فيما أغلق متظاهرون محتجون قنصلية إيران في كربلاء "باسم الشعب"، فقد دعا بيان لمتظاهري ساحة التحرير إلى إقالة حكومة القناصين، مهددين بتصعيد حراكهم، بينما قطعت السلطات خدمة الانترنت، وسط تصاعد خطير للأحداث في العراق بشكل غير مسبوق.

إيلاف: حاصر المئات من المحتجين في مدينة كربلاء الجنوبية الليلة الماضية للمرة الثالثة خلال عشرة أيام القنصلية الإيرانية في المدينة، ورموها بالحجارة، وأنزلوا العلم الإيراني من على مبناها، ورفعوا العراقي مكانه، كما ظهر في شريط فيديو تابعته "إيلاف" صوّر في عين المكان.&

علق المتظاهرون الغاضبون من تدخلات إيران في الشؤون الداخلية العراقية يافطة على السور الكونكريتي المرتفع لحماية مقر القنصلية مكتوب عليها "أغلقت باسم الشعب"، فيما سمع صوت رجل يدعو الله من أجل سلامة الشبان الذين علقوا اليافطة وبألا يصيبهم رصاص القوات الأمنية الذي كانت تسمع أصواته.

الأمم المتحدة مروعة لاستمرار حمّام الدم العراقي&
أكدت الأمم المتحدة أنها مروّعة لاستمرار سفك الدم العراقي، وحذرت من الاستهانة بإحباط الشعب العراقي.

وقالت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس-بلاسخارت في تغريدة على حسابها في شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر"، تابعتها "إيلاف" اليوم، "يروّعنا استمرار سفك الدماء في العراق. الإحباط الشديد لدى الشعب لا ينبغي الاستهانة به أو قراءته بشكل خاطئ. العنف لا يولد إلا العنف، ويجب حماية المتظاهرين السلميين. لقد حان وقت الحوار الوطني".&

الفتى العراقي حسين الدراجي الذي قتل بقنبلة غاز مسيل للدموع اخترقت رأسه

وكانت بلاسخارت قد زارت محتجي ساحة التحرير في 30 من الشهر الماضي، حيث أجرت حوارات معهم، كما تبادلت الآراء ومناقشة السبل الممكنة لمعالجة المطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين. وأشارت إلى أن الحكومة ليس بوسعها أن تعالج بشكل كلي تركة الماضي والتحديات الراهنة خلال عامٍ واحدٍ فقط من عمرها. ودعت إلى إجراء حوارٍ وطني لتحديد استجابات فورية وفعالة للخروج من حلقة العنف المفرغة وتحقيق الوحدة في وجه مخاطر الانقسام والتقاعس. وقالت "بالوقوف صفًا واحدًا يمكن للعراقيين التوصل إلى أرضية مشتركة لتشكيل مستقبل أفضل للجميع".

محتجو التحرير: إقالة حكومة القناصين&
من جانبهم، أكد محتجو التظاهرات العراقية أنهم مستمرون في اعتصامهم ما لم تنفذ السلطات التي وصفوها بـ"حكومة القناصين" مطالبهم، محذرين أنه بخلاف ذلك فإنهم سيصعّدون من حراكهم الشعبي.

وقال متظاهرو ساحة التحرير في بيان حصلت "إيلاف" على نصه اليوم إنهم بدأوا احتجاجهم في اليوم الأول من أكتوبر بدعوة "نازل آخذ حقي" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومنذ اليوم الأول قدم الشعب مئات الشهداء وآلاف الجرحى، في سبيل إزاحة هذه الصخرة الجاثمة مند أكثر من 16 عامًا، والمتمثلة في زمرة من الفاسدين والقتلة والسارقين لحقوقنا.. اليوم ومنذ أن أعلن عن الاعتصام السلمي في الخامس والعشرين من الشهر الماضي ولغاية يومنا هذا ونحن نقتل ونقمع بقنابلهم ورصاصهم في كل يوم وفي كل ساعة، وكل هذه الدماء الطاهرة لم تحرّك ضمائر مجلس النواب والحكومة والكتل السياسية الذين تجاهلوا واستخفوا بمطالب المتظاهرين ودمائهم.
&
وأضافوا إن السياسيين يراهنون على نفاد صبرنا وعدم استمرارنا في الاعتصام السلمي وتمزيق التضامن الشعبي معنا، فعليه نؤكد للشعب العراقي استمرارنا في الاعتصامات والتظاهرات المليونية حتى تحقيق مطالب المتظاهرين العادلة المتمثلة في إقالة حكومة القناصين التي تلطخت أيديها بدماء المتظاهرين.. وحل البرلمان الذي تشكل في فضائح التزوير وشراء الأصوات وحرق الصناديق.. وتنظيم انتخابات مبكرة بقانون جديد ومنصف بإشراف القضاء العراقي والأمم المتحدة.. إضافة إلى تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة غير تابعة للأحزاب والمحاصصة السياسية وبسقف زمني محدد.

