ندد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس بـ"أكبر حملة مطاردة سياسية في تاريخ" الولايات المتحدة في تغريدة أعقبت إطلاق مجلس النواب رسميا آلية عزله في عملية تصويت أعطت الضوء الأخضر لمرحلة جديدة وعلنية في جلسات الاستماع إلى الشهود.

واشنطن: اشتدّ خطر آلية العزل التي تهدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الخميس مع قيام مجلس النواب بالتصويت على إجراء حاسم سيفتح مرحلة جديدة في التحقيق بشأن الفضيحة الأوكرانية، إذ يجيز استجواب الشهود في جلسات علنية.

وفور التصويت ندد ترمب على تويتر بـ"أكبر حملة مطاردة سياسية في التاريخ الأميركي". وأعلنت الرئيسة الديموقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي خلال الجلسة "إن ديموقراطيتنا على المحك".

كما علقت الملحقة الصحافية في البيت الأبيض ستيفاني غريشام في بيان معتبرة آلية العزل "غير مشروعة" وأكدت أن "الديموقراطيين يختارون كل يوم إهدار الوقت على (آلية) عزل زائفة، في محاولة ذات طابع سياسي فاضح للقضاء على الرئيس".

بعد أكثر من عشرين عاما على آخر عملية تصويت افتتحت بها آلية عزل ضد الرئيس بيل كلينتون، أعتمد مجلس النواب ذو الغالبية الديموقراطية قرارا يرسي إطارا رسميا لعمليات التحقيق، بتأييد 232 نائبا مقابل معارضة 196.

ويعكس هذا التصويت التزام النواب عموما بتعليمات حزبيهما. وقالت بيلوسي "اليوم يتقدم مجلس النواب أكثر بإقراره الآليات لجلسات استماع علنية" حتى يتمكن الأميركيون من "تكوين رأيهم الخاص حول الوقائع".

ورد البيت الأبيض معلنا أن "هذا غير عادل وغير دستوري ومعاد لأميركا في جوهره"، فيما ندد النواب الجمهوريون بـ"مهزلة" تهدف إلى إسقاط نتائج انتخابات 2016.

وقررت بيلوسي في 24 سبتمبر أن تسلك بحزبها طريق "آلية العزل" المحفوفة بالمخاطر، بعد كشف معلومات عن اتصال هاتفي أجراه ترمب مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الصيف.

وطلب الرئيس الأميركي خلال المكالمة من نظيره التحقيق بشأن &خصمه الديموقراطي جو بايدن وأعمال ابنه هانتر بايدن في أوكرانيا.

ويتهم الديموقراطيون ترمب باستغلال سلطته لغايات شخصية، في ظل استطلاعات للرأي تشير إلى أن بايدن هو الأوفر حظا لمنافسته في الانتخابات الرئاسية في 2020.

ويؤكد ترمب أنه مستهدف بـ"انقلاب" مرددا أن المكالمة "لا مأخذ عليها".

جلسات استجواب مغلقة

واستمع الديموقراطيون حتى الآن إلى حوالى 12 دبلوماسيا ومستشارا للبيت الأبيض في جلسات مغلقة. وتفيد المعلومات التي تسربت عن هذه الجلسات أن سفراء ومسؤولين كبارا أدلوا بإفادات مقلقة بعضها يدين البيت الأبيض.

وكشفوا الجهود التي بذلها لأشهر مقربون من الرئيس بمن فيهم محاميه الشخصي رودي جولياني، على هامش القنوات الدبلوماسية الرسمية، لدفع كييف إلى تقديم معلومات محرجة بشأن بايدن.

وتم الاستماع الخميس إلى مستشار للبيت الأبيض متخصص في الشؤون الروسية هو تيم موريسون، بعدما أفاد أشخاص آخرون جرى استجوابهم أنه كان شاهدا على الضغوط التي مارسها ترمب على كييف من خلال التلويح بمساعدة عسكرية أميركية مهمة لأوكرانيا تم تجميدها.

واستقال موريسون عشية الجلسة، وفق مسؤول كبير في البيت الأبيض. وكان يعمل مع مستشار الأمن القومي السابق جون بولتون الذي دعي للإدلاء بشهادته في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، ولكنّه قد يرفض الحضور.

وانتقد ترمب والمحيطون به بشدة سرية الجلسات التي تنتهك برأيهم حقوق ترمب في الدفاع عن نفسه، آخذين عليها أيضا أنها تجري بدون أن يصوت مجلس النواب على فتح آلية العزل.

ويهدف القرار الذي تم التصويت عليه الخميس إلى إسقاط حجج الدفاع هذه.

وإلى جانب تنظيم جلسات استماع علنية، يسمح هذا القرار للجمهوريين باستدعاء شهودهم في مرحلة التحقيق التي تشرف عليها لجنة الاستخبارات.

ويقضي النص بعد ذلك بنقل الأدلة الى اللجنة القضائية التي تكلف صياغة مواد محضر اتهام الرئيس. وفي هذه المرحلة "سيسمح بمشاركة الرئيس ومحاميه".

يمكن لهيئة الدفاع عن ترمب عندئذ طلب شهادات جديدة أو وثائق، وعقد جلسات استجواب مضادة وتقديم اعتراضات. لكن اذا رفض الرئيس التعاون مع ما يطلبه الكونغرس، فيمكن أن ترفض طلباته.

احتيال

وهذا ما يجعل البيت الأبيض يندد بـما اعتبره "احتيالا". وردت بيلوسي على ذلك الخميس مؤكدة أن "القواعد عادلة".

ولا يعطي الدستور الأميركي سوى الخطوط العريضة لعزل الرئيس، مكتفيا بتكليف مجلس النواب توجيه الاتهام إليه، ومنح مجلس الشيوخ صلاحية محاكمته.

&ونظرا لسيطرة الأغلبية الجمهورية على مجلس الشيوخ الذي تعود له كلمة الفصل، تبدو إقالة الرئيس غير مرجحة في المرحلة الحالية.

على جبهة أخرى، ينظر قاض فدرالي في واشنطن بعد ظهر الخميس في طلب شاهد استدعاه مجلس النواب للإدلاء بإفادته، ويقول أنه يعاني من ضغوط الكونغرس والبيت الأبيض.

وبالفعل، أمر البيت الأبيض أعضاء الإدارة بعدم التعاون مع التحقيق. وسيكون لقرار القضاء تأثير كبير على مسار التحقيق.