدافعون حتى الموت من أجل إنقاذ ثروتهم الوطنية ومشهد الدولة العاجزة من جهة أخرى.

إيلاف من بيروت: تفاعل اللبنانيون من سياسيين وإعلاميين ومواطنين بحسرة أمس واليوم على موضوع الحرائق التي زنّرت لبنان من شماله إلى جنوبه، وأحسوا بحرقة "استشهاد الوطن" بين نيران الفساد.

في حديث لـ"إيلاف"، يؤكد النائب السابق خالد زهرمان أن ما حصل يدل على صورة الدولة والتقصير والتعاطي غير المدروس في مجمل الأمور، ليس فقط في موضوع الحرائق، إذ لا رؤية ولا مخطط لمواجهة آلية تلك المخاطر، ولا حتى خطة استباقية. &وقد نتفاجأ مع دخولنا فصل الشتاء، يضيف زهرمان، بفيضانات في الشوارع بعد الحرائق.

عن الحل، وكيف يستطيع اللبناني أن يشعر بأمان، وهو محاصر بتقصير دولته؟. يجيب زهرمان أن اللبناني يخاف على حياته في لبنان، ويجب التعاطي بمسؤولية أكبر، وما أوصلنا إلى هنا المنظومة الفاشلة والفاسدة في لبنان، حيث نبحث عن مصلحتنا الخاصة بدلًا من مصلحة الوطن.

مع غياب الدولة وغياب الخطط الإنقاذية كان ملاحظًا تدافع اللبنانبين لنجدة وطنهم، في حين كانت الدولة مقصّرة. عن هذا الموضوع يجيب زهرمان "كان لبنان مقسومًا بين مشهدين متناقضين، مشهد المواطنين وهم يتدافعون حتى الموت من أجل إنقاذ ثروتهم الوطنية، ومشهد الدولة العاجزة من جهة أخرى".

أما الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد فيقول: "أعظم ما في لبنان إنسانه المبدع وطبيعته الرائعة، حكام لبنان ينتهكون حقوق إنسانه ويدمّرون طبيعته، والحكومة باتت خردة كما طوافات الحرائق". ودعا نحو معارضة وطنية شاملة.

ويؤكد النائب وهبه قاطيشا أن "لبنان الغابات يحترق، ولبنان الإقتصاد يفلس، ولبنان المياه يعطش، ولبنان حسن الصباح مظلم، ولبنان الحدود بلا حدود". ودعا إلى "لبنان بحاجة إلى رجال دولة، وليس إلى سماسرة وتجار كرامات وطنية"، متسائلًا: "رجال الدولة وين؟".

في إطار تعليقها على الحرائق التي اجتاحت القرى اللبنانية عمومًا وقرى قضاء الشوف خصوصًا، أكدت رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف أنّ "لبنان يحترق سياسيًا اقتصاديًا وبيئيًا".

وكانت سكاف قد شددت على أنّ "لبنان يحترق، وهو مشهد يوجع القلب، ولا يوجد أي تعبير يصف هذه الكارثة الكبيرة، ويصف الحزن الذي يخيّم على قلوبنا".

أضافت: "في هذا اليوم الأسود، وفي هذه اللحظات العصيبة، نرفع صلواتنا ودعاءنا إلى سيدة لبنان لتحمي لبنان".

المسؤول هو المسؤول
أما الإعلامي نيشان فقد قرر أن يفتح النار على المسؤولين بالدولة، معلقًا: "بالعربي، المسؤول هو المحاسب، المسؤول هو من تقع عليه تبعات أي عمل، في لبنان حرائق، ومواطنون في كارثة، أين المسؤول؟، هل ينام المسؤول في حالات الطوارئ؟، إذا ابنك محروق، بتنام؟ إذا بلدك عم يحترق؟".

وافقه الرأي الإعلامي طوني خليفة، قائلًا: "يا رب إحمِ لبنان، شعبنا عم بيموت حريق اليوم، وبكرا غريق مع أو شتوة بعد ما موّتوه تشحشط عالطريق فلّوا يا فاشلين، للدول مقوماتها ورجالاتها".
&