حذر زعيم تحاف سائرون مقتدى الصدر من أن عدم استقالة عبد المهدي ستحوّل العراق إلى سوريا واليمن، في إشارة إلى الفوضى والقتل اللذين تشهدهما منذ سنوات. وكشف عن وصول رأي إليه بأن الاستقالة ستعمّق أزمة العراق الحالية من دون الكشف عن مصدر هذا الرأي، وفي ما إذا كان من جهة داخلية أو خارجية.

إيلاف: حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في تغريدة على حسابه في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الأربعاء وتابعتها "إيلاف" حذر من أن عدم استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ستحوّل العراق الى سوريا او اليمن، اللتين تعيشان حربًا وتدميرًا منذ سنوات. واكد انه لن يتحالف مع اي فصيل سياسي اخر مستقبلا، في اشارة الى تحالف الفتح بزعامة الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري، الذي يوصف بأنه رجل ايران في العراق.

&قال "جاءنا ما قلنا بالأمس: إن استقالة عبد المهدي ستعمق الأزمة" من دون الاشارة الى الجهة التي اوصلت اليه هذا الرأي، وفي ما اذا كانت محلية او خارجية.

وجاء في نص تغريدة الصدر اليوم:&
"إنتباه&
انه مجرد تنبيه، وليس تخويفاً، فأنتم ايها الشعب أعلى من الخوف لمن لم يلتفت، أحاول تنبيهه أو تحذيره سوريا ثم اليمن والآن؟! العراق بالأمس بشار، ثم عبد ربه، والآن عادل عبد المهدي.

أيها الشعب الثائر جاءنا رد ما قلناه بالأمس: ان إستقالة عادل عبد المهدي ستعمق الأزمة، فأقول
اولا: عدم استقالته لن يحقن الدماء&
ثانيا: عدم استقالته سيجعل من العراق سوريا واليمن.
ثالثا: لن أشترك في تحالفات معكم بعد اليوم&
ولله الأمر من قبل ومن بعد، وإليه ترجع الأمور، ولن نركع إلا لله".&

المواطن مقتدى الصدر
وكان الصدر قد وصل الى مدينة النجف بطائرة خاصة امس قادمًا من مدينة قم الايرانية التي قضى فيها شهرًا، ثم التحق بالمتظاهرين فور وصوله الى المدينة العراقية.

أزمة ايران في العراق
وتتوقع مصادر عراقية عليمة ان تكون ايران وراء عدم اعطاء الضوء الاخضر لحلفائها في العراق الذين يهيمنون على العملية السياسية لحد الان بالعمل على اسقاط عبد المهدي.&

عراقيات يشاركن في الاحتجاجات الشعبية

اشاروا الى ان ايران تواجه مأزقا في العراق اثر المواقف العدائية لها من قبل المحتجين العراقيين ومحاصرتهم قنصليتها في كربلاء وهتافهم في مختلف مدن البلاد "ايران برا.. ايران برا برا"، ما اضطرها امس الى دعوة مواطنيها الى عدم السفر الى العراق.

ونوهت المصادر بما "أوصى" به المرشد الاعلى الايراني علي خامني لمن اسماهم بالحريصين في العراق ولبنان بمعالجة "أعمال الشغب وانعدام الأمن" في بلدانهم"، متهمًا اميركا بالوقوف وراء ذلك.

قال خامنئي في منشور له على "تويتر" الاربعاء "أوصي الحريصين على العراق و لبنان أن يعالجوا أعمال الشّغب وانعدام الأمن الذي تسبّبه في بلادهم أميركا والكيان الصهيوني وبعض الدول الغربيّة بأموال بعض الدول الرجعيّة".&

واليوم أغلقت السلطات الايرانية منفذ مهران الحدودي مع العراق على خلفية الاضطرابات المستمرة في محافظاته. وجاء هذا القرار بعد قطع متظاهرين عراقيين في قضاء بدرة (70 كم شرق الكوت مركز المحافظة) في وقت سابق، طريقا مؤدٍّ إلى معبر مهران الحدودي مع إيران في محافظة واسط في جنوب شرق البلاد، ما أدى الى توقف حركة المرور إلى المعبر ذهابا وإيابا رغم انه يعد أحد المعابر الرئيسة بين إيران والعراق.

بحث استقالة عبد المهدي
جاء تحذير الصدر هذا اليوم بعد ساعات من انعقاد اجتماع في منزل الرئيس العراقي برهم صالح بمشاركة رئيس الحكومة عادل عبد المهدي وقادة الكتل السياسية لترتيب اجراءات تُخرج العراق من اخطر ازمة يمر بها منذ سقوط النظام السابق عام 2003.

وابلغ مصدر عراقي قريب من دائرة صنع القرار "إيلاف" ان المجتمعين قد طلبوا من عبد المهدي تقديم استقالته من منصبه كاحد الحلول لتهدئة الشارع الغاضب والمتظاهرين.

اضاف المصدر ان عبد المهدي قد قبل تقديم استقالته شرط اعلان حكومة بديلة حالًا، حيث الاتجاه الى تشكيل حكومة انقاذ مصغرة تضم وزراء من التكنوقراط المستقلين الكفوئين تدعو الى انتخابات مبكرة في وقت قصير. وأوضح ان التحالف الكردستاني لم يعترض على اقالة عبد المهدي، مؤكدا انه سيدعم اي مرشح بديل شريطة التزامه بالدستور.

وكان الصدر قال في رسالة الى عبد المهدي مساء امس ردا على رسالة وجّهها إليه "كنت أظن ان مطالبتنا لك بالانتخابات المبكرة فيها حفظ لكرامتك.. اما اذا رفضت فانني ادعو الأخ هادي العامري الى التعاون من اجل سحب الثقة عنك فوراً والعمل معا لتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها والاتفاق على إصلاحات جذرية من ضمنها تغيير بنود الدستور لطرحها على التصويت". واضاف قائلا "في حال عدم التصويت البرلمان فعلى الشعب ان يقول قولته.. إرحل".

متظاهرون يحاصرون القنصلية الإيرانية في كربلاء

واعتبر عبد المهدي في رسالته للصدر أن استقالته قد تكون أحد مخارج الأزمة الحالية في العراق، لكنه حذر من اجراء انتخابات مبكرة حاليا، قائلا انها ستقود البلاد الى المجهول.

يشار الى ان احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات جنوبية الجمعة الماضي سرعان ما توسعت بانضمام ملايين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة، لكنها سرعان ما تحوّلت الى دعوات إلى اسقاط النظام، والعملية السياسية القائمة على المحاصصة السياسية والطائفية واجهتها السلطات بالعنف المفرط، ما ادى الى سقوط اكثر من 80 متظاهرا خلال الايام الخمسة الاولى، لتجدد الاحتجاجات واصابة 4 الاف آخرين.

&


&