أسامة مهدي:&قتل متظاهران الجمعة في بغداد مع استئناف حراك احتجاجي أسفر مطلع أكتوبر عن مقتل أكثر من 150 شخصاً، بحسب ما أعلنت المفوضية الحكومية لحقوق الإنسان.

وقال عضو المفوضية علي البياتي لوكالة فرانس برس إنه "بحسب المعلومات الأولية، فإن المتظاهرين الاثنين أصيبا بقنابل مسيلة للدموع في الوجه"، خصوصاً مع استخدام القوات الأمنية لوابل من تلك القنابل في تفريق آلاف المحتجين عند مداخل المنطقة الخضراء في وسط بغداد. وأفاد البياتي عن إصابة نحو مئة شخص من المتظاهرين والقوات الأمنية بجروح.

وتصدت&القوات الامنية للمتظاهرين وحاولت منعهم من اقتحام المنطقة الخضراء وسط العاصمة فيما دعا البرلمان قوات حمايته الى عدم مواجهة المحتجين بالعنف لدى وصولهم الى بواباته.

ولدى محاولة المتظاهرين الذين ازالوا الحواجز على الجسور المؤدية الى الى المنطقة الخضراء التي تضم مقرات الرئاسات الثلاث وعدد من الوزارات والسفارات بينها الاميركية والبريطانية اضافة الى بعثتي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي صباح الجمعة تصدت لهم القوات باطلاق الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وخراطيم الياه ما استدعى نقلهم الى المستشفيات بسيارات الاسعاف.

والتزامن مع ذلك فقد فقد تجمع المئات من المتظاهرين بدءا من الليلة الماضية في الساحات المركزية في عدد من محافظات الجنوب بينها واسط والبصرة ميسان والديوانية وذي قار والمثنى منددين بالفساد ومطالبين بفرص عمل وبالثأر لضحايا التظاهرات السابقة.

&وبدأ المتظاهرون بعد منتصف الليل بإزالة الحاجز الأمني الأول فوق جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء ثم تجمعوا قرب البوابة الاولى للمنطقة وسط انتشار امني كثيف حيث تم وضع القوات بحالة الانذار القصوى. &

البرلمان يدعو قوات حمايته لعدم استخدام العنف ضد المتظاهرين

ومن جهته قال نائب رئيس مجلس النواب العراقي بشير خليل الحداد انه تم توجيه آمر فوج حماية مجلس النواب بالتعامل المدني المسؤول مع المتظاهرين وحمايتهم وفق مبادئ حقوق الإنسان في حال وصولهم الى بناية المجلس وعدم مواجهتهم بالعنف.

ودعا في بيان صحافي المتظاهرين بالحفاظ على سلمية تظاهرهم وعلى المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة وطالب الحكومة بالتعامل الجدي مع مطالب المتظاهرين من أجل تحسين الواقع الخدمي ومحاسبة الفاسدين وتوفير فرص العمل للشباب.

يشار إلى أن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قد استبق التظاهرات بساعات ووجه خطابا الى الشعب فجر الجمعة اكد فيه رفضه للاستقالة محذرا من انها ستقود للفوضى مع عدم وجود بديل دستوري جاهز كما اعتبر الانتخابات المبكرة مغامرة.

ومن جانبها حذرت الولايات المتحدة مواطنيها من السفر الى بغداد ومدن عراقية رئيسية أخرى باستثناء إقليم كردستان العراق. وحددت السفارة الإجراءات الواجب اتخاذها خلال هذه الاحداث بتجنب السفر إلى العراق وتجنب أماكن التظاهرات والامتثال لتعليمات السلطات العراقية ومراقبة وسائل الإعلام المحلية لمعرفة الأخبار الجديدة.

&وقبيل انطلاق التظاهرات بساعات دعت الامم المتحدة الحكومة العراقية إلى الإسراع بتلبية المطالب المشروعة للمواطنين والعمل لانهاء الفساد والبطالة وتحسين الخدمات العامة وتعزيز الحوكمة والمساءلة وخلق بيئةٍ مواتيةٍ للنمو .

وحثّت الممثلةُ الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في بيان صحافي فجر اليوم تابعته "إيلاف" الحكومةَ على تمكين الاحتجاجات السلميّة بشكلٍ إيجابيّ. وبالمثل، تدعو الممثلةُ الخاصة كلاً من القوات الأمنية والمتظاهرين إلى التصرّف بما يتماشى مع القانون.&

وكان العراق شهد تظاهرات احتجاج دامية تفجرت في الاول من الشهر الحالي واستمرت أسبوعا للمطالبة بمحاربة الفساد والبطالة وتحسين الخدمات العامة تطورت فيما بعد إلى الدعوة لإسقاط نظام الحكم واسفرت عن مقتل &157 شخصا و 5494 جريحا في محافظات بغداد والنجف وبابل والديوانية وميسان وذي قار وواسط والمثنى.