حذر المحتجون أنه بخلاف ذلك ستكون لهم خطوات تصعيدية أكبر "وقد رأيتم بوادرها خلال اليومين الماضيين.. فلا عودة إلى الحياة الطبيعية إلا بعودة الوطن الذي أراده الشهداء". &

قطع خدمة الانترنت ومخاوف من مهاجمة المتظاهرين
إزاء تصاعد الاحتجاجات الشعبية وتوسعها وتصاعد أعداد القتلى في المواجهات مع القوات الأمنية فقد أغلقت السلطات عند منتصف ليل الاثنين خدمة الانترنت في العاصمة ومحافظات الجنوب المنتفضة. ومنذ مساء أمس لوحظ بطء في خدمة الانترنت، استمر ساعات عدة، ثم أصبح متقطعًا، حتى قطع بشكل نهائي. &

إثر ذلك أثار ناشطون مخاوف من إمكانية استغلال قطع الانترنت من قبل الميليشيات الموالية لإيران لاستهداف المتظاهرين بالاشتراك مع قوات أمنية لتفريقهم بالقوة المميتة والانتقام من مواقفهم المعادية لإيران وهتافاتهم ضدها وتمزيقهم صور القادة الإيرانيين، يتقدمهم المرشد الأعلى علي خامنئي.&

حشود تتظاهر ليلًا في محافظة ميسان الجنوبية

وكانت السلطات قد لجأت إلى قطع الانترنت لدى تفجر الاحتجاجات في مرحلتها الأولى في الأول من الشهر الماضي، وسط انتقادات دولية واسعة، اضطرتها لإعادتها قبل أن تغلقها خلال الساعات الأخيرة، في محاولة لمواجهة موجة الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها بغداد والمحافظات الجنوبية.

شهد يوم أمس تطورًا خطيرًا بوصول المتظاهرين إلى قرب مقر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من إبعادهم وإغلاق جسر الأحرار المؤدي إليه، ما اضطر المتظاهرين للانتقال إلى جسر رابع، هو الشهداء، من بين 7 جسور تربط جانبي بغداد في الكرخ والرصافة عبر نهر دجلة، وفجرت تظاهرات غاضبة ضد الطبقة السياسية، مطالبة بإسقاط النظام. وبذلك يكون جسر الشهداء هو الرابع الذي يشهد احتجاجات المتظاهرين بعد جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء والسنك المؤدي إلى السفارة الإيرانية، ثم الأحرار إلى مكتب عبد المهدي ومقر إذاعة وتلفزيون الدولة الرسميين.

وتشهد بغداد ومحافظات جنوبية منذ الأول من الشهر الماضي تظاهرات شعبية ضد الطبقة الحاكمة وفسادها وهيمنتها&على المناصب العليا، لكنها زادت بشكل كبير في الأيام الأخيرة، وجذبت حشودًا هائلة من مختلف الأطياف العراقية تواجهها القوات الأمنية بالقنابل المسيلة للدموع التي تخترق الجمجمة والرصاص المطاطي على الحشود مباشرة، مما أسفر عن إصابة بعضهم في الرأس والصدر، ما أدى إلى مصرع أكثر من 260 شخصًا وإصابة 12 ألفًا آخرين. &&
&
&