أسامة مهدي: استبق رئيس الوزراء العراقي اليوم انطلاق تظاهرات الاحتجاج المنتظرة الجمعة المقبل باعلان عدد من الاجراءات الاصلاحية يتقدمها خفظ رواتب المسؤولين الكبار إلى النصف وكشف ملفات الفساد امام الرأي العام.. فيما اتفقت بغداد وواشنطن على نقل القوات الاميركية القادمة إلى العراق من سوريا إلى قطر أو الكويت.

وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في بيان إلى الشعب تابعته "إيلاف" انه سيوجه يوم غد الخميس خطاباً إلى الشعب العراقي يتضمن عدة موضوعات تتعلق بالاوضاع الراهنة للبلاد "وسيؤكد فيه على جملة خطوات عاجلة وإجراءات إصلاحية مهمة" بحسب قوله.

تعديل وزاري بلا محاصصة وقانون من أين لك هذا؟

وأوضح عبد المهدي انه سيجري حال انعقاد جلسات مجلس النواب الاسبوع المقبل تعديلات وزارية بعيداً عن مفاهيم المحاصصة وتركز على الكفاءات واستقلالية الوزراء وحضور متزايد للشباب.

وأكد العمل الجاد مع السلطة التشريعية لسن قانون (من اين لك هذا) ويشمل ذلك كبار المسؤولين مع التشديد على اهمية توطين الرواتب وتطويق المعاملات بالعملة الورقية والمعاملات الورقية مما يساعد على كشف تضخم اموال الكثير من المسؤولين وتمكين العدالة من ملاحقتها.

خفض رواتب الرئاسات والوزراء والنواب إلى النصف

وأضاف انه تقرير تقليص رواتب المسؤولين حتى الدرجة الرابعة من الرئاسات والوزراء واعضاء مجلس النواب والدرجات الخاصة والوكلاء والمدراء ليصل في الحالات العليا إلى النصف بحيث لا يتجاوز أعلى راتب ومخصصات 10 ملايين دينار شهرياً (حوالي تسعة الاف دولار) وان تتدرج هبوطاً بالمعدلات المناسبة بما ينسجم مع سلم الرواتب من الدرجة الخامسة فما دون ورفع الحد الأدنى للراتب.

تأسيس صندوق للضمان الاجتماعي

وأشار إلى أنّه تم تخصيص الاموال المستحصلة من تقليص الرواتب اضافة الى مساهمة الدولة لتأسيس صندوق ضمان اجتماعي يضمن ان لا يبقى عراقي تحت خط الفقر، وذلك بحصول اي عراقي لا دخل له أو أي فرد في عائلة لا دخل لها على منحة شهرية لا تقل عن 130 الف دينار ويقدم مجلس الوزراء لتحقيق ذلك مشروع القانون الذي بدأ بصياغته باسرع وقت إلى مجلس النواب لإقراره.

فتح ملفات الفساد أمام الرأي العام

واكد على اهمية قيام مجلس القضاء الاعلى بتشكيل (المحكمة المركزية لمكافحة الفساد) لمحاسبة المفسدين وفتح ملفات الفساد بوضوح وامام الرأي العام خصوصاً تلك التي تمس سرقة الاموال لمشاريع حيوية كالمستشفيات والمدارس والشوارع والجسور والسدود وغيرها من مشاريع اساسية كفيلة باستيعاب المزيد من فرص العمل خصوصاً للشرائح الفقيرة .&

لا موافقة للقوات الأميركية القادمة من سوريا للبقاء في العراق

وشدد عبد المهدي على ان العمل لحفظ سيادة البلاد تتأتى من احترام حقوق وحريات الشعب، وكذلك من تطوير قدراته الذاتية للحفاظ على امنه وسيادته والاستمرار في محاربة الارهاب وداعش.. منوها إلى أنّ الحكومة قد اعلنت انها لم تمنح الإذن للقوات الأميركية المنسحبة من الأراضي السورية للبقاء في الأراضي العراقية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام حيث يتم اتخاذ الاجراءات القانونية الدولية كافة ونطالب المجتمع الدولي والامم المتحدة بالقيام بدورهم في هذا الشأن.

وأكد على أن أي تواجد لقوات أجنبية يجب أن يكون بموافقة الحكومة العراقية وان ينهى هذا التواجد حال طلب الحكومة العراقية ذلك.

القوات الأميركية القادمة للعراق من سوريا ستتوجه لقطر أو الكويت

واليوم قال وزير الدفاع العراقي نجاح الشمري ان القوات الاميركية المنسحبة من سوريا إلى العراق ستغادر إلى الكويت او قطر في غضون أربعة أسابيع.

وابلغ الشمري في حديث لـوكالة السومرية نيوز العراقية إن الاميركيين انسحبوا من سوريا إلى العراق بسبب عدم وجود اتفاقية بين الولايات المتحدة وسوريا". وأشار إلى أن "هذه القوات ستنسحب من العراق في غضون اربع اسابيع"..منوها إلى أن "وجهة هذه القوات ستكون إلى القواعد الاميركية في الكويت أو قطر".

وجاءت تصريحات الشمري عقب اجتماعه في بغداد مع نظيره الأميركي مارك إسبر الذي وصل صباح اليوم العاصمة بغداد بينما كان القادة العراقيون يتفقدون تقارير تفيد برغبة الولايات المتحدة في زيادة عدد القوات المتمركزة في العراق موقتًا على الأقل.

وقال الشمري إن واشنطن وبغداد اتفقتا خلال محادثات على أن القوات الأميركية التي تعبر من سوريا ستمر عبر العراق ثم تغادر خلال فترة زمنية لا تتجاوز 4 أسابيع . وقال إن الطائرات التي ستنقل القوات الأميركية إلى خارج العراق قد وصلت بالفعل.

ومن جهته أوضح الوزير الاميركي أن الولايات المتحدة ليست لديها خطط لترك تلك القوات في العراق "بشكل لا نهاية له" مشيرا إلى أنه يعتزم التحدث مع الزعماء العراقيين بشأن هذا الأمر. وكانت عشرات الآليات المدرعة الأميركية وعلى متنها جنود قد وصلت امس إلى قاعدة أميركية في شمال غرب العراق بعدما عبرت الحدود السورية.

وعبرت القوات الأميركية أولاً جسر بيشخابور الحدودي المتاخم للمثلث العراقي السوري التركي قبل المرور بمحافظة دهوك العراقية والالتحاق بقاعدة عسكرية قريبة من مدينة الموصل بشمال غرب البلاد.

وأعلنت الولايات المتحدة الأحد الماضي سحب الف جندي اميركي منتشرين في شمال وشرق سوريا بعد خمسة أيام من الهجوم التركي على المقاتلين الاكراد من قاعدة على أطراف المنطقة العازلة التي تعمل أنقرة على إنشائها.