بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقتل زعيم تنظيم الدولة في العراق والشام اعتبر الائتلاف الوطني السوري المعارض مقتل أبي بكر البغدادي فصلًا مهمًا في مسار الصراع ضد الإرهاب في سوريا والمنطقة.

إيلاف: قال الائتلاف في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، لقد "تعرّض السوريون على مدار سنوات لجرائم هذا التنظيم في إطار عمليات إرهابية وجرائم قتل وتصفية واعتقال لا تعد ولا تحصى".

وأشار البيان إلى أن "نهاية البغدادي تمثل خطوة إضافية مهمة على طريق إنهاء وجود هذا التنظيم بشكل كامل، والبدء بلملمة الخراب والدمار الذي تسبب به، وإنهاء حالة الفوضى التي قام بنشرها على نطاق واسع، مع الأخذ في الاعتبار الارتباط العضوي لهذا التنظيم الإرهابي منذ بداياته وعلى اختلاف تسمياته، بنظام الأسد".

وشدد البيان على "أن جذور وبدايات هذا التنظيم الذي ظهر تحت شعارات غررت ببعض الشباب، ولكن نظام الأسد هو أبرز من رعى الإرهاب في المنطقة، وهو من خطط بشكل مباشر لدعم هذا التنظيم وأمثاله، وإتاحة الطريق له نحو التمدد والتمكن لفترة طويلة، واستخدمه لمحاربة الثورة والجيش السوري الحر، إضافة إلى استخدامه لإرهاب وتخويف العالم".

أكد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن الفرصة الحقيقية لإنهاء التنظيمات الإرهابية في سوريا وفي المنطقة، تأتي مع إنهاء نظام الأسد وتأسيس نظام حكم عادل ورشيد.

مطالب السوريين&

وشددت القيادة السياسية للائتلاف الوطني على التزامها بتحقيق مطالب الشعب السوري، وفرض سيادة القانون، وإنهاء أسباب الفوضى في سوريا.&

وعبّر البيان أيضًا عن رفض السوريين لوجود أي تنظيمات متطرفة، ويعلمون أنها مرتبطة بنظام الأسد، وأنه المسؤول عن استجلابها، كما استجلب إرهاب إيران، ما يعني أن استعادة الاستقرار في سوريا والمنطقة مرهون بإسقاط الاستبداد وإنهاء الاحتلال وطرد أي ميليشيات أو تنظيمات إرهابية من سوريا.

وقال قيادي في الجيش السوري الحر أن مقتل أبو بكر البغدادي هو إغلاق لصفحة الاٍرهاب الأسود في سوريا.

وأكد ل "إيلاف" العقيد الركن فاتح حسون عضو الائتلاف السوري المعارض وقائد حركة " تحرير وطن " أنه بمقتل البغدادي "يكون الستار قد أسدل على مشهدٍ أسودْ، من تاريخٍ أسودْ، لإرهابٍ أسودْ لا يعرفه تاريخ المنطقة الحديث،".

ورأى أن "هذا الاٍرهاب استثمرته واستثمرت فيه جهات متباينة كل منها حسب مصلحتها".

ثلاث جهات

واعتبر حسون أن "أول هذه الجهات هي نظام الأسد المجرم الذي سهل وصول وانتشار الخلايا الأولى لداعش من العراق بعد أن كانت استخباراته تدعمه في العراق، وثانيها إيران التي أمدته بالسلاح والمال والعتاد بشكل مباشر وغير مباشر ومكنته من السيطرة على أجزاء كبيرة من مناطق السنة في العراق ليتم اجتياحها لاحقًا وإلحاق الأذى المستقبلي بتركيبتها، وثالثها قوات سوريا الديمقراطية ( قسد ) التي أوجدت ونمت كذبًا على فكرة محاربة داعش وما كان لها أن تسيطر على مساحات شاسعة لولا تسليم هذا التنظيم الإرهابي إياها".

غير مأسوف عليه

ورأى حسون أنه " بسبب داعش وبغداديها خسرت قوى الجيش السوري الحر خيرة مقاتليها مع مساحات واسعة من سوريا، وأصبحت تحت سيطرة داعش التي سلمتها لجهات أخرى".

وقال " لقد قتلت الولايات المتحدة بعملية عسكرية أمنية مشتركة المجرم البغدادي غير مأسوف عليه، وأصبح من الماضي الأسود، مصطحبا معه صندوقه الأسودْ، الذي لم يكن له أن يتنقل به كاشفا شيئا من أسراره، بائحا بين فينة وأخرى بخفاياه، فقد ارتضى أن يكون زعيما لتنظيم إرهابي شاركت العديد من الجهات في تضخيمه وامتداده حتى بات أسطورة، ما لبث أن تلاشى كالفقاعة، مخلفا وراءه &ذكرى سوداء سماها يوما ما خلافة، ولم تكن في الحقيقة سوى خرافة" .

واعتبر حسون أخيرا أن التنظيم " لم ينته بشكل كامل بمقتل البغدادي، ولن يكون لمقتله أثر سلبي كبير على خلايا التنظيم، التي باتت تعمل بدون مركزية قرار، فقد باتت هذه الخلايا تعمل تحت &إملاءات فكرية إرهابية" متوقعا أن يأتي" مدعيّ جديد بعده تنصبه من "جهات ما" خليفة جديد يقود قطيع من ذوي العقول المتحجرة، والجيل الجديد المنتمي لمقاتلي داعش الذين يكبرون ونصب أعينهم الانتقام والثأر، وسيبقى هذا التنظيم داء نحتاج سنوات طويلة للتخلص منه ومن آثاره السلبية".