لندن: افتتح البرلمان البريطاني صباح السبت جلسةً استثنائية مخصصة بشكل كامل لاتفاق خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي المقرر في 31 أكتوبر.

وينبغي أن يصوّت النواب على اتفاق بريكست، الذي توصّلت إليه لندن وبروكسل في اللحظة الأخيرة الخميس. وتبدو النتائج متقاربة للغاية أثناء هذه الجلسة الأولى من نوعها منذ حرب جزر فوكلاند قبل 37 عامًا.

ويبدأ مجلس العموم الذي دعي إلى الاجتماع في يوم سبت للمرة الأولى منذ حرب فوكلاند قبل 37 عامًا، جلسته عند الساعة 09:30 (08:30 ت غ) لبدء المناقشات التي يمكن أن تستمر طوال النهار. وتحتاج الحكومة التي لا تتمتع بغالبية في مجلس العموم، 230 صوتًا لإقرار الاتفاق.

الاتفاق الذي تم انتزاعه في اللحظة الأخيرة بعد مفاوضات شاقة، يفترض أن يسمح بتسوية شروط الانفصال بعد 46 عامًا من الحياة المشتركة، ما يسمح بخروج هادئ مع فترة انتقالية تستمر حتى نهاية 2020 على الأقل.

لكن نجاح الاتفاق مرتبط بموافقة البرلمان البريطاني، الذي تبنى موقفًا متصلبًا من قبل. وقد رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات الاتفاق السابق الذي توصلت إليه رئيس الحكومة حينذاك تيريزا ماي مع الدول الـ27 الأعضاء في الإتحاد.

بذل جونسون جهودًا شاقة في الأيام الأخيرة لإقناع النواب بدعم اتفاقه، عبر إجرائه محادثات هاتفية وظهوره على محطات التلفزيون.

وقد أكد أنه "ليس هناك مخرج أفضل" من الاتفاق الذي توصل إليه لمغادرة الاتحاد الأوروبي في31 أكتوبر، داعيًا النواب إلى تصور عالم "تجاوز" عقبة بريكست التي تشل الحياة السياسية البريطانية منذ ثلاث سنوات. وقال جونسون "أعتقد أن الأمة ستشعر بارتياح كبير".

في حال وافق البرلمان البريطاني على الاتفاق، يفترض أن يعرض على البرلمان الأوروبي للمصادقة عليه. ويؤكد جونسون أنه يفضل، إذا تم رفض الاتفاق، خروجًا بلا اتفاق على طلب مهلة جديدة بعد تأجيل بريكست مرتين. لكن البرلمان أقر قانونًا يلزمه بطلب تأجيل جديد من ثلاثة أشهر.

وتخشى الأوساط الاقتصادية خروجًا بلا اتفاق، لأنه يمكن أن يؤدي حسب توقعات الحكومة نفسها، إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وحتى الأدوية.

وقد أعلنت أحزاب المعارضة أنها ستعارض الاتفاق. فالحزب الليبرالي الديموقراطي الوسطي (19 صوتًا) والحزب الوطني الإسكتلندي القومي (35 صوتًا) يعارضون بريكست أساسًا، وحزب العمال (242 صوتًا) يرى أن الاتفاق الجديد يضعف حقوق العمال، بينما يعتبر دعاة حماية البيئة (الخضر، صوت واحد) أنه لا يحترم البيئة.

أكبر المعارضين للنص هم الوحدويون في إيرلندا الشمالية، الممثلون في الحزب الوحدوي الديموقراطي (عشرة أصوات)، والمتحالفون مع بوريس جونسون في البرلمان. وهم يعتبرون أن النص يمنح مقاطعتهم وضعًا مختلفًا، ويعزلها عن بقية بريطانيا.

وتأمل الحكومة في إقناع بعض العماليين والمستقلين، وخصوصًا النواب الذين استبعدوا من الحزب، المحافظة لمعارضتهم بريكست بلا اتفاق.
&