الرباط: وقع المغرب وبريطانيا اليوم في لندن اربع اتفاقيات استراتيجية، والتي ستشكل الإطار المؤسساتي للعلاقات بين البلدين خلال المرحلة التالية لـ "بريكسيت".

وتهم الاتفاقية الأولى الإطار العام للعلاقات، والذي يستعيد ويحافظ لكلا البلدين على جميع مكتسبات الشراكة الاستراتيجية للمغرب مع الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك كل الامتيازات التي كانت الاتفاقيات الأوروبية تمنحها لكل واحد من البلدين في البلد الثاني.

وهمت الاتفاقيات الأخرى على التوالي دخول السلع والمنتجات المصدرة من المحافظات الصحراوية المغربية إلى الأسواق البريطانية، وإحداث آلية لتسوية النزاعات التجارية، إضافة إلى تصريح سياسي أكد على تعميق العلاقات التاريخية بين المملكتين العريقتين، ونص على آليات التنفيذ والمتابعة، وعلى رأسها عقد اجتماع وزاري مرة في السنة وإحداث لجنة قيادية مشتركة ولجان متخصصة في مجالات محددة كالزراعة والجمارك والتجارة.

وجاءت هذه الاتفاقيات، التي وقع عليها أمس كل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وأندرو موريسون، وزير الدولة لدى وزارة الشؤون الخارجية والكومنولث، المكلف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتنمية الدولية، في سياق سلسلة من التطورات والاتصالات المتواصلة بين العائلتين المالكتين، منها على الخصوص استقبال العاهل المغربي الملك للأمير هاري وزوجته الدوقة ميغان مركل، بمناسبة زيارتهما للمغرب في فبراير 2019، وزيارة الأمير ريشارد، دوق غلوستر، في سبتمبر 2019.

كما شكلت لبنة جديدة في صرح العلاقات الثنائية التي عرفت تعزيزا كبيرا مع إطلاق الحوار الاستراتيجي بين البلدين في 2018، والذي جرت دورته الثانية في سبتمبر الماضي، وتعميق العلاقات الاقتصادية والسياسية والثقافية والأكاديمية، والتي عرفت المبادلات التجارية في سياقها نمو ملحوظا لتصل إلى حوالي 2 مليار دولار في 2018، بالموازاة مع تعزيز العلاقات العسكرية والأمنية.

وأكد بوريطة، في تصريح صحافي عقب التوقيع على الاتفاقيات، أن "هذا التطور الإيجابي في العلاقات الثنائية نابع من رؤية الملك محمد السادس، التي تقوم على تقوية العلاقات مع شركاء المغرب التاريخيين، مع الانفتاح على شركاء جدد داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه".

وأشار بوريطة إلى أن "المغرب بلد مخلص في شراكاته ويطمح دائما لإثرائها وتعميقها"، مشددا فيما يتعلق بالمملكة البريطانية على أن "تفعيل رؤية العاهل المغربي لتنويع الشراكات، تدعمه إرادة ملكية خاصة لتعزيز العلاقات الثنائية"، مشيرا إلى أنه "إزاء هذه الإرادة الملكية أبدت الحكومة البريطانية إرادة سياسية قوية للرقي بالعلاقات بين البلدين إلى مستوى لم يسبق له مثيل في التاريخ الثنائي".

وأضاف بوريطة "إننا نشيد بهذا التطابق في المصالح ووجهات النظر والرؤى وهو ما يضفي الصفاء على العلاقات الثنائية ويضعها ضمن مقاربة استشرافية نحو المستقبل وموجهة نحو العمل".

وتابع قائلا "نحن سعداء بكون استقرار المغرب في سياق جوار يعاني من اضطرابات قوية يجعل المملكة تحظى بالاعتراف كشريك مرغوب فيه ومدعم للسلام والاستقرار والتنمية في محيطها الإقليمي".