بعد خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري أمس نتيجة التظاهرات التي تستمر اليوم في لبنان، يعتبر البعض أن الفريق الوزاري المحسوب على "العهد القوي" لم يترك مناسبة إلا وحاول فيها محاصرة رئيس الحكومة سعد الحريري في صلاحياته.

إيلاف من بيروت: بعد خطاب رئيس الحكومة سعد الحريري أمس نتيجة التظاهرات التي تستمر اليوم في لبنان، يعتبر البعض أن الفريق الوزاري المحسوب على "العهد القوي" لم يترك مناسبة إلا وحاول فيها محاصرة رئيس الحكومة سعد الحريري في صلاحياته بدلًا من توفير كل الدعم له بغية إنقاذ التسوية التي لم تعد قابلة للحياة، إلا إذا حصلت معجزة، تدفع باتجاه تعويمها، وإعادة الاعتبار إليها، ويعتبرون أن "عدة الشغل" المحيطة برئيس الجمهورية باتت في حاجة إلى إحالتها على التقاعد، لأنها كانت وراء استنزاف عهده في إغداق من فيها البلد في تطمينات إعلامية وشعارات برّاقة بلا تنفيذ.

يطرح السؤال بعد خطاب الحريري أمس وخطاب وزير الخارجية جبران باسيل: هل باتت التسوية الرئاسية في حكم الميت؟.

التسوية
تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب السابق نضال طعمة في حديثه لـ"إيلاف" أن هناك تسوية بين عون والحريري أنضجت انتخاب عون رئيسًا للجمهورية، هذه التسوية من أبرز بنودها أن ينأى لبنان بنفسه عن كل الضغوطات الخارجية، وقد قبل كل الأطراف من خلال هذه التسوية مجمل الأمور والبنود الموجودة فيها، ويتساءل طعمة: "ما جرى اليوم ربما قد يؤدي إلى تغيير الأمور".&

عون والحريري
ردًا على سؤال هل ستشهد العلاقة بين الحريري وعون تصدعًا في المستقبل مع التظاهرات المستمرة في الشارع؟. يجيب طعمة أن الحريري حريص على هذه العلاقة، حتى لو كان الأمر على حساب شعبيته، لأنه يعتبر أن مصلحة لبنان أهم من مصلحته الشخصية، والحريري من أجل لبنان لا مشكلة لديه في أن يتنازل، وعون في المقابل يبقى أيضًا حريصًا على العلاقة مع الحريري، ويقول إن الحريري يبقى شخصًا مسؤولًا، ويجب أن تستمر العلاقة معه.

قاعدة الحريري
عن قاعدة الحريري الشعبية هل فعلًا لا تزال تؤيّد عون، وما موقف الحريري بالنسبة إلى قاعدته الشعبية التي نزل بعضها إلى الشارع للتظاهر ضده؟. يؤكد طعمة أن الحريري يمثّل الإعتدال في لبنان، ورغم كل الضجيج فإن الجميع يريد الاعتدال في لبنان، وبعض جمهور الحريري يرى أن الطائفة السنيّة مغبونة اليوم، ولكن هذا لا يعني أن الشعب ترك الحريري، وذهب إلى مكان آخر، رغم كل الضجيج من هنا وهناك، فالشارع السني وكل الشارع المعتدل في لبنان، لا يزال يؤيّد نهج رفيق الحريري، واليوم نهج ابنه سعد الحريري.

عون أم باسيل؟
عن مشكلة الحريري الرئيسة، هل هي مع رئيس الجمهورية ميشال عون أم مع صهره وزير الخارجية جبران باسيل؟، يلفت طعمة إلى أن المشكلة ليست مع عون، وتبقى المشكلة من بعض تصريحات باسيل التي يدلي بها من وقت إلى آخر.

عن كيفية حل كل التباينات مع التيار الوطني الحر، يرى طعمة أن الأمر يبقى صعبًا ومستحيلًا، غير أن العلاقة بين الحريري وعون تتضمن الكثير من الضمانات، ويجب أن تستمر، ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هما حريصان اليوم على وحدة لبنان واستمرار العيش المشترك فيه.