نصر المجالي: نقلت تقارير تأكيدات رسمية من طهران بأن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بعث برسالة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي والعراق بشأن "مبادرة هرمز للسلام" الخاصة بتأمين الملاحة البحرية في المنطقة.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، تعقيبا على التقرير الذي نشرته صحيفة "الجريدة" الكويتية حول الموضوع: "قام الرئيس روحاني، بعد عرضه مبادرة هرمز للسلام في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ببعث رسالة إلى قادة دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والبحرين وقطر والكويت وعمان) وكذلك العراق، ودعاهم فيها إلى المساهمة في تطبيق المبادرة".

وأضاف موسوي أن الرسالة شرحت تفاصيل المبادرة الإيرانية، معتبرا أن هذا الأمر يدل على "جدية إيران والأهمية التي توليها إلى دول المنطقة في ضمان استقرار وأمن منطقة الخليج".

لا نفي ولا تأكيد

ولوحظ أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لم يؤكد أو ينفِ&ما ذكرته الصحيفة الكويتية بشأن "الرد الإيجابي" السعودي والبحريني على الرسالة.

كما أفاد موسوي بأن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، سيوجه قريبا رسالة حول هذا الموضوع إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وقال وزير الخارجية الإيراني في كلمة على هامش لقاء لمجموعة العمل الرئيسية لمؤتمر ميونيخ في نهاية أكتوبر الماضي إن مبادرة للسلام والأمن في منطقة الخليج، التي أطلق عليها اسم "مبادرة هرمز للسلام"، تقوم على أربعة مبادئ رئيسية.

وأشار ظريف إلى أن المبادئ الرئيسية هي: عدم التدخل في شؤون الغير، وعدم الاعتداء، والالتزام بأمن الطاقة، والاحتكام إلى القانون الدولي.

رد ايجابي

وكانت صحيفة (الجريدة) الكويتية عن مصدر بوزارة الخارجية الإيرانية قوله إن طهران تلقت ردا ايجابيا من السعودية والبحرين على رسالة رسمية وجهتها للمملكتين بخصوص "خطة سلام مع الجيران".

وذكرت الصحيفة الكويتية أن إيران وجهت "في خطوة غير مسبوقة، أول رسالة رسمية مكتوبة إلى السعودية والبحرين عبر الكويت، عرضت فيها مشروعها لتأمين الملاحة في مضيق هرمز وخطتها لتحقيق السلام مع جميع جيرانها في المنطقة".

وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصدرها أن "إيران سلمت إلى مساعد وزير الخارجية الكويتي الرسالتين الموقعتين من الرئيس حسن روحاني إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة".

وأوضح المصدر أن إيران "تابعت الأمر عبر الوسائط الدبلوماسية ووجدت ردة فعل إيجابية من دول المنطقة في هذا المجال، خصوصاً من ناحية تأمين الملاحة في مضيق هرمز وإحلال السلام بالمنطقة وحلحلة الخلافات مع الجيران".

4 مشاريع

وأشار إلى أن هناك 4 مشاريع أخرى على طاولة هذه الدول، أولها أميركي، وثانيها روسي، والثالث أوروبي، فضلاً عن المشروع العربي، مؤكداً أن تلك المشاريع غير قابلة للتطبيق العملي على الأرض، لأنها ترصد مصالح بعض الدول دون باقي دول المنطقة.

واعتبر المصدر أن المشروع الإيراني يتضمن حل خلافات دول المنطقة عبر عقد مؤتمر قمة، من المرجح عقده في الكويت.

وكانت الحكومة الإيرانية، طرحت في سبتمبر الماضي، مبادرة لتشكيل تحالف دولي لضمان الأمن في منطقة الخليج، يضم كلا من إيران والسعودية والعراق والبحرين والإمارات وقطر وعمان والكويت، ومن المفترض أن ينشط تحت رعاية الأمم المتحدة.

وجرى هذا التطور على خلفية توتر كبير في العلاقات بين إيران من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى، لا سيما بعد حوادث عدة لاستهداف ناقلات نفط في الخليج، وتعرض المملكة يوم 14 سبتمبر لضربة موجعة استهدفت منشأتين نفطيتين حيويتين شرق البلاد، واتهمت السلطات الإيرانية بالوقوف وراء الهجوم.