كولومبوس: يؤكد شبان لم يبلغوا بعد العشرين من العمر في ولاية أوهايو المفصلية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، أنهم سيصوتون لدونالد ترمب في أول مشاركة لهم في اقتراع، مشيدين بصراحته أو بسياسة الهجرة التي يتبعها أو بأدائه الاقتصادي.

يبدو أن كلاي دانيك وأوليفيا مايرز (18 عاما) بقبعتيهما اللتين كتب عليهما "لنعد لأميركا عظمتها" وقميصيهما القادمين من حملة ترمب، لديهما فكرة واضحة عن اسم المرشح الذين سينتخبونه في الاقتراع خلال عام واحد.

عززت نقاشات حضراها في كولومبوس عاصمة ولاية أوهايو الريفية والصناعية في آن، قناعات هذين الطالبين في مدرسة مسيحية في المدينة.

تقول أوليفيا التي "كبرت في عائلة محافظة" إنها لتتأكد من أنها لا تنحاز في خيارها "قامت بجمع معلومات حول اليمين واليسار" أكدت لها صحة ما تفكر به: دونالد ترمب هو الشخص الأكثر قدرة على الدفاع عن اثنتين من أولوياتها وهما مكافحة الهجرة السرية وحق الأميركيين في "حيازة أسلحة لحماية أنفسهم".

وأكد صديقها كلاي أن الأمر يتعلق خصوصا "بقيم ومعتقدات". وقال "أنتمي إلى عائلة عملت بجد لتتسلق السلم الاجتماعي ودعم ترمب للعائلات التي تواصل كسب المال بدون فرض ضرائب كبيرة عليها أمر مهم جدا".

حضر الشابان نقاشات جرت خلال الأسبوع الجاري في مدرج في جامعة أوهايو حيث حطت منظمة "تيرنينغ بوينت يو اس ايه" في جولتها الخريفية.

ومع أنها مستقلة نظريا عن حملة ترمب، تريد هذه المنظمة التي تؤكد أن عدد منتسبيها يبلغ أكثر من 1500 في الجامعات في البلاد، نشر الخطاب المحافظ المقبول في جامعات "الولايات المتأرجحة" التي يمكن أن تقلب نتيجة الانتخابات.

من الهجمات على وسائل الإعلام والطبقة السياسية في واشنطن إلى الإشادة بالاقتصاد المزدهر وبعظمة أميركا، وفي ما يبدو بين عرض مسرحي وتجمع سياسي، يقف مؤسس المنظمة تشارلي كيرك (26 عاما) الأشبه بشخصية مستنسخة عن ترمب، بثقة كبيرة.

جيل جديد من مؤيدي ترمب
يواجه كيرك مدرجا يضم مئات الشباب الذين يرون أن السنوات الثلاث الأولى من عهد ترمب حررتهم. وبين هؤلاء جون ماكاري المؤيد لترمب ويبلغ من العمر اليوم 17 عاما، لكن عندما تجرى الانتخابات في 3 نوفمبر 2020 سيكون في عامه الثامن عشر.&

تشبه القبعة الحمراء التي كتبت عليها الأحرف الأولى من عبارة "لنعد لأميركا عظمتها" (ماغا) ويرتديها بفخر، إعلانا سياسيا.

يقول "عندما أرتدي هذه القبعة يعتقد الناس أنني أوافق على كل ما يقوله ترمب". واضاف أن "الأمر ليس كذلك لكنهم لا يصغون لي وأنا أحب وضع هذه القبعة. أريد أن تكون لديّ أفكار خاصة بي، وليس في هذا الأمر أي خطر". ووصل ناشطو اليمين قبل ذلك بقليل إلى القاعة وسط هتافات معارضة وشعارات قاسية أطلقها ناشطون "ثوريون".

يرى احد أعضاء لجنة الاستقبال اليسارية جدا كريس باتيستي أن التصويت لترمب في سن العشرين يعني "التعبير عن غضب من النظام".

يعتبر ذلك انقلابا مدهشا بالمقارنة مع الأجيال السابقة، لكن الملياردير النيويوركي يتجاوز أصول السياسة إلى درجة تجعل دعمه أقرب إلى تعبير عن تمرد. وقال الاشتراكي باتيستي الذي يدرس التاريخ "إنها ثقافة حليقي الرؤوس المعاصرين...". لذلك لم يعد الشباب المحافظون يترددون في إعلان مواقفهم السياسية، كما قالت اندريا سبيغلر (20 عاما).

لا تصدق هذه الشابة المتخصصة بالاقتصاد وعود الديموقراطيين حول التأمين الصحي أو إلغاء ديون الطلاب. وقالت "إذا رغبتم في فعل شيء ما فيجب أن تمتلكوا الوسائل. لديّ وظيفتان صغيرتان وأسدد ديني الطلابي بلا صعوبة".

أما بشأن الاتهامات الموجّهة الى ترمب بالعنصرية ومناهضة النساء، فتقول جاني كوبوس (19 عاما) الاحتياطية في الحرس الوطني إن "الناس لا يحبونه خصوصا بسبب ذلك، لكن الكثير من الأمور التي تثير غضبهم اليوم جرت منذ فترة طويلة".

لكن نيت تيرنر (21 عاما) المسؤول المحلي في منظمة "تيرنينغ بوينت" يوجّه انتقادات محدودة إلى الرئيس وخطابه الذي يسبب استقطابا.

قال هذا الجمهوري المعتدل إن ترمب "يكتب في بعض الأحيان أمورا مسلية جدا". لكنه اضاف أنه "من الأفضل أن يصمت في بعض الأحيان، إذا كان لا يريد أن ينفّر بعض الناخبين المستعدين للتصويت له" أيًَا تكن أعمارهم.
&