نصر المجالي: وسط خلافات تحدث عنها مراقبون بين أنقرة وموسكو حول التطورات الراهنة، أعلن الكرملين أنه ينتظر من أنقرة تقديم معلومات حول اتفاقها مع الولايات المتحدة بشأن تعليق العملية العسكرية التي تحمل اسم "نبع السلام" في شمال شرق سوريا لمدة 120 ساعة.

وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، في أول رد فعل "خاطف" على الاتفاق الأميركي التركي بتعليق العملية العسكرية: "نعول على الحصول على المعلومات بهذا الصدد".

وكان نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس اتفق، بعد محادثات مع الرئيس التركي، رجب أردوغان، أمس الخميس، على تعليق عملية "نبع السلام" (العملية العسكرية التركية شمال شرق سوريا) لمدة 120 ساعة، ليتم خلالها خروج "وحدات حماية الشعب" الكردية والمقاتلين الأكراد من منطقة الحدود السورية التركية.

وأعلنت القيادة العامة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) إثر ذلك الاتفاق، الموافقة على الوقف الفوري لإطلاق النار مع الجيش التركي بوساطة بينس.

وقبل ذلك، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أن تركيا والولايات المتحدة قد توصلتا إلى تفاهم حول سيطرة تركيا الكاملة على المنطقة الآمنة بعمق 32 كلم، وبطول 444 كلم، حتى حدود العراق شرق نهر الفرات بسوريا.

اتفاق

أعلنت الولايات المتحدة أنها توصلت إلى اتفاق مع تركيا حول إعلان نظام لوقف إطلاق النار شمال شرق سوريا، وبدء العمل على سحب القوات الكردية من منطقة الأعمال القتالية.

وقال مايك بينس، نائب الرئيس الأميركي، في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية بلاده، مايك بومبيو، عقد عقب محادثات أجرياها، اليوم الخميس، مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في أنقرة: "اتفقت الولايات المتحدة وتركيا اليوم على إعلان وقف لإطلاق النار في سوريا".

وأشار بنس إلى أن تركيا وافقت على تعليق الأعمال القتالية شمال شرق سوريا في إطار عملية "نبع السلام" مدة 120 ساعة، لإتاحة انسحاب "وحدات حماية الشعب" الكردية من المنطقة.

تهديد ترمب

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي قرر انسحاب قوات بلاده من شمال شرق سوريا وسط انتقادات واسعة لهذا الإجراء، هدد بـ "تدمير اقتصاد تركيا حال تجاوزها الحدود" المسموح بها خلال العملية العسكرية.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الدفاع والطاقة والخارجية في تركيا على خلفية هذه الخلافات، إلا أن كثيرا من السياسيين الأميركيين يدعون إلى اتخاذ إجراءات أشد قسوة تستهدف القطاع العسكري التركي ورئيس البلاد شخصيا.

خلافات

يذكر أن المتحدث باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، قال يوم الخميس، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب لأردوغان في المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما مؤخرا عن قلقه بشأن العواقب الإنسانية المحتملة للحملة التركية في شرق الفرات.

وذكر بيسكوف في تصريحات للصحافيين أن موقف موسكو بهذا الشأن معروف ولم يتغير، مضيفا: "الوضع في شمال شرقي سوريا متوتر بسبب هذه العملية، وهذا سيكون نقطة مهمة للغاية ضمن أجندة المفاوضات المقررة بين الرئيسين بوتين وأردوغان في سوتشي (بجنوب روسيا) يوم الثلاثاء المقبل".

ودعا المتحدث باسم الكرملين، في تعليقا له على تقارير صحفية تتحدث عن وجود خلافات بين موسكو وأنقرة بشأن حدود المنطقة الآمنة المزعومة التي تنوي تركيا إقامتها في الأراضي السورية عند حدودها، إلى "عدم الاستعجال في القفز إلى الاستنتاجات".

وردا على سؤال عما إذا كان الجانب التركي الذي يصر على أن المنطقة الآمنة المزعومة يجب أن تكون بعرض 30 كلم يتجاهل الدعوات الروسية إلى أن يكون عرض المنطقة عشر كيلومترات، تابع قائلا: "لا يمكن طرح سؤال بهذه الطريقة، ليس عن 30 كيلومترا ولا عن عشر كيلومترات. ثمة مواضيع محددة للمفاوضات التي ستجري في سوتشي الثلاثاء".