أكدت وسائل إعلام أميركي عدة أن زعيم تنظيم داعش&أبو بكر البغدادي استُهدف وقُتل على الأرجح في عملية عسكرية أميركية في سوريا، وذلك قبل ساعات من إعلان "مهمّ جدا" سيُدلي به الرئيس دونالد ترمب الأحد.

واشنطن:& أعلنت شبكتا التلفزيون الأميركيتان "سي ان ان" و"ايه بي سي" في وقت مبكر من الأحد أن زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي قتل على الرجح بعد غارة أميركية في منطقة إدلب في سوريا.

وذكرت شبكة "سي ان ان" أن الجيش الأميركي يجري تحاليل قبل أن يتمكن من تأكيد مقتل البغدادي رسميا. ونقلت إحدى وسائل الإعلام الأميركية عن مصادر حكومية عديدة قولها إن البغدادي قد يكون قتل نفسه بسترة انتحارية عندما هاجمت قوات أميركية خاصة موقعه.

وقالت الشبكة إن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أيه) ساهمت في تحديد موقعه، بدون أن تذكر توضيحات عن موقعه.

من جانبها، نقلت وكالة رويترز" للأنباء، عن مسؤول أميركي قوله، إن الولايات نفذت عملية ضد زعيم تنظيم داعش، لكنه أكد أنه ليس من الواضح حتى الآن إن كانت العملية قد نجحت بالفعل.

ونسبت مجلة "نيوزويك" الأميركية إلى مسؤول في الجيش الأميركي، جرى اطلاعه على نتائج العملية قوله، إن أبو بكر البغدادي قتل خلال العملية العسكرية التي استهدفته.

من جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد أن مروحيات أميركية أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف ليل السبت الأحد في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية على الأرجح. &وذكر المرصد أن العملية التي تمت في قرية باريشا في إدلب في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا تخللها "إنزال مروحيات أميركية لمقاتلين على الأرض اشتبكوا مع جهاديين".&

أفاد المرصد كذلك عن تنفيذ "سرب مؤلف من ثماني طائرات مروحية في منطقة باريشا في شمال مدينة إدلب (شمال غرب سوريا)، هجوما" بعد منتصف ليل السبت، في منطقة يتواجد فيها "عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية" و"تنظيم حراس الدين"، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل.&

وإذا تكلل هذا الهجوم بالنجاح فعلا، فسيكون أهم عملية عسكرية تستهدف قياديا جهاديا كبيرا منذ قتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في عملية قامت بها القوات الخاصة الأميركية في أبوت أباد بباكستان.

وتأتي هذه التطورات بينما يشهد شمال سوريا نشاطا عسكريا مكثفا. فقد سرعت القوات السورية والروسية انتشارها على الحدود السورية التركية بينما يرسل الأميركيون تعزيزات إلى منطقة نفطية شرقا تسيطر عليها القوات الكردية.

تصريح "مهم جدا"

وأعلن البيت الأبيض السبت أنّ الرئيس الأميركي دونالد ترمب سيدلي بإعلان "مهمّ جدا" صباح الأحد. وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رفضت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الإدلاء بأي تعليق.

وأشارت وسائل إعلام أميركية إلى أن وزارة الدفاع الأميركية أبلغت البيت الأبيض أن لديهم ثقة كبيرة في أن الهدف "عالي القيمة"، وان هناك تحقيقا يجري بشأن التأكد من الهدف.

وقال متحدث باسم الرئاسة الأميركية هوغان جيدلي في بيان مقتضب إن "رئيس الولايات المتحدة سيدلي بإعلان مهم جدا صباح غد (الأحد) عند الساعة التاسعة (13,00 ت غ) من البيت الأبيض".

وقبل ذلك، كان ترمب كتب في تغريدة على تويتر "حدث للتوّ شيء كبير جدا!"، من دون مزيد من الايضاح.

ويأتي ذلك في وقت افاد موقع نيوزويك بأن ترمب وافق في الأيام الماضية على عملية عسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية استهدفت البغدادي.

ظهور علني في 2014

لم تصدر أي إشارة عن البغدادي منذ تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش. وقد دعا فيه أنصاره الى "عدم التخلي عن جهاد عدوهم" على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون.

وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في سبتمبر 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقاً، على وقع هجوم لقوات سوريا الديموقراطية.

وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في يوليو 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين".

والبغدادي واسمه الأصلي عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وقد كان مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.

أبدى أيضا طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى &الدراسات الدينية في بغداد قبل ان يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وخلال الغزو الأميركي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا.

وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجومه الكاسح في العراق.