للمرة الأولى، ربما في تاريخ لبنان الحديث، وأقله منذ توقف الحرب الأهلية اللبنانية، غادر اللبنانيون طوائفهم ومذاهبهم وزعماءهم، وتوحدوا في وجه سلطة تنهبهم، وتهدر أموالهم العامة في صفقاتها، وتجوّعهم بفرض الضرائب عليهم.

إيلاف من بيروت: كانت الصرخة في هذين اليومين، ومستمرة على ما يبدو، لا تخفت: "إارحلوا عنا". كسر اللبنانيون في هذه الانتفاضة الشعبية العفوية حواجز الخوف كلها. فلا حرمة بعد لسارق، من أعلى الهرم إلى أسفله... ابتداءً من رئيس الجمهورية ميشال عون، وليس انتهاءً برئيس البرلمان نبيه بري، أحد الثنائية الشيعية التي تستأثر بمقدرات الجنوب، والبلد.

تتالت المشاهد التي تفرح وتحزن في الآن نفسه... الشباب اللبناني الثائر يمزّق صور نوابه، من الشمال إلى الجنوب، يقضّ أنصبة انتصاراتهم، ويواجههم بالشتائم حينًا، وبالمجاهرة بألا خوف بعد أحيانًا.

ربما استحوذت مناطق الجنوب بأكثر هذه المشاهد، فالجنوب كما يصفه مواطنون "إمارة نبيه ورندة بري". ففي مناطقه المختلفة، عبّر المواطنون عن سخطهم من رئيس حركة أمل بشكل غير مسبوق.

إلى أين؟... هذا هو السؤال المطروح اليوم. فهل تصل هذه الاحتجاجات إلى خواتيمها المجدية؟، أم يصير لبنان شارعًا في وجه شارع؟.

&

&