كان لافتًا احتلال العلم اللبناني وحده ساحات لبنان خلال التظاهر، حتى أن البعض تحدث عن رواج قطاع بيع الأعلام اللبنانية بكثرة، فما هي قصة العلم اللبناني ومتى بدأت؟

بيروت: كان لافتًا احتلال العلم اللبناني وحده ساحات لبنان خلال التظاهر، حتى أن البعض تحدث عن رواج قطاع بيع الأعلام اللبنانية بكثرة، فبعدما غابت الأعلام الحزبية التي كانت في الماضي سيدة الساحات، ها هو العلم اللبناني يحتل الصدارة موحدًا بوحدته إرادة اللبنانيين وعزمهم في التصدي الى كل زواريب الأحزاب السياسية وأعلامها الضيقة من أجل التوحد تحت راية العلم اللبناني وحده.

العلم الكبير

وقد لاقى العلم اللبناني الكبير الذي جال في الساحات التي شهدت تظاهرات، تفاعلاً لافتًا عند الشعب اللبناني.

وانطلق العلم من الصيفي نحو جل الديب ثم إلى ساحة الشهداء ورياض الصلح، قبل أن يتابع طريقه إلى مختلف المناطق اللبنانية، لكن الأمر اللافت هو مطالبات أصحاب فكرة هذا العلم بأن يوقّع الشعب اللبناني عليه.

وقال أحد أصحاب الفكرة أن هذا العلم لتأكيد الوجه الحضاري للشعب اللبناني، وفرصة لرفع الصوت من دون أن ينزعج أحد.

وأضاف "على الشعب اللبناني أن يقتنع بأن هذا الطقم السياسي يجب أن يتغير، ويصل إلى المسؤولية شباب يحبون هذا الوطن من دون أي مقابل شخصي".

أعلى قمة

هذا وقام عدد من الشبّان من دير الأحمر برفع العلم اللبناني على أعلى قمّة في لبنان، ٣٠٨٨ مترًا، تضامنًا مع التظاهرات الشعبيّة التي تعمّ المناطق. وردّد الشبان شعار "كلّن يعني كلّن".

توحد العلم

ويقول جورج مهاوج، بائع اعلام في احدى ضواحي بيروت، لـ"إيلاف" ان موسم التظاهرات السابقة كان يساهم كثيرًا في بيع الاعلام من كل الالوان السياسية، ولا فرق بين علم وآخر لان للجميع زبائنه، لكن اليوم تغيرت الصورة وأحتل العلم اللبناني الصدارة، وهو يحرص على تأمين كميات كبيرة من الأعلام خصوصًا في فترة التظاهرات، كي يتسنى للجميع التعبير عن رأيه من خلال العلم الذي اختاره، وكان يتمنى في التظاهرات السابقة لو يكون هناك فقط بيع للعلم اللبناني، الذي يجب ان يرفرف فوق رأس كل مواطن وكان يتمنى ان تلغى&الاعلام الاخرى، لأن مصلحة لبنان برأيه تبقى فوق كل المصالح الفئوية والمذهبية او الطائفية، وها هو اليوم يحقق حلمه من خلال رفرفة العلم اللبناني وحده مشيرًا إلى تضامن اللبنانيين في هذا الصدد.

حكاية العلم

وتبدأ حكاية العلم اللبناني مع الأمير فخر الدين المعني عام 1516، حين اعتمد علمًا من لونين، أحمر وأبيض، يتوسطه إكليل أخضر. وفي القرن السابع عشر، وتحديدًا عام 1698، اعتمد الأمير بشير الأول علماً أزرق يتوسطـه هلال أبيض.

وفي 1842 استعمل المتصرف العثماني والي الدين راية حمراء، يتوسطها هلال ونجمة بيضاء، للدلالة على الارتباط بالدولة العثمانية. وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وانسحاب العثمانيين من لبنان، استخدم اللبنانيون راية بيضاء يتوسطها رسم شجرة الأرز التي يعرف بها لبنان.

وجاء الانتداب الفرنسي، ومعه رفع الفرنسيون علمهم المميَز بألوانه الأزرق والأبيض والأحمر، في وسطه رسم شجرة الأرز.

ومع استقلال لبنان عام 1943 اعتمد اللبنانيون علمًا أبيض، مع شريطين باللون الأحمر في الأعلـى والأسفل ورسم شجرة الأرز اللبنانية في الوسط، ورفعوه للمرة الاولى على مبنى السرايا الحكومية في بلدة بشامون، وأقـرّه البرلمان اللبناني في ديسمبر 1943.

يرمز اللون الأحمر إلـى دماء الشهداء، والأبيض إلى تراكم الثلوج على جبال لبنان، فضلاً عن دلالته على الصفاء والسلام، أما شجرة الأرز االمستمدة من جبال لبنان أيضًا، فترمز إلى القداسة والخلود.