بيروت: أعادت البنوك في لبنان، الجمعة، فتح أبوابها لتوفير ما وصفته بـ"الحاجات الملحة" مع دخول الحراك الشعبي غير المسبوق في البلاد أسبوعه الثالث مع إصرار المتظاهرين على حكومة من المستقلين وأصحاب الخبرات خارج الأحزاب التقليدية.

ودعت جمعية المصارف، الخميس، العملاء أن يضعوا في اعتبارهم "مصلحة البلد"، في ظل مخاوف كبيرة من إقبال المودعين الكبار والصغار على سحب ودائعهم.

وقال بيان صادر عن الجمعية، إنها تأمل أن "يتفهم العملاء الوضع القائم، وأن يتجاوبوا إيجابا لخدمة مصالحهم ومصالح البلد في هذه المرحلة الاستثنائية".

وذكرت أن البنوك ستستأنف النشاط "لتوفير الحاجات الملحة والأساسية والمعيشية، ومن بينها دفع الرواتب والأجور".

يأتي هذا في ظل مخاوف كبيرة من سحب هائل للودائع قد يؤثر بشكل كبير على الحالة الاقتصادية في البلاد، ما دفع النائب العام التمييزي غسان عويدات قبل أيام إلى إصدار أمر بمنع عمليات إخراج الدولارات النقدية بكميات كبيرة في حقائب الصيارفة والتجار عبر مطار بيروت الدولي والمعابر الحدودية في محاولة منه لضبط الوضع، قائلا في بيان إنه "تم فرض الحظر إلى أن يحدد مصرف لبنان المركزي آلية جديدة تنظم حركة الأموال".

حكومة "كفاءة وخبرة"

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون أمس الخميس إلى تشكيل حكومة جديدة من وزراء ذات "كفاءة وخبرة".

وقال عون في كلمة متلفزة في الذكرى الثالثة لتوليه منصب الرئاسة "يجب أن يتم اختيار الوزراء والوزيرات وفق الكفاءة والخبرة وليس وفق الولاءات السياسية واسترضاء الزعامات".

وأضاف أن "لبنان عند مفترق خطير خصوصاً من الناحية الاقتصادية وهو بأمس الحاجة إلى حكومة منسجمة قادرة على الانتاج لا تعرقلها الصراعات السياسية والمناكفات ومدعومة من شعبها".

وأعلن رئيس الحكومة سعد الحريري الثلاثاء استقالة حكومته "تجاوباً لإرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات للمطالبة بالتغيير".&

وتلقى المتظاهرون في كافة المناطق اللبنانية خبر الاستقالة بالترحيب، إلا أنه لم يوقف تحركهم المستمر منذ 17 من أكتوبر وتسبب بشلل كامل في البلاد شمل إغلاق المدارس والجامعات والمصارف.

ولا يزال المتظاهرون مصممين على البقاء في الشارع مطالبين بتسريع تشكيل حكومة جديدة يريدونها من التكنوقراط والمستقلين ومن خارج الأحزاب التقليدية.

وبعد نهار هادئ نسبياً باستثناء بعض محاولات قطع الطرق التي منعها الجيش، اجتاح آلاف المتظاهرين مساء الشوارع مجدداً في مناطق عدة من بيروت إلى طرابلس شمالاً.

وبعد انتهاء كلمة عون، هتف عشرات المتظاهرين في وسط بيروت "كلهم يعني كلهم" في إشارة إلى كافة الطبقة السياسية الحاكمة.

وتوجهوا إلى عون بالقول "إرحل يعني إرحل، عهدك تسبب بالجوع" و"الشعب يريد إسقاط النظام".