فيما قد يوصف بإلقاء النظرة الأخيرة قبل الوداع، زارت مجموعة إسرائيلية، اليوم السبت، من حوالي 150 شخصا منطقة الباقورة التي سيستعيد الأردن سيادته عليها هذا الأسبوع.&

وكانت تقارير تحدثت عن "اعتصام احتجاجي لمجموعة من الإسرائيليين" يوم الجمعة، عند منطقة "جزيرة السلام" الحدودية التي تقع فيها أراضي الباقورة التي تسمى في إسرائيلي "نهاريم".

ونفى الأردن في الأسبوع الماضي موافقته على تمديد تأجير منطقتي الباقورة في الشمال والغمر في الجنوب بعد انتهاء مدة الـ25 عاما التي نصت عليها اتفاقية وادي عربة للسلام الموقعة العام 1994 بين الأردن وإسرائيل.&

وتنص اتفاقية السلام بين البلدين على حق إسرائيل في التصرف في هذه الأراضي لمدة 25 عاما. ويتجدد الحق تلقائيا في حال لم تبلغ الحكومة الأردنية إسرائيل برغبتها في استعادة هذه الأراضي قبل عام من انتهاء المدة.&

وجاء النفي الأردني بعدما زعمت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في وقتٍ سابقٍ من اليوم بأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وافق على تمديد تأجير إسرائيل منطقة الغمر بعام إضافي.

قرار قطعي&

وأكد السفير سفيان سلمان القضاة، الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية، أن قرار المملكة الذي اتخذ في أكتوبر من العام 2018، بإنهاء العمل بالملحقين الخاصين بالباقورة والغمر، نهائي وقطعي، وأنه بانتهاء النظامين الخاصين بتاريخ العاشر من نوفمبر المقبل (حسب ما نصت عليه اتفاقية السلام) فإنه لن يكون هناك أي تجديد أو تمديد، وستعود سيادة الأردن على المنطقتين بصورةٍ كاملةٍ.

الاسرائيليون في منطقة جزيرة السلام&

وكان الملك عبدالله الثاني قال في تغريدة عبر صفحته على (تويتر) يوم 21 أكتوبر 2018: "لطالما كانت الباقورة والغمر على رأس أولوياتنا، وقرارنا هو إنهاء ملحقي الباقورة والغمر من اتفاقية السلام انطلاقاً من حرصنا على اتخاذ كل ما يلزم من أجل الأردن والأردنيين".

وحينها، رد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالقول إن بلاده ستتفاوض مع الأردن على تمديد استئجار الأرض الحدودية.

وتعالت الأصوات المطالبة بإلغاء ملحقي تأجير منطقتي الباقورة والغمر مع اقتراب موعد انتهاء ملحقي اتفاقية السلام إذ وقع 80 نائباً على مذكرة نيابية ربطت استمرار منح الحكومة الأردنية الثقة بإلغاء عقدي التأجير الذين ينتهيان في 25 أكتوبر 2019.

و"الباقورة" منطقة حدودية أردنية تقع شرق نهر الأردن في محافظة إربد في الشمال وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي ستة آلاف دونم ( الدونم يعادل 1000 متر مربع). وقد احتلت إسرائيل المنطقة عام 1950 واستعادها الأردن بموجب اتفاقية السلام بين البلدين.

توترات&

يشار إلى أن التوترات تصاعدت بين إسرائيل والأردن في السنوات الأخيرة حول قضايا مثل الوضع المتنازع عليه للقدس والأماكن المقدسة، ومحادثات السلام المتوقفة مع الفلسطينيين، وإطلاق النار على مواطنين أردنيين في عام 2017 على يد حارس السفارة الإسرائيلية في عمان، وكان الحادث فجر أزمة دبلوماسية بين الأردن وإسرائيل.

وقال تقرير لصحيفة (تايمز أو إسرائيل) إن مسؤولين إسرائيليين عبروا عن قلقهم من أن خطوة رفض تمديد تأجير أراضي الباقورة التي تعتبر "بوابة السلام" الحدودية، تشير إلى رغبة الأردن في تقليص العلاقات الدبلوماسية بشكل فعال، كما يرى الكثيرون أنها انعكاس لضغط داخلي مكثف من جانب جمهور أردني لا يزال ينظر إلى إسرائيل إلى حد كبير على أنها عدو.

لكن الأردن قال إنه يمارس حقه القانوني في عدم تجديد الاتفاق ونفى أن تؤثر هذه الخطوة على معاهدة السلام المستمرة منذ عقود سعيا لطمأنة المخاوف في القدس من أن العلاقات قد تتراجع.

تصريح غانتس

ونقلت الصحيفة تصريحا لزعيم تحالف "أزرق أبيض" وهو أكبر تكتل في الكنيست بيني غانتس تصريحا امام اعتصام يوم الجمعة عند "جزيرة السلام" قال فيه: "أعرف أن الملك عبد الله يتحدر من بيت ملكي من النبلاء والاحترام والسلام. ومثل والده، فهو متأكد من أنه يدرك أنه من الأهمية بمكان مواصلة التعاون معنا باسم السلام ".

وقال غانتس، وفقا لموقع "والاّ" الإخباري، "إنني أتعهد هنا بأنني عندما أقود دولة إسرائيل ، سأبذل قصارى جهدي لتعزيز اتفاقية السلام مع الأردن والمضي قدماً مع الأردن".

وأضاف أنه سيحسّن العلاقات مع الأردن من خلال مشاريع البنية التحتية المشتركة، وكذلك من خلال الجهود السياسية والأمنية. وأكد على القول: "لتحويل المنطقة التي نعيش فيها، إلى جانب الأردن، إلى مجال تعاون ، نحتاج إلى المضي قدمًا في العمليات التي من شأنها توسيع علاقاتنا مع الأردن ومع الدول العربية الأخرى".&