أسامة مهدي: كشفت منظمة العفو الدولية اليوم عن استخدام القوات الامنية العراقية لقنابل مسيلة للدموع ضد المتظاهرين ما يؤدي إلى مقتل عدد منهم يوميا.. فيما صدرت في بغداد أوامر اعتقال لستين مسؤولا ثانويا.. بينما اغلق متظاهرون حقلا نفطيا جنوبيا.

وقالت منظمة العفو الدولية إن العديد من المتظاهرين العراقيين يقتلون يوميا بقنابل مسيلة للدموع يبلغ وزنها 10 أضعاف وزن عبوات الغاز المسيل للدموع التي تستخدم عادة واخترقت جماجمهم. وأشارت في تقرير اطلعت عليه "إيلاف" الجمعة إلى أنّ هذه القنابل المصنوعة في بلغاريا وصربيا هي من نوع غير مسبوق" وتهدف إلى قتل وليس إلى تفريق المتظاهرين.

وأشارت إلى أنّ مقاطع فيديو صورها ناشطون واطلعت عليها تظهر رجالا ممددين أرضا وقد اخترقت قنابل جماجمهم في وقت كان دخان ينبعث من أنوفهم وعيونهم ورؤوسهم كما تظهر صور أشعة طبية قالت إنها تأكدت منها قنابل اخترقت بالكامل جماجم أولئك المتظاهرين القتلى.

وأوضحت ان عبوات الغاز المسيل للدموع التي عادة ما تستخدمها الشرطة بأنحاء العالم تزن ما بين 25 و50 غراما لكن تلك التي استُخدمت في بغداد تزن من 220 إلى 250 غراما وتكون قوتها أكبر بعشر مرات عندما يتم إطلاقها.

ونقلت المنظمة عن طبيب في بغداد قوله إن لدى وصول المصابين إلى المستشفى "نعلم أن المصابين أصيبوا بقنابل من خلال الرائحة وإذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة نبحث عن الجرح لإخراج القنبلة".. مؤكدًا أن التأثيرات مباشرة وليست ناجمة عن ارتداد قنابل تُطلق على الأرض.

متظاهرون عراقيون وسط غازات القوات الامنية المسيلة للدموع

كما قال طبيب في مستشفى قريب من ميدان التحرير قوله إنه يستقبل يوميا ستة إلى سبعة مصابين بالرأس بواسطة تلك القنابل. وطالبت منظمة العفو الدولية العراق بإيقاف استخدام هذا النوع الذي وصفته بغير المسبوق من القنابل التي تخترق الجماجم.

ومن جهتها دعت المفوضية العراقية العليا لحقوق الإنسان العراقية إلى التحقيق في نوعية هذه القنابل المسيلة للدموع التي تستخدمها&القوات الأمنية ضد المتظاهرين بعد تسببها بمصرع عشرات المتظاهرين وجرح الآف منهم حتى الآن.

وقال عضو المفوضية علي البياتي في بيان إن "إحدى المفارز الطبية التطوعية المنتشرة في ساحة التحرير وسط بغداد والتي لا يقل عددها عن 10 مفارز اكدت انها تستقبل بين 5 و20 حالة حرق يوميا في الجلد لدى المتظاهرين نتيجة تعرضهم إلى الغاز المسيل للدموع.

وأشار إلى أنّ وجود هذه الحالات يثير الريبة حول المادة المستخدمة في هذه الأسلحة حيث ان من المعلوم ان الغاز الموجود فيها وهو غاز CN أو CS او OC الذي يسبب حالات تهيج للغشاء المخاطي للعين والجهاز التنفسي على الأغلب وبشكل وقتي ولا يؤثر على الجلد كحالات حرق ما يستدعي التحقيق في المواد المستخدمة في هذه العبوات.

&يأتي ذلك في وقت قتل فيه أكثر من 250 شخصا واصابة حوالة 10 الاف آخرين في احتجاجات ومظاهرات شعبية في العراق منذ الاول من الشهر الماضي بحسب حصيلة رسمية.&

أوامر قبض لنواب ومسؤولين محليين

وأعلنت هيئة&النزاهة العراقية اليوم عن صدور أوامر قبض واستقدام بحقِّ نواب ومسؤولين محليين على خلفية تهم فساد وهدر بالمال العام بينهم وزير وخمسة نواب حاليين ووزيران سابقان.

متظاهرون عراقيون يواجهون الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع

وكشفت في معرض حديثها عن حصيلة الشهر الماضي من أوامر الاستقدام والقبض عن صدور أوامر استقدام بحق 38 عضوا في حكومات محلية للمحافظات العراقية من الأعضاء الحاليين والسابقين اضافة إلى صدور أمر استقدام بحق محافظ واحد واثنين بمنصب رئيس حكومة محلية من الحاليين و6 مديرين عامين ووكيل وزير واحد.

وأشارت ايضا إلى صدور أوامر قبض بحق محافظ ورئيس مجلس محافظة حاليين و5 مديرين عامين.

وتعتبر الدعوات الشعبية لمكافحة الفساد ومحاكمة المسؤولين الفاسدين واسترجاع اموال الشعب التي سرقوها في مقدمة مطالب المتظاهرين الذين يحتجون في شوارع البلاد منذ اسابيع.

إغلاق حق نفطي جنوبي

وفيما تستمر الاحتجاجات في العراق فقد اغلق متظاهرون اليوم الجمعة حقل البزركان النفطي في محافظة ميسان (365 كم جنوب بغداد).

ومنع المحتجون الغاضبون الذين تجمعوا عند بوابة الحقل من دخول او خروج أي من العاملين.

ومن جهتهم قال مسؤولون في ميناء أم قصر العراقي الجنوبي إن جميع العمليات في الميناء المخصص للسلع الأولية قرب البصرة توقفت بعد أن أغلق محتجون مدخله في اليوم السابق.

&يذكر ان احتجاجات غاضبة قد تفجرت في العاصمة العراقية وتسع محافظات جنوبية في 25 من الشهر الماضي سرعان ما توسعت بانضمام ملايين الطلبة والعمال والمحامين والمعلمين والاطباء والمهندسين للمطالبة بمكافحة الفساد والبطالة ثم تحولت إلى دعوات لاسقاط النظام والعملية السياسية القائمة على المحاصصة واجهتها السلطات بالعنف المفرط.