أسامة مهدي: فيما احتشد الالاف في مدينة كربلاء الليلة الماضية ضد النظام فقد روت منظمة العفو الدولية اليوم مشاهد مروعة لقتل المتظاهرين فيها الثلاثاء والذين وصل عددهم الى 14 قتيلا و100 جريح.. فيما رفض السيستاني الجمعة استغلال السياسيين لاسمه وصوره مؤكدا دعمه لمطالب الاصلاح.

وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن العراقية لجأت مرة أخرى إلى القوة المميتة غير المشروعة والمفرطة لتفريق حشود من المحتجين السلميين إلى حد كبير في مدينة كربلاء الجنوبية ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن 14 محتجاً، وإصابة أكثر من 100 آخرين.

واوضحت ان الادلة التي تم جمعها من شهود العيان ومقاطع الفيديو الموثقة التي حُدّدت مواقعها الجغرافية تشير إلى أن قوات الأمن العراقية وشرطة مكافحة الشغب أطلقت النار باستخدام الذخيرة الحية، وكذلك الغاز المسيل للدموع، ولاحقت محتجين سلميين معتصمين عند دوار التربية كما قال الشهود إن قوات الأمن حاولت دهسهم بالسيارات.&

القوات الامنية قتلت المتظاهرين عمدًا

وقالت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية "في المشاهد المروعة من كربلاء أطلقت القوات العراقية النار الحي على المحتجين السلميين، ولجأت إلى القوة المفرطة والمميتة في كثير من الأحيان لتفريقهم بطريقة متهورة، وغير مشروعة على الإطلاق. إن هذه المشاهد تثير صدمة كبيرة لأنها تأتي على الرغم من تأكيدات السلطات العراقية بأنه لن يكون هناك تكرار للعنف الشديد الذي مورس ضد المتظاهرين خلال الاحتجاجات في وقت سابق من هذا الشهر".

وأشارت الى انه "وفقًا للقانون الدولي، ينبغي على قوات الأمن الامتناع عن استخدام الأسلحة النارية ما لم يكن هناك تهديد وشيك بالموت، أو الإصابة الخطيرة، ولا يوجد بديل مناسب متاح. ويشير شهود العيان بوضوح إلى أن الأمر لم يكن كذلك. ويجب على السلطات العراقية كبح جماح قوات الأمن فوراً للحيلولة دون وقوع المزيد من إراقة الدماء".

متظاهر عراقي يرفع شعارا ضد الايرانيين

وأوضحت العفو الدولية انه في 24 من الشهر الماضي اندلعت موجة ثانية من الاحتجاجات في بغداد، وغيرها من المحافظات في جميع أنحاء العراق، بما في ذلك الديوانية، وذي قار، والبصرة، وكربلاء، والنجف، وميسان، وبابل.&

عنف شديد

وقال أحد شهود العيان، الذين حضروا الاحتجاجات في كربلاء لمنظمة العفو الدولية، إن قوات الأمن حاولت ملاحقة المحتجين مستخدمة الغاز المسيل للدموع والهراوات في الأيام السابقة، لكن العنف المستخدم الثلاثاء كان أشد حدة إلى حد كبير.

وأضاف "أطلقت قوات الأمن النار على المحتجين التي كانت تلاحقهم. كانت هناك سيارة دفع رباعي سوداء بدأت في السير باتجاه الدوار، وحاولت دهس المحتجين. كان رعباً تاماً. كانت هناك نساء وأطفال. وكان الأطفال يصرخون. فرقت قوات الأمن الجميع، وبدأت في ملاحقتهم في الشوارع الجانبية".

ومن جهته قال أحد الأطباء في مستشفى الحسين في كربلاء، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلة معه، إن المحتجين وصلوا إلى غرفة الطوارئ ليلا مصابين بشظايا، وطلقات نارية، بما في ذلك في الساق، والبطن، والعين، والرأس.

وأضاف الطبيب أنهم استقبلوا أيضاً عدة محتجين أصيبوا بسبب الضرب في الأيام الأخيرة، وأن قوات الأمن، في زي مدني، قد حضرت إلى المستشفى في 27 من الشهر واعتقلت حوالي 50 شخصاً يشتبه في مشاركتهم في الاحتجاجات.

وأكد "لقد اعتقلوا الكثير من الناس من المستشفى ... حتى أنهم أخذوا الأطفال أيضاً. وكان أحد المحتجين الذين اعتقلوه يبلغ من العمر 14 عاماً."

أصحاب الملابس السوداء استخدموا السيارات لدهس المحتجين

وقال شاهد العيان إنه في حوالي الساعة 11 مساء، بدأت شرطة مكافحة الشغب تتجه صوب المحتجين السلميين، في محاولة لدهسهم. وبين إن أسلوب استخدام السيارات لدهس المحتجين قد استخدم أيضاً في الاحتجاجات في نهاية الأسبوع.

وقال متظاهر آخر إنه كان يحضر الاحتجاج السلمي إلى حد كبير عندما سمع طلقات نارية قادمة من المنطقة القريبة من المباني الحكومية. ووصف كيف كانت قوات الأمن، التي ترتدي ملابس سوداء، تلاحق المحتجين.

وأكد قائلا "كانت هناك حوالي سبع إلى عشر سيارات تسير بسرعة نحونا، وكان الرجال في الداخل يطلقون النار في الهواء لتخويف الناس. بدأنا جميعًا في التراجع ... أصيب المحتجون وأفراد الجيش على حد سواء. بدأت هذه القوات الأخرى في إلقاء القبض على الناس وضربهم، حتى الصبية الصغار. ضربوهم بصورة وحشية جداً. أمسكوا بي، وبدأوا في ضربي على رأسي ... الرصاص الحي لم يتوقف. كان رعباً تاماً. كان هناك أطفال لا تتجاوز أعمارهم 12 عاماً بين المحتجين".

ظروف اعتقال مروعة

ووصف أحد المحتجين الذي قُبض عليه في كربلاء، ظروف الاحتجاز المروعة في مركز مكافحة الإجرام داخل مجمع من المباني الحكومية.

وقال "كانت هناك دماء على جميع أنحاء الجدران. وكان هناك صبية تقل أعمارهم عن 18 عاماً. وقال: "لقد سمعنا صرخات من الغرفة الأخرى"، مضيفًا أنه شاهد طفلاً واحدًا على الأقل ينزف بشدة من الفم بعد ركله في الوجه، بينما حرم شاب آخر مصاب بجروح مماثلة من تلقي الرعاية الطبية.

محاسبة قتلة المتظاهرين

واختتمت لين معلوف مديرة البحوث للشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية قائلة "يجب على القوات العراقية أن تأمر بإجراء تحقيق مستقل ونزيه في الأحداث التي وقعت في كربلاء، وأن تضمن محاسبة جميع المسؤولين عن أفعالهم".

كما دعت منظمة العفو الدولية السلطات العراقية إلى وضع حد لعمليات الاعتقال التعسفية ورفع حظر التجول المفروض في العديد من المناطق في البلاد، بما في ذلك كربلاء.

وكانت مدينة كربلاء شهدت مطلع الاسبوع محاصرة المحتجين لمبنى القنصلية الايرانية في المدينة ورفع العلم العراقي عليها هاتفين " هذا وعد هذا عهد .. ايران ما تحكم بعد" حيث اكتست المحاصرة بعدا خاصا نظرا لان مددينة كربلاء هي مركز ديني للشيعة المسلمين وتوجد فيها مراكز وادارات ايرانية عدة ويقصدها في كل عام اكثر من 6 ملايين ايراني لزيارة مرقد الامام الحسين بن علي بن ابي طالب واخيه العباس في المدينة التي تشهد مع محافظات شيعية جنوبية اخرى تظاهرات احتجاج منذ يوم الجمعة ضد الفساد والبطالة وسوء الخدمات العامة.

السيستاني يرفض استغلال السياسيين لاسمه وصوره&

واليوم رفض المرجع الشيعي الاعلى في العراق استغلال السياسيين لاسمه وصوره مؤكدا دعمه للمتظاهريين السلميين في مطاليبهم المشروعة.

وقال مصدر مسؤول في مكتب المرجع الديني الأعلى آية الله السيد علي السيستاني في النجف الجنوبية حول التظاهرات الشعبية في البلاد ان "المرجعية الدينية إذ توكّد ان المشاركة في التظاهرات السلمية حقٌّ لجميع العراقيين فإنّها تُشدّد على ضرورة عدم استغلال اسمها أو رفع صورها من قبل أيّ مجاميع مشاركة في المظاهرات من انصار القوى السياسية أو غيرهم".

وأكد على دعم المرجعية وتأييدها للمطالب الإصلاحية للمتظاهرين السلميين وعدم تفريقها بين أبنائها المطالبين بالإصلاح على إختلاف توجهاتهم".

&وجاء هذا الموقف عقب خروج مواكب سيارات في بغداد وبعض المدن لمن وصفوا انفسهم بانصار المرجعية دفاعا عما قالوا انها رمزية المرجعية ودعم الإصلاح ومحاربة الفساد .

وكان المرجع السيستاني حذر الجمعة الماضي من التدخل الاجنبي في سير تظاهرات الاحتجاج ودعا المتظاهرين والقوات الامنية الى تجنب التصادم والعمل على الحفاظ على سلمية الاحتجاجات وعدم تعديها على الممتلكات وانتقد التقرير الحكومي الخاص بالتظاهرات السابقة مؤكدا انه لم يكشف عن جميع الحقائق التي رافقتها.