باريس: تتمحور فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للمدن العالمية لعام 2019 حول موضوع "تغيير العالم: ابتكارات وحياة أفضل للأجيال المقبلة"، وستستضيف اليونسكو مؤتمراً خاصاً بهذا الموضوع أيضاً في مقرها في باريس في 31 أكتوبر.

سيضم المؤتمر ممثلين عن زهاء 24 بلدية من جميع أرجاء العالم للمشاركة في أربع حلقات نقاش ستتناول جملة من القضايا، من بينها: الاستدامة والعمل المناخي، وإنعاش المناطق الحضرية وتحقيق الاندماج الاجتماعي، وكذلك الابتكار التكنولوجي.

يتيح المؤتمر الفرصة للخبراء وواضعي السياسات كي يتبادلوا ما بجعبتهم من معلومات بشأن النهوج المبتكرة المعتمدة في عدد من البلديات المتطلعة إلى المستقبل في مختلف المناطق للتصدي للتحديات التي تواجه المدن، التي تمثّل اليوم 3% فقط من مساحة سطح الكرة الأرضية، إلا أنّها تستهلك ما يصل من 60 إلى 80% من الطاقة، وينتج منها 75% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

ستسلط المناقشات المواضيعية والعروض السمعية البصرية التي سيتخللها المؤتمر الضوء على الممارسات المبتكرة التي تقودها اليونسكو وشركاؤها في المناطق الحضرية في مجالات الحفاظ على التراث الثقافي وإنعاش المناطق الحضرية، وضمان التعليم والتعلم مدى الحياة، والصمود في وجه الكوارث، وإدارة الموارد الطبيعية، وتعزيز الثقافة والإبداع، والنهوض بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومكافحة أشكال التمييز.

ستغتنم اليونسكو حلول اليوم العالمي للمدن هذا العام لإقامة شراكات مع كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، لتوسيع نطاق الجهود المتضافرة التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل المدن، وذلك بالتعاون مع مخطّطي المدن وغيرهم من الجهات الفاعلة في المناطق الحضرية. وترمي هذه الشراكة كذلك الأمر إلى النهوض بنهج كامل متكامل في الأمم المتحدة لإشراك المدن في إطار خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وأهدافها التنموية السبعة عشر.

تعكف اليونسكو منذ سنوات عدة على إجراء البحوث ودعم برامج المناطق الحضرية، مانحة بذلك بعداً دولياً متعدد التخصصات إلى آفاق التنمية في هذه المناطق. وتسهم المنظمة أيضاً في البرامج المعنية بالمجتمعات المحلية في المناطق الحضرية من أجل إحداث تغيير إيجابي ملموس.

وقد أعلنت الأمم المتحدة اليوم العالمي للمدن ليكون بمثابة دعوة الى الدول والبلديات وسكان المدن للتآزر من أجل إحداث تغيير جذريّ نظراً الى الأهمية القصوى لذلك في ظل التوسع الحضري السريع الذي ينطوي في غالبية الأحيان على موجة من الفقر والبطالة، ناهيك عن ضعضعة استقرار عملية إدارة الموارد المستدامة.

&وتسعى اليونسكو أيضاً إلى تحسين الظروف المعيشية في المدن، التي يتزايد عدد سكانها بمعدل 200 ألف نسمة يومياً، من خلال جوائز اليونسكو - اكسبلو للمدن الذكية لعام 2020 والتي سيجري الإعلان عن أسماء الفائزين بها خلال المؤتمر في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً، وسيجري تسليم الجوائز لاحقاً إبان حفل رسمي من المزمع عقده في شهر مارس 2020.

تجدر الإشارة إلى أنّ الأيام العالمية التي تحييها المنظمة تعد بمثابة منابر لإذكاء الوعي بالقضايا المثيرة للقلق، وتعبئة الالتزام السياسي وحشد الموارد اللازمة لمواجهة التحديات العالمية، والتغني بالإنجازات التي توصلت إليها البشرية والنهوض بها نحو الأفضل.

&