نصر المجالي: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الوضع في سوريا أصبح حادا الآن، والجميع يرون هذا ويفهمونه، وبالتالي فإن المشاورات بين روسيا الاتحادية وتركيا بشأن هذه المسألة مطلوبة بشدة.

وعقدت محادثات، اليوم الثلاثاء، في سوشي بين بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهي تأتي غداة انتهاء الهدنة الهشّة في شمال سوريا التي تمت بإشراف أميركي.&
وقال الرئيس إن الوضع في سوريا صعب والجميع يرى ويدرك ذلك، والمشاورات بين روسيا وتركيا بشأن هذه المسألة ضرورية جدا. وأضاف: "الوضع في المنطقة عصيب للغاية، ونحن نرى ونفهم كل شيء، وأعتقد أن لقاءنا اليوم في مكانه، ومشاوراتنا مطلوبة بشدة".

دور مثالي

وأعرب بوتين عن أمله في أن "يلعب مستوى العلاقات الروسية التركية، التي تم تحقيقها والتي بلغت مستوى رفيعا، دورا مثاليا في تسوية جميع المسائل العالقة في المنطقة، وستتيح لنا إيجاد حلول مشتركة للمسائل العالقة لتركيا ولجميع دول المنطقة، وبما فيها مصلحة لكل الأطراف".

وقال بوتين: "الوضع في المنطقة حاد للغاية، ونحن نرى كل شيء، ونحن نفهم، وأعتقد أن اجتماعنا اليوم، ومشاوراتنا مطلوبة للغاية. أريد أن أعرب عن الأمل في أن مستوى العلاقات الروسية التركية الذي تم تحقيقه أخيرا، سيلعب دوره في حل جميع القضايا المعقدة التي نشأت في المنطقة اليوم، وسوف يتيح لنا بالعثور على إجابات عن كل شيء، وحتى الأسئلة المعقدة جدا في صالح كل من تركيا وروسيا، وجميع دول المنطقة".

أمل باتفاق&

بدوره، أعرب أردوغان عن أمله في التوصل اليوم إلى اتفاق مفيد لكل الأطراف، وقال "أشكر الرئيس بوتين ... وأعتقد أن هذا اللقاء سيكون مفيدا لبلدينا ولمصالح بلدينا، وهذا اللقاء سيساهم في تعزيز العلاقات والاتصالات بيننا، وأعتقد أننا سنتمكن من التوصل إلى اتفاق اليوم .. هذا اللقاء سيمكننا من البحث في التفاصيل لجميع المسائل التي نواجهها، ونحن سنواصل عملية نبع السلام".

لا مطامع&

وكان أردوغان صرح أمس الاثنين قبل توجهه إلى مدينة سوتشي، بأن تركيا ليست لديها مطامع في أراضي أي دولة، مؤكدا أنه سيتخذ الخطوات اللازمة بشأن سوريا بعد اجتماعه يوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي بوتين.

وقال أردوغان في تصريحات صحفية قبل مغادرته إلى مدينة سوتشي الروسية: "سأبحث مع الرئيس بوتين تطورات الوضع في سوريا والقضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية بين البلدين"، مؤكدا: "روسيا وتركيا تعملان من أجل وحدة الأراضي السورية".

وأعرب أردوغان خلال منتدى "تي آر تي وورلد"، عن اعتقاده بأن الذين قاطعوا هذا المؤتمر احتجاجا على عملية "نبع السلام"، ليس بإمكانهم تقبل الديمقراطية ويدعمون التنظيمات الإرهابية.

وأضاف: "لم نجلس مع التنظيمات الإرهابية على طاولة للتفاوض، ولن نفعل ذلك على الإطلاق". وشدد الرئيس التركي على أن تركيا تريد الدفاع عن حدودها، والتأكد من أن يعود اللاجئون السوريون بطريقة آمنة إلى أرضهم، وقال أردوغان: "لا نريد القتل أو الظلم، هدفنا تأمين حقنا وحق إخوتنا".

مواجهة "الطغاة"

وتابع أردوغان قائلا: "سنقف في مواجهة أي طاغية، وسنواصل وصف الإرهابي بأنه إرهابي والظالم بأنه ظالم، دون أي تمييز".

وقال أردوغان إن "الغرب كله، بما في ذلك الناتو والاتحاد الأوروبي، اصطفوا إلى جانب الإرهاب وهاجمونا معا"، وتساءل: "منذ متى بدأتم بالسير مع الإرهابيين، في حين كنتم تدعون بأنكم ضد الإرهاب؟".

وأضاف أن تركيا تختلف بوجودها عن الذين يبيتون النوايا الخبيثة في سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا وإفريقيا والبلقان، وقال أردوغان: "نحن هناك للمصير المشترك الذي يجمعنا، وهذا الشيء عصي على فهم من يعتبر قطرة النفط أغلى من قطرة الدماء".