تطرح أسئلة كثيرة برسم رئيس الجمهورية ميشال عون بعد الخطاب الأخير الذي ألقاه والذي انتظره اللبنانيون لمدة أسبوع والذي لم يكن بحسب الكثيرين على قدر المسؤولية والوقفة التاريخية التي طالبه بها البطريرك الماروني.

إيلاف من بيروت: وماذا بعد خطاب رئيس الجمهورية ميشال عون الذي انتظره اللبنانيون منذ أسبوع؟

لماذا انتظر عون أسبوعًا كاملاً من بعد تظاهرات الشعب الصاخبة، لماذا يأتي اليوم ليطلب من الشعب أن يتعاون في قرارات يعترف أنه حاول أن يقيمها منذ 2013 ولم تنجح حتى الساعة؟

كيف يدعو الى محاربة الفساد وتمت إقالة منصب وزير الفساد في الحكومة اللبنانية الأخيرة؟

ماذا عن الشارع اللبناني الذي لم يستكين بعد خطاب الرئيس وانقسم بين شارع بعبدا الذي يشيد بدمه وروحه لعون وبين مختلف شوارع لبنان التي تطالب برحيل الجميع بمن فيهم رئيس الجمهورية؟

وفي خطابه ذكر كالآخرين عن وجود أشخاص يعملون ضد الشعب لماذا لم تتم إقالتهم ولماذا تحميل الغير دائمًا المسؤولية، كيف يمكن الوثوق بأن ذلك سيتغير بعدما عجزت عن ذلك في السنوات الماضية؟

وتوجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في كلمة الى اللبنانيين بالقول: "اليوم كلمتي لكم، مثلما كانت دائما، من القلب للقلب أينما كنتم، في ساحات الاعتصام او في بيوتكم".

أضاف: "المشهد الذي نراه يؤكد أولاً ان الشعب اللبناني شعب حي، قادر على ان ينتفض ويغير ويوصل صوته، ويؤكد ايضًا ان الحريات في لبنان لا تزال بألف خير، لكن مع الأسف هذا المشهد ما كان يجب ان يكون، وصرختكم كان ينبغي ان تكون صرخة فرح بتحقيق طموحاتكم واحلامكم، لا صرخة وجع".

لبنان

وتابع: "منذ تحملي مسؤولياتي كرئيس للجمهورية، أقسمت اليمين ان أحافظ على لبنان والتزمت محاربة الفساد بشراسة، واستطعت نقل لبنان الى ضفة الأمان والاستقرار، وبقي الهم الاقتصادي والمالي.&

وكان طموحي الكبير، وما زال ان نتخلص من الذهنية الطائفية، التي حكمت البلد منذ قيامه، وهي الأساس في مشاكله، للتوصل الى دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون أمام القانون، ويصل كل صاحب كفاءة الى المنصب الذي يستحقه والى اللامركزية الإدارية التي تؤمن الخدمات بشكل أسرع".

شراكة

وقال: "تعرفون جيدًا اننا في بلد شراكة وديموقراطية، ورئيس الجمهورية خصوصًا بعد الطائف بحاجة الى تعاون كل الأطراف من الحكومة ومجلس النواب ليحقق خطط العمل والاصلاح والانقاذ ويفي بالوعود التي قطعها في خطاب القسم. أنا رئيس ومسؤول، ولم أترك وسيلة الا واستعملتها لتحقيق الاصلاح والنهوض بلبنان. ولكن الحقيقة، ان العراقيل كثيرة والمصالح الشخصية متحكمة بالعقليات، وهناك اطراف اعتبرت ان الشعب لا كلمة عنده يقولها".

الأموال

وأكد "انني من يطالب باستعادة الاموال المنهوبة، وأنا من قدمت قانونًا لاستعادتها، وحتى اليوم تبينت مليارات من الموازنات السابقة يدقق فيها في ديوان المحاسبة. كل من سرق المال العام يجب أن يحاسب، ولكن المهم ألا تحميه طائفته وتدافع عنه "عالعمياني". الحرامي لا طايفة له ولا يمثل أي دين. لنكشف كل حسابات المسؤولين ونترك القضاء يحاسب.

الفساد

وقال: "أنا ملتزم اقرار قوانين مكافحة الفساد، ولكن هذه صلاحية مجلس النواب، وأنا أطلب مساعدتكم لإقرارها، وكما قلت للقضاة بعد تعيينهم اكرر اليوم، أنا سقف الحماية للقضاء، ومن يتدخل معكم احيلوه عليّ".