أسئلة كثيرة توجّهت بها "إيلاف" إلى النائب اللبناني السابق خالد زهرمان عن استقالة الحريري ووضع لبنان المستقبلي بعد تلك الإستقالة، حيث أكد زهرمان على ضرورة تفهم مطالب اللبنانيين والتعاطي معها بجدية.

إيلاف من بيروت: يطرح المواطن اللبناني الكثير من التساؤلات بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري. تساؤلات تبقى الإجابة عنها صعبة، في ظل وضع صعب يبقى فيه المواطن اللبناني يبحث من جهة على تحقيق مطالبه. أما السياسي فيبقى متعنتًا في مواقفه الحزبية الضيقة.

من بين هذه الأسئلة التي تبقى عالقة في ذهن المواطن: بعد استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري أي مستقبل ينتظر لبنان؟، وهل أتت استقالة الحريري لتزيد من شعبيته، خصوصًا مع الوفود الكثيرة التي تضامنت معه بعد الإستقالة؟، ومن المرشح لاستلام رئاسة الحكومة بعد سعد الحريري؟، وفي ظل الوضع الحالي هل الإستمرار في تصريف أعمال الحكومة يضر بالبلد؟.
ماذا عن انهيار الوضع الإقتصادي للبنان، كما أشاع البعض مع استمرار التظاهرات وقطع الطرق؟، ومع استقالة الحريري هل ذهبت التسوية الرئاسية في لبنان إلى غير رجعة؟.

وهل فعلًا قلب الحريري الطاولة على جميع الفرقاء من خلال استقالته من أجل إحداث صدمة فعلية في لبنان؟. وأي مستقبل للبنان في ظل الحراك الشعبي من جهة وإبتعاد السياسيين عن تحقيق مطالب هذا الحراك؟.

تساؤلات
عن كل هذه التساؤلات يجيب النائب السابق خالد زهرمان في حديثه لـ"إيلاف" بالقول إن المرحلة المقبلة فيها الكثير من المخاطر والمحاذير، وهذا ما حذرنا منه، غير أن الحراك الشعبي لا يزال مستمرًا ودخل أسبوعه الثاني مع وجود فرقاء سياسيين لم يتعاطوا بجدية مع هذا الحراك، ويراهنون على أن الحراك سينكفئ مع الوقت، وهناك تعنت وإصرار بعدم وجود مشكلة في لبنان، وهؤلاء الناس بالنسبة إلى الفرقاء ينزلون إلى الشارع للتنزه وإقامة الحفلات، وفي ظل هذا الإصرار والتعنت وعدم القيام بالإجراءات سيستمر الحراك الشعبي.

نعرف أن الخطوات التي قام بها الفرقاء السياسيون تبقى شكلية، ولم تقنع الشارع اللبناني. وقد توصل الحريري مع الفرقاء السياسيين إلى حائط مسدود، فقدم استقالته من أجل إحداث صدمة، نتمنى أن تكون إيجابية.

شعبية الحريري
يلفت زهرمان إلى أن شعبية الحريري زادت بعد استقالته، مع وجود طبقة كبيرة من الناس، إضافة الى جمهور المستقبل الذين وصلوا إلى الشعور بالإستياء مما وصل إليه الوضع في البلد، من الأداء السياسي لكل الطبقة السياسية، وأي زعيم سياسي يحاكي مطالب الناس ستزيد شعبيته، والفريق السياسي الذي يعاند ويكابر سيخسر من شعبيته.

رئيس الحكومة المقبل
عن المرشح باستلام رئاسة الحكومة بعد الحريري، يشير زهرمان إلى أن المرشح الطبيعي يبقى الحريري. أما إذا رشح الفريق الآخر شخصية أخرى، فنحن مقبلون على مشكلة كبيرة في لبنان، وعلينا أن نتحمل مسؤولية ذلك، وعلينا أن ندرك أهمية التوازن في لبنان، من هنا ضرورة ترشيح الحريري مجددًا.

تصريف أعمال
ويؤكد زهرمان أن الإستمرار في تصريف الأعمال من قبل الحكومة لفترة طويلة يضر بالبلد، حيث لا نحتمل ترف التلاشي، مع كل المؤشرات الإقتصادية الصعبة.

ويضيف: "الإستمرار في تصريف الأعمال من قبل الحكومة اللبنانية سيكون قاسيًا على لبنان، بمعنى على كل الفرقاء أن يتنازلوا ويتعاطوا مع الموضوع بحزم وإصرار لمصلحة لبنان، وبأسرع وقت ممكن".

عن الوضع الإقتصادي في حال استمر قطع الطرق في لبنان، يلفت زهرمان إلى أن البلد معرّض للإنهيار في حال لم نجد الحلول السريعة، لأن كل المؤشرات الإقتصادية تتراجع، والجميع يتحدث عن هذا الأمر، والمؤشرات الإقتصادية في لبنان تدعو إلى القلق.

التسوية الرئاسية
عن التسوية الرئاسية يعتبر زهرمان أنه بعد الإستقالة أصبحت في مهب الريح، واليوم هناك سياق لترميمها، وخلال 3 سنوات السابقة كانت مترنحة، ويجب إعادة ترميمها، بعدما تعرّضت إلى الكثير من الهزات.

عن قلب الحريري الطاولة على الجميع بعد استقالته، يعتبر زهرمان أن الحريري بالفعل قلب الطاولة، ووضع الجميع أمام مسؤوليتهم، ورغم مكابرة بعض السياسيين يجب الإعتراف أن هذه الإستقالة يجب أن تشكل فرصة للخروج من المأزق الذي توصلنا إليه.

بداية مفصلية
يؤكد زهرمان أن الحراك الشعبي بداية مفصلية في الحياة السياسية اللبنانية، وبعيدًا عن التكابر وعن التسخيف وجلد هذا الحراك فلو قمع الحراك سيظهر بعد شهر أو شهرين، حيث بدأ في العام 2015، وتم زرع الشقاق فتبيّن أن الحراك أصبح أكبر وأهم، ولا يمكن غش الناس واستعمال الأساليب القمعية، ولو تم اعتماد ذلك سنصل إلى أمور أكثر خطورة في المستقبل، والأداء الصحيح يكون في تفهم مطالب الناس والتعاطي معها بجدية، والخروج من منطق المكابرة، والبحث عن حلول مستدامة لإنقاذ لبنان، وليس اللجوء إلى حلولة موقتة.&
&