أسامة مهدي: علمت "إيلاف" اليوم ان عبد المهدي طرح على الرئاسات وقادة القوى السياسية شرطان لتقديم استقالته .. فيما اعتبر علاوي الحجج بعدم وجود بديل للحكومة الحالية محاولة لتسويف مطالب المحتجين بينما حذر الصدر من حرب أهلية.

وأبلغ مصدر مقرب من صناع القرار العراقيين "إيلاف" أن الاجتماع الذي عقد في منزل الرئيس العراقي برهم صالح بحضور رئيسي الحكومة عادل عبد المهدي والبرلمان محمد الحلبوسي وقادة القوى السياسية مساء امس قد فشل في التوصل إلى حل لقضية استقالة الحكومة.

وقال إن عبد المهدي قد قبل تقديم استقالته شرط تنفيذ امرين اولهما حضوره إلى الرلمان واعلان استقالته من تحت قبته في كلمة يوجهها إلى الشعب على ان يتم نقلها مباشرة عبر القنوات الفضائية وشاشات عملاقة تنصب في ساحات التظاهرات والاعتصامات في المدن المنتفضة. واوضح انه اضافة إلى ذلك فقد طلب عبد المهدي تقديم ضمانات بحماية عائلته وعدم ملاحقته قضائيا بتهمة قتل المتظاهرين بأعتبار المسؤول الاول عن ادارة البلاد دستوريا.

وبين المصدر إلى أنّ المشاركين في الاجتماع رفضوا شرطي عبد المهدي خوفا من استغلاله لمنصة البرلمان في الترويج لنفسه وفضح ادوارهم فيما الت اليه اوضاع البلاد من تدهور في جميع مناحي حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

وقال ان المجتمعين لم يستطيعوا ايضا تقديم الضمانات التي طلبها عبد المهدي لانها ليست من صلاحياتهم ولان الفصل فيها بيد القضاء اضافة إلى أنّهم يشعرون بانهم انفسهم ايضا بحاجة إلى ضمانات.

وأكد المصدر ان القوى السياسية بدأت تشعر اكثر من اي وقت مضى بان الخطر قد بدأ يدق ابوابها وان الاطاحة بنظام الاحزاب السياسية الطائفية الفاسدة قد بات قريبا .. منوها إلى مخاوف من تدخل ايراني لابقاء الاوضاع على ماهي عليها مستدركا ان ذلك سيزيد الاوضاع سوءا خاصة مع بدء ملايين العراقيين مساء اليوم بالتوجه إلى ساحات التظاهر في اليوم الثالث من كسرهم لحظر التجوال المفروض على العاصمة بين الساعتين 12 من منتصف الليل والسادسة من صباح اليوم التالي.

الصدر يحذر من حرب أهلية

وتحت عنوان "تنبيه" فقد حذر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من محاولات "ألبعض" الايقاع بطرفين.

وقالت صفحة محمد صالح العراقي الناطقة باسم الصدر إن هذين الطرفين هما الصدر نفسه "خصوصا بعد ان قام بخطوات وقرارت تصعيدية ضد الحكومة واذنابها".. والثاني المتظاهرون او من يسميهم بالثوار.. وخصوصا بعد توسعهم وتعاطف جميع طبقات الشعب معهم.

وأضاف "نعم يحاولون الايقاع بكلا الطرفين من خلال دس بعض افرادهم ولا سيما بعد صدور الاوامر لهم بالتغلغل بين المتظاهرين والقيام بالهتاف ضد احد جهتين: الاولى: المرجعية "الشيعية" والثانية الصدر وذلك لايقاع الفتنة بين المتظاهرين ووقوع الصِدام بينهم.. لعلمهم بوجود عشاق له لن يسكتوا عن تلك الهتافات ضده وضد المرجعيات وبالتالي يوجدون ذريعة لتفريق التظاهرات وتشويه سمعتها... بل لعل الامر اخطر من ذلك: وهو وقوع فتنة وحرب اهلية يستفيد منها الفاسدون لانهاء كلا الطرفين الاصلاحيين ان جاز التعبير.. وبالحقيقة هم طرف واحد في خندق واحد".. وقال في الختام "لذا وجب التنبيه.. #وحدوا_صفوفكم والا فالنصر للفاسدين لا سمح الله.. #النصر_قريب".

وفي وقت سابق اليوم حذر الصدر من ان عدم استقالة عبد المهدي ستحول العراق إلى سوريا واليمن في أشارة إلى الفوضى والقتل اللذين تشهدهما منذ سنوات وكشف عن وصول رأي اليه بأن الاستقالة ستعمق ازمة العراق الحالية من دون الكشف عن مصدر هذا الرأي وفيما اذا كان من جهة داخلية او خارجية.

التوك التوك وسيلة متظاهري العراق لنقل جرحاهم

وأشار الصدر في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" الاربعاء وتابعتها "إيلاف" إلى أنّ عدم استقالة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي ستحول العراق إلى سوريا او اليمن اللتين تعيشان حربا وتدميرا منذ سنوات . واكد انه لن يتحالف مع اي فصيل سياسي اخر مستقبلا في أشارة إلى تحالف الفتح بزعامة الامين العام لمنظمة بدر هادي العامري الذي يوصف بأنه رجل ايران في العراق.

وقال "جاءنا ما قلنا بالأمس: إن استقالة عبد المهدي ستعمق الأزمة" من دون الأشارة إلى الجهة التي اوصلت له هذا الرأي وفيما اذا كانت محلية او خارجية.

علاوي يحذر من محاولات لتسويف مطالب المتظاهرين

ومن جهته اعتبر زعيم ائتلاف الوطنية اياد علاوي التخوف من عدم وجود بديل للحكومة الحالية حجة واهية لتسويف المطالب الجماهيرية.

وقال علاوي في تغريدة على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"الاربعاء وتابعتها "إيلاف" أن "المطالبة باستقالة الحكومة وحل مجلس النواب تأتي ضمن خطة متكاملة وبمدة زمنية محددة".
وأشار إلى أنها "تتطلب ايضاً تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة ونزيهة وتحديد موعد لانتخابات برلمانية عامة وفق قانون عادل".

طلبة البصرة يتظاهرون ضد السلطات في بلدهم

يذكر أن احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات جنوبية الجمعة الماضي سرعان ماتوسعت بأنضمام ملاين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة لكنها سرعان ماتحولت إلى دعوات لاسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة السياسية والطائفية واجهتها السلطات بالعنف المفرط ما ادى إلى سقوط اكثر من 80 متظاهرا خلال الايام الخمسة الاولى لتجدد الاحتجاجات وإصابة 4 آلاف آخرين